في الليلة الظلماء يفتقد البدر، شاب بعمر الورد، طلق الدينا ثلاثا، ترك دراسته الجامعية، أحب جون ذلك الجبل الذي وقف في يوم الطف، فلقبوه بجون الكوت، مبتسما يحتضن الموت عشقا، لأيمانه أن الشهادة، باب يفتح للذين يذودون عن دين الحق، ويقتلون في سبيل ربهم، لرفعة الإسلام المحمدي، المتمثل بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، لذلك لا يعرف الملل، ولا الكلل، كان يعيش وسط المجاهدين، كأنه مسافر إلى السماء.
في رحلة عشقها ضميره الإنساني، فروض نفسه، وعاش مرحلة الوداع.
كان يهمس بروح الطيبة المغمسة بالعنبر، من يسير معه يشم رائحة الجنة، التي لطالما تسير معه في تلك المزارع التي لم يتوقع يوما تطأ قدمه ارضها، لكن الواجب المقدس، ساقه لكي يكون نبراسا تفتخر به أمه التي نذرته لهذا اليوم،
سحابة الخير تحمل في طياتها أماني، لجنود تركوا الأهل والأصدقاء، من أجل حماية اعراض وأموال المسلمين، سمعوا نداء الباري، فلم ينم ضميرهم، بل أصبحوا شعلة تضيء الدروب، وتمنح الحياة، لينقذوا الأطفال والنساء، ويحرروا الارض التي دنسها، رجال بن تيمية، الذين ينفذون ما يمليه عليهم الشيطان.
الحشد الشعبي رسالة مدوية، قدموا أنفسهم قربانا، ورصاصة تقتل كل من يدنس ارض العراق، وسيكون مقص لقطع يد الإرهاب، لذلك أدركوا الدواعش، أن نهايتهم باتت قريبة، وخروجهم أصبح وشيكا من ارض الرافدين.
غيوم سوداء تصب غضبها على أداة الكفر، وطير أبابيل ترميهم بقذائف من سجيل.
اليوم على طريق التحرير، تصاعد اللهب من صواريخ القاهر، تناشد السماء؛ لا رحمة مع القتلة، جرائمكم مزقت قلوب الأمهات، وحرقت الدموع خدود اليتامى، ستفتح جهنم عليكم، رجالنا شدوا احزمتهم متوكلين على ربهم الجبار، رافعين راية القوة، والإصرار، ولواء الفتح بأيدهم، وعيون المرجعية العليا تراقبهم، وتدعوا لهم بالنصر المؤزر، وتحفظهم من براثن العدو التكفيري.
جون الكوت؛ أستشهد وذهب إلى ربه مبتسما، لأنه يؤمن بأن الجنة تحت أقدام المجاهدين.