لا طريق امامنا الا الديمقراطية |
لا طريق امامنا الا ان ندين بدين الديمقراطية ونتخلق باخلاقها ونتحلى بقيمها فالديمقراطية لها قيم واخلاق واضحة وتحتاج الى تجربة الى ممارسة الى تضحية الى صبر وليس مجرد كلمات نرددها وازياء نرتديها فالديمقراطية لها شكلها ولونها وجوهرها الواحد والواضح في كل مكان وفي كل زمان فالامام علي منذ اكثر من 14 قرنا من الزمان حدد صفات المسئول الديمقراطي انه اجير لدى الشعب انه خادم للشعب وليس سيدا فالشعب اختاره ليحقق رغباته الخاصة ويعمل على رعايته وحمايته من كل شر ومكروه يأكل ويسكن ويلبس ابسط ما يأكله ويسكنه ويلبسه ابسط الناس اذا زادت ثروته ملكيته اكثر مما كانت عليه قبل تحمله المسؤولية فهو لص الديمقراطية تعني مشاركة كل الشعب نساءا ورجالا ومن مختلف الاراء والافكار والاديان والقوميات لا يجوز منع اي جهة من المشاركة مهما كانت ارائها واتجاهاتها او كما يقول احد المفكرين لا طريق امامنا الان سوى ان نعرف كيف نختلف وكيف نتفق ولماذا نختلف ولماذا نتفق مع الغاء كافة القيود التي تمنع الانسان من ان يعبر عن رأيه صراحة دون ان يتعرض لاي شكل من اشكال القهر المادي والمعنوي المؤسف ان المسؤولين في العراق يرون السياسة صفقات تجارية رابحة وكرسي الحكم هو الطريق لتحقيق تلك الغايات والاهداف من بناء القصور وجمع المال وتحقيق كل الرغبات الفاسدة والغير مشروعة بل هناك من استخدمه وسيلة للنهب والاغتصاب والقتل لهذا نرى اللصوص واهل الدعارة وعناصر عصابات القتل والاختطاف اول المسارعين على الاستحواذ على هذه الكراسي وحتى الذين لم يسعفهم الحظ اصبحوا ضمن جوقة ومجموعة المسؤولين وهكذا غرق العراق والعراقيين في بحر الفساد والجريمة والعنف هاهم العراقيون يصرخون ويستغيثون الا من ناصر ينصرنا الا من مغيث يغيثنا الا من مخلص يخلصنا الا من منقذ ينقذنا اما المسؤولون يضحكون على الشعب لا يهمهم امره فهم مشغولون في النهب والقتل وجمع المال وبناء القصور وجمع النساء من انواع مختلفة بزوا اجدادهم قيل ان احد المسؤولين جمع في بيته 173 امرأة من قوميات مختلفة والوان متنوعة فهم في صراع وتنافس بعضهم ضد بعض فهم في سباق حاد من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا يا ترى من يصنع القيم والاخلاق الديمقراطية والنظام الديمقراطي الشعب ام المسئول فالمعروف ان الشعب هو الذي يختار المسؤول وهذا يعني على الشعب ان يكون ديمقراطي والا كيف ينتخب ويختار مسؤول ديمقراطي فالديمقراطية تعني ان الشعب هو الحاكم اي ان الشعب هو الذي يختار المسؤولين يختار الحكومة وهو الذي يطرد المسؤولين اذا عجزوا ويحاسبهم اذا قصروا والحكومة وكل المسؤولين مجرد خدم وضعهم الشعب لخدمته يعني كعائلة ثرية تستخدم خادما في بيتها فكل مهمته وواجبه تلبية رغبات وتنفيذ اوامر افراد العائلة وهذه هي مهمة اي مسؤول في الدولة من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء ورئيس البرلمان واعضاء البرلمان وحتى اعضاء مجالس البلديات وكل موظف في الدولة لا شك ان العشائرية وقيمها وشيوخها من اكبر الامراض التي تهدد الديمقراطية والديمقراطيين فلا يمكن للاثنان ان يتعايشا ولو لوقت محدد احدهم ضد الاخر واحدهم يتنافر مع الاخر كالليل والنهار والنور والظلام والشر والخير وهذا يعني لا ديمقراطية الا بالقضاء على العشائرية واعرافها وشيوخها قضاءا تاما وقلعها من الجذور اولا ثم البدء بزرع قيم واخلاق الديمقراطية نحن نحتاج الى خلق الانسان الديمقراطي اي خلق اخلاق وقيم ديمقراطية تختلف عن قيم واخلاق الاستبداد والعبودية تماما فالاستبداد والعبودية تخلق انسان كاذب منافق متملق له عدة اوجه ما يقوله غير ما يفعله انتهازي لا يملك قيم ولا كرامة ولا دين ولا خلق بل كثير ما يتظاهر بتلك الصفات الا انه يسرع ويبيعها بابخس الاثمان نرى الديمقراطية والحرية تخلق انسان صادق مخلص له وجه واحد ورأي واحد يملك قيم ومبادئ ينطلق من مصلحة ومحبة الاخرين قيل ان الانكليز كانوا جدا معجبين بياسين الهاشمي لكن نظرتهم تغيرت وتدبلت وصغر في نظرهم لانه كان يقول للانكليز انتم الوسيلة الوحيدة لانقاذ بلادي وعندما يلتقي بالاخرين فيصف الانكليز بالجور والظلم ويدعوا الى طردهم كان الملك فيصل يرغب في اسناد وزارة الداخلية الى ياسين الهاشمي ونيجة لهذا الموقف اعترضوا الانكليز على تعيينه وقال الانكليز نحن لا نعترض على من يسبنا ويتهمنا بأي تهمة ولا نبالي ابدا بل ربما نجيبه ونرد عليه لكن عندما يمجدنا ويعظمنا امامنا ثم يذهب ويذمنا ويدعوا الى طردنا فهذا امر لا يمكن غفرانه فحاول الملك تبرير ذلك بقوله ان ما فعله ياسين الهاشمي امر اعتيادي في الحياة الشرقية فالاستعباد الذي تسلط على الشعب جعل الفرد مضطرا ان ينافق ويلعب على الحبلين لكي يحمي نفسه عن طريق المكر حتى انا افعل ذلك فنحن لم نتعود على حياة الحرية لكي نكون في سلوكنا احرار كما اكد للانكليز ان هذا ومن امثاله هم الذين يصلون الى القمة نعم ان المنافقين والمتملقين هم الذين يصلون الى القمة رغم كل ما موجود فالعراقيون دخلوا بحر الديمقراطية وبدأوا يتعلمون فن العوم في بحر الديمقراطية ومن الطبيعي نحتاج الى ممارسة الى وقت ومن الطبيعي خلال الممارسة وهذه الفترة تحدث سلبيات ومفاسد الا ان العراقي صمم الا ان يكون ماهرا ومبدعا واستاذا في الديمقراطية. |