لم تكن قطر بعيدة عن الواقع السياسي العراقي وما يحصل فيه من مشاكل واحتقان بل هي في كثير من المواقف تكاد تكون صانعة لبعض الازمات من خلال تدخلها الفاضح في الملفات الساخنة على مستوى الداخل سياسيا وقد يبدو ذلك اكثر وضوحا في الازمة السياسية الاخيرة وتحركها في المناطق الغربية واستغلالها للكثير من مطالب المتظاهرين عبر بعض السياسيين الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا حصان طروادة القطري داخل العراق . حاولت ولا زالت تحاول الحكومة القطرية ومخابراتها التدخل في العراق من خلال الربط بين الازمة السورية وتفاعلاتها والتأثير على العملية السياسية في العراق برمتها محاولة بذلك اسقاط كل البناء الديمقراطي وما حصل من تغيير بعد سقوط النظام السابق ، وهذا الامر للاسف تفاعل معه العديد من القيادات السياسية التي تسلّقت في حين غفلة الى السلطات التشريعية والتنفيذية بل وهي الشماعة التي يلوحون بها كل حين عندما يحتاجون الى الطائفية كسلاح ذو حدين لتنفيذ وتمرير اجنداتهم الممجوجة والغير مقبولة لدى الشارع العراقي . قطر كدولة صغيرة بحجمها الجغرافي والسياسي ارادت ان تكون اللاعب القوي على الساحة العربية من خلال ضخ الاموال الكبيرة لبعض الدول وشراء اصواتها ومصادرة قرارهم في اروقة الجامعة العربية وهو ما قامت به بالفعل ايام تغيير النظام اللبيبي وحاكمه معمر القذافي وذات الامر استغلته في مصر وتونس كما تستغله اليوم في الازمة السورية ومحاولتها ازاحة نظام الحكم في دمشق ولا يخفى على احد تدخلها الفاضح في الشأن العراقي كمحاولة منها على استخدام نفس الالية في العراق لكنها لم تفلح الى اليوم سوى تلك الازعاجات التي يمارسها بعض الغلمان التابعين لها ،، ففي قمة بغداد العربية مارست قطر الاسلوب المتعجرف في التعامل مع العراق واستهانت كثيرا بهذا البلد العظيم الضارب في عمق التاريخ ليمثلها في تلك القمة موظفين صغار من الخارجية القطرية محاولة من حكومتهم ان توجه صفعة للحكومة العراقية بعدم الاحترام لسيادتها وكذلك عدم اللياقة واحترام التبادل في العلاقات الدولية وهو الامر الذي ازعج كثيرا المثقفين والسياسيين العراقيين لكونها طريقة خرقاء لا تعبر عن واقع الاحترام المتبادل بين البلدين واحترام سيادة كل منهما ، كما ضلت الحكومة القطرية طيلة احتفاظ العراق برئاسته الجامعة العربية تغرد خارج السرب العربي وهو ما يدل على عدم احترامها لرئاسة العراق الدورية وهذا تجاهل لا يعبر عن الممارسة الحقيقية لاحترام الدول فيما بينهم. اليوم يتم عقد القمة العربية في قطر التي تترأس دورتها الحالية حكومة قطر والتي اسلفنا تجاهلها لسيادة العراق في القمة الماضية وهو ما يستوجب على الدولة العراقية ان تتعامل بالمثل معهم وارسال وفد يتمثل بنفس المستوى الذي جاءوا فيه لنرد لهم فعلتهم الشنيعة بحق العراق ، وما يزيد استهتار القطريين بالعراق وسيادته انهم قاموا بدعوة المجرم الهارب المحكوم بالاعدام طارق الهاشمي تنكيلا بالقضاء العراقي وسيادة قانونه ودستوره والمصيبة انهم يريدون اعطاءه كلمة في هذه القمة العرجاء ، فأي تهاون وتجاوز هذا الذي يحصل على العراق وكيف تقبل الدول العربية الاخرى بذلك من الاولى على السيد نائب رئيس الجمهورية والوفد الذي يرافقه ان ينسحبوا من تلك القمة فيما لو تم السماح للمطلوب الى القضاء العراقي طارق الهاشمي بأن يلقي كلمته ، واعتقد ان ذلك هو التعامل المناسب مع دولة مثل قطر كي تعرف حجمها الحقيقي امام دولة مثل العراق.
|