الفنان اركان البهادلي : الكاريكاتير من الأسلحة الفكرية للصحافة العالمية


العراق تايمز: نريمان المالكي

اركان البهادلي فنان بصري اختص بفن الكاريكاتير منذ الصغر ليحقق حلمه باقامة معرض متخصص في مدينته البصرة حيث التقيناه غلى هامش معرضه ليحدثنا عن ولعه بالرسم ، والكاريكاتير وما تعرض ويتعرض له من مضايقات..


يقول البهادلي بدأت رحلتي مع الكاريكاتير منذ الطفولة وقبل دخولي اصلاً الى المدرسة وكنت دائماً ما ارسم على الارض حتى تبلورت الى الورق وهنا كانت نقطة التحول نحو عالم فن الرسم .


ويضيف كنت متابعا مجدا للمجلات التعبيرية القصصية مثل المزمار ومجلتي ومجلة الف باء واتابع جميع الاعمال فيها فيما يخص الرسوم وتحديداً الكاريكاتير ، وكانت لي مشاركات عديدة ايام الدراسة في المشاركة بالسباقات المدرسية ودائما ما كانت احصد المراكز الاولى للبصرة .


ويواصل كبرت معي فكرة التمسك بالكاريكاتير حتى مرحلة الإعدادية وهنا كانت النقلة الى مرحلة جديدة متمثلة بالوعي الفكري بالنسبة لي خاصة ، وعندها تأثرت بما كان يجري في البلد من حرب مدمرة عبثية مع الجارة ايران ، وكيف كان الشعب يعاني الامرين ..ومن حرب ايران الى حرب الكويت ومن ثم الى حصار اكل الأخضر واليابس ،كل هذا جعلني انتقد ذلك النظام بشدة وقمت برسم عدة اعمال تنتقد النظام القمعي بأسلوب ساخر وكانت تنشر بشكل سري للغاية بين الاصدقاء،حتى تطور الموضوع الى انشاء كراس مكون من أربعين عمل كاريكاتيري يفضح العائلة الحاكمة وزبانيتهم آنذاك حتى عام ١٩٩٩ حين تم القاء القبض على احد الاصدقاء ومعه كراس يحمل أعمالي كان يروم طباعتها ، وهنا بدأت مطاردة دخلت معها رسمياً عالم الهروب من مكان الى مكان حتى سقوط النظام عام ٢٠٠٣ .


ويؤكد البهادلي بأن الكاريكاتير فكر واسع وخطير وهو واحد من الأسلحة الفكرية للصحافة العالمية ،منوها الى  كيفية استثمار ذلك الفن الساخر بما يخدم الأفكار والتطلعات الغربية بصورة عامة .


ويوضح ان للكاريكاتير جمهورا كبيرا ومتذوقا خاصا ، وكبرى الصحف العالمية لا تستغني عن الكاريكاتير لما له من متابعين نشيطين ، لكن في العراق اقتصر عمل الكاريكاتير على الامور الاجتماعية فحسب ، وهنا كانت الانتكاسة الحقيقية وتراجع هذا الفن الى الوراء بعدما تم محاصرة رسامي الكاريكاتير بعدة امور منها التقاليد وثقافة المجتمع المنغلق على نفسه .


وبالحديث عن اعماله يقول اركان البهادلي أردت عبر أعمالي ان ينهض هذا الفن الراقي الى موقعه الحقيقي في خدمة الوطن بالاشارة الى الحالات السلبية داخل العراق والبصرة على وجه الخصوص ، من ملفات تفشي الفساد الى الارهاب ،وانعدام الثقة بين المكونات الشعبية ، وتردي الخدمات ،وغيرها من الامور ، كل هذا كان يجب علي كرسام كاريكاتير وصحفي مستقل ان أشير اليه ولو بتحفظ .


ويسندرك بالقول لكن هذا لا يخلو من المضايقات التي يتعرض لها رسّام الكاريكاتير ، لكوننا كما اشرت نعيش في مجتمع لا يتقبل الانتقاد حتى لو كان ذلك الانتقاد لمصلحته ! ، أضف الى ذلك استياء المسؤولين ان تطرق اليهم الكاريكاتير من بعيد او قريب .

 
 
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة.