كل ثلاثاء: خبر وتعقيب |
اذا كان (عزت الدوري) دليل قوم. عن بيان أوجلان القاضي بنزع سلاح p.k.k ومغادرة مقاتليه لكردستان تركيا.. الخ في سابقة لم تشهدها الحركات التحررية للشعوب قال عزت الدوري امين عام حزب البعث العراقي، ان البيان كان (ضربة موجعة للانفصاليين في (شمال العراق) الداعمين لقيام الدولة الكردية وتفكيك الأمة العربية والأسلامية، وللصهانية أيضاً). ولقد فاته ان استئناف تركيا لعلاقاتها مع اسرائيل تزامن وصدور ذلك البيان، دع جانبا القول ان القيادة الكردية العراقية لم تطالب الى الان بالانفصال او الاستقلال وهو حق مشروع، في حين ان دعوات الانفصال العربية- العربية تصدر عن العرب وحدهم، فها هم (عرب الصحراء الغربية) نياضلون منذ اكثر من عقدين لغرض الاستقلال عن المغرب، وقل الشيء نفسه عن حراك الجنوب اليمني لغرض الانفصال عن اليمن ومثلهم يعمل حوثيو شماله، وقبل نحو عامين انفصل جنوب السودان عن السودان وفي عام1961 انفصلت سوريا عن مصر، والان نقف على دعوات انفصالية في ليبيا وحتى في مصر عن الدولتين العربيتين، فالى متى الدوري غارقا في حقده على الكرد و جهله بما يجري في البلدان العربية وجهله ايضا بحقيقة السياسات التركية المعادية للعرب؟.
في تصريح يبعث على التهكم والغضب في أن برر سعدون الدليمي الوزير في الحكومة العراقية، تفتيش الضيوف من المفكرين والمثقفين العرب من المدعويين الى فعاليات (بغداد عاصمة للثقافة العربية) بانه جاء خشية عليهم من (الشياطين و مصاصي الدماء). لاحظوا اسلوبه الواطئ في الحديث ومدى تدنيه واذا كانت بغداد قد اصبحت ساحة (للشياطين ومصاصي الدماء) فلماذا دعوة اولئك الضيوف الى بغداد وحتى جعل الاخيرة عاصمة للثقافة العربية؟. يذكر ان اربيل تشهد بين حين حين انعقاد مؤتمرات عربية فيها اخرها مؤتمر الجامعات العربية، ولكن من غير تفتيش اي ضيف.
خلافا للمقولة:(اكرام الضيف واجب) يتصرف محمد مرسي في موضوع تسليم (احمد قذاف الدم) وسياسيين ليبيين سابقين، وفي العراق رأينا كيف اهين ضيوف فعاليات(بغداد عاصمة للثقافة العربية) ترى هل يجيز الاسلام تسليم اللاجيء او هل التقاليد العربية باهانة وتفتيش الضيوف؟
من بركات هيمنة الاسلاميين على تظاهرات ساحة الأحرار في الموصل شنت (الجماعات والاحزاب الاسلامية في نينوى حملة (تطهيرعرقي) ضد الغناء والموسيقى الموصليين وابناء اسحق الموصلي يعلنون التوبة في الجوامع) هذا ما نقلته فضائيات عدة، ترى اليس من حق المصريين وغيرهم مقاومة الاسلاميين، والحالة هذه، فاذا كان اسلاميو الموصل يقومون باعدام الفن الموصلي اليوم، فكيف يكون مصير كل الفنون فيما لو سيطروا على الموصل وعلى العراق في المستقبل؟
ذكرني اقدام سكان قرية مصرية بشنق لص دون الرجوع الى السلطات، بقيام افراد في افلام الكاوبوي الأمريكية بشنق لصوص ومجرمين خلافا لادارة رجل الشرطة (الشريف) حين القبض عليهم، ما يدل على تراجع حكم القانون في الارياف المصرية في ظل حكم الاخوان المسلمين ويتردد الحديث عن اندلاع حرب اهلية في مصر ايضاً.
انتقد اردوغان وكول تظاهرات الكرد في (أمد) لعدم رفعها العلم التركي، علما ان هذا العلم مثل العلم العراقي السابق، مكروه لدى كرد تركيا وكل الكرد، لأن في ظل هذا العلم تم استباحة الدم الكردي لعقود من السنين، طيب لنفرض ان الكرد راجعوا موقفهم ورفعوا العلم التركي في مظاهراتهم، ترى هل يرفع الاتراك العلم الكردي في مناسبتهم؟. واذكر القادة الترك، ان الكرد فعلوا حسنا حين لم يرفعوه، بعد أن تعرض الى الحرق والدوس بالاقدام على يد العرب في تكريت العراقية قبل أيام ..
وصل برويز مشرف الى كراتشي بعد(4) سنوات في منفاه، زاعما انه عاد الى بلاده لمقاتلة طاليبان، بيد انه لما وصل مطاركراتشي أبا مغادرته لضعف الحماية المخصصة له، بعد أن هددت طاليبان باكستان بقتله حال وصوله الى البلاد، فهل ياترى يتكرر مشهد مقتل بنازير بوتو التي اخطأت التقديرات بعد اعوام قضتها في السعودية، ولما عادت الى بلادها قتلت. ان قراءة مشرف للوضع الباكستاني رديء واختار الوقت غير المناسب للعودة الى بلده.
اعلن عن رغبة لبابا الفاتيكان الجديد لزيارة العراق، لدعم المسيحيين (الذين يواجهون ظروفا صعبة) كما جاء في الاخبار. ان جل مانخشاه ان تؤدي زيارته الى النتيجة نفسها لزيارة اوغلو الى كركوك والتي على أثرها، اشتدت حملات القمع ضد التركمان. بلاشك ان زيارة البابا ان نفذت فان القوى الظلامية لن تتوانى عن دفع المسيحيين الى ظروف أصعب، ولقد أعذر من أنذر.
بعد اعلان اوجلان طفت على السطح افكار انهزامية من قبيل ان زمن الثورة المسلحة والاحتكام الى السلاح قد ولى، وكان الاصح القول، ان زمن الدكتاتوريات قد مضى وليس العكس فالثورة رد فعل والدكتاتورية فعل. وكان الاصح مطالبة الجيش التركي بالانسحاب من شمال وجنوب كردستان، لأنه اصل البلاء الذي حل بتركيا، وليس المطالبة بالقاءp.k.k لسلاحه ومغادرة مقاتليه لأرضهم وارض ابائهم واجدادهم.
الجواب، ان حكومة المالكي هي المستفيدة منه فقط إذاعلمنا، ان المالكي يسعى منذ شهور الى (حكومة الاكثرية) فعلى العراقية والتحالف الكردستاني توخي الحذر وعدم الانسحاب فبأنسحابهما، ينفذان مشروع (حكومة الاكثرية) من حيث لا يشعران. |