قيل الثورات تأكل ثوارها، والثوار الرفاق يصفي بعضهم نعم هذا حال الثورات في عالمنا العربي، وهذا ما حدث في تاريخنا العربي، وشمل كل الدول التي حدثت فيها ثورات( واغلبها انقلابات) ، حدثت في مصر والعراق واليمن وسوريا ومورتانيا والجزائر والسودان الثوار أو الانقلابيون يعرفون بعضهم بعضا جيدا، يعرفون نقاط القوة والضعف لدى كل واحد منهم ، معرفة تمتد الى الامور الخاصة والشخصية والعائلية، وتمتد لأكثر من ذلك الى ماهو الاسلوب الأكثر ملأئمة لإزاحة هذا الرفيق الثائر عندما تحين الفرصة وينتهي دوره، هل القتل بالسم، أم بالرصاص، أم بحادث سير ، أم بسقوط طائرة، أم بالاعدام بتهمة التآمر على الثورة؟؟؟ حدث ذلك في ثورة يوليو في مصر ١٩٥٢ ، فبعد فترة تمت ازاحة قائد الثورة الفريق محمد فوزي من قبل رفيقه الثائر جمال عبد الناصر؛حدث ذلك في العراق في ثورة يوليو ١٩٥٨ حيث قام الحبيب والرفيق الثائر عبدالسلام عارف بتصفية حبيبه عبدالكريم قاسم، حدث في العراق في ١٩٧٩بأعدام الثوار بتهمة التأمر على القيادة واليوم نسمع اخبار إقالة الثائر القوي والرفيق الاقرب للفريق السيسي والثنائي الذي شارك فعليا ،بل كان صاحب الدور الاول في ثورة او انقلاب يونيو ٢٠١٣ وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم ، أقول ان الثائر الاول في هرم السلطة حاليا الرئيس السيسي بدأ مرحلة تصفية او تنظيف حركته فكانت البداية بالأقوى وهذا الأقوى هو وزير الداخلية وهنا اراد الرئيس السيسي اعطاء رسالتين ؛الاولى مهما كنا حبايب فإن العين لاتقبل منافسا، والثانية اراد تحميل محمد ابراهيم بعض الاحداث والاخفاقات في محاولة لكسب تأييد داخلي وتعاطف خارجي، وبعد ساعات سيتم تعيين ابراهيم بمنصب استشاري ربما لتطييب الخاطر ولعيون الروح الثورية الرفاقية السابقة
نعم الثورات والانقلابات تأكل ثوارها تحت شعار( الثورات تنظف نفسها)
|