كانت ايام سوداء بحق هي ايام دخول الدواعش الى الأراضي العراقية ،حيث فقدت الثقة بقيادات البلاد وأصبحت بين ليلة وضحاها عصابات فايروسية تحتل اراضي واسعة من البلاد دون قتال وانكسرت معنويات الجيش ،وبدأ البعض يتحدث عن سيطرة وشيكة للدواعش على بغداد ،ولم يحرك أحد من الجهات الدولية ساكن وبدأت التصريحات المصلحية ،التي تبررها قذارة السياسة ، هي فقط التي تعلو فوق كل الأصوات وكانت كل جهة تبحث ما ظهر وخفي من مآربها ،وزمر وطبل الأعلام العالمي المغرض لأبراز داعش وقياداتها وتجميل حضورها ،وحصل قتل وتهجير ومجازر لشعب العراق ، وسط هذه الصورة جاء ت فتوى المرجعية لتعيد التوازن وتضع النقاط على الحروف ،ولو استغل القادة السياسيون الحماس الذي تلى الفتوى مباشرة لكانت الأمور قد تغيرت بسرعة افضل بكثير غير ان الفتوى كانت فعلا ً جبارا ً هدم الكثير من المخططات الداخلية للخونة والخارجية للطامعين . توالت التصريحات الأمريكية ،كالعادة ، من اخراج داعش من العراق يتطلب سنوات وهذا مالفت الأنتباه الى المخططات الأمريكية وبغيتها في العراق ، وفي وقت كان من يتربعون في صدارة السلطة العراقية يتقاتلون على التمسك بالمناصب والمكاسب الشخصية راحت داعش تتوسع في مدن العراق حتى أصبحت على ابواب بغداد ومن أكثر من محور ، كما صدرت عن العديد من الخونة تصريحات تغلي بالخسة والنذالة والطمع بأراضي العراق من مثل : ان الوضع الجديد ،بعد دخول داعش ، يرسم خارطة جديدة لايمكن الرجوع عنها حالمين بالمغانم الشخصية وتقسيم وتقزيم العراق مقابل بعض المغانم الشخصية والدونية . حرب تحرير صلاح الدين : ان الحرب التي يخوضها العراقييون اليوم ابرزت الأمور المهمة التالية : - ابرزت المواجهة التي خاضتها القوات العراقية بأصنافها المختلفة قدرة العراقيون على العودة رغم المحن . - أفشلت المخططات المغرضة التي كانت تريد تقسيم العراق وبناء قواعد أجنبية فيه وإعادة الأحتلال ،فبعد ان كان الأمريكان يصرحون ان اخراج الدواعش يحتاج ،على الأقل، لثلاث سنوات فأن المقاتل العراقي أبدع بالمواجهة وجعل التحرير قريبا ً وبمتناول اليد العراقية . - ازدادت اللحمة العراقية وتماسك الشعب بمختلف مذاهبه وطوائفه بعد ان إختلط الدم العراقي في سمفونية التحرير . - كمت الأفواه الناعقة للفرقة والتقزم والتي كانت عناصر ضالة مغرضة هي التي تحرض لها . - ان تحرير صلاح الدين،والتي هي مدينة وسطية بين مدن العراق الغربية والشمالية ، يبعثر الدواعش ويفتت تماسكهم ويضعف جبهاتهم المتبقية في الأنبار والموصل ،كما انه يقوي رد الفعل الشعبي ضدهم في المدن المحتلة . - أفشل مخططات المتربصين والداعيين لأدخال قوات أجنبية الى العراق بحجة المساعدة ضد داعش، لكفاية المقاتل العراقي وبسالته في الذود عن أرضه ،ولو حصل هذا ،لاسمح الله ، لكنّا نستجير من الرمضاء بالنار . - ان أمريكا ومن وراءها الغرب يفضحون انفسهم من خلال التناغم والمراوضة مع داعش ويؤكدون ما إشيع حول مسؤليتهم المباشرة في استولادها وبثها في دول العرب لتحقيق أهدافهم وتحقيق الفوضى التي بشروا بها ولازالوا ينظرون لها ،غير عابئين بالقتل والتهجير والخراب الذي لحق هذه البلدان . على العراقيين وقياداتهم السياسية والعسكرية تكثيف المواجهة بما توفر من أعداد ممتازة سواء من الجيش والقوى الأمنية أو من المتطوعين ،وعدم إعطاء العدو فرصة التقاط الأنفاس وتجميع فلوله الخائبة ،وعليهم عدم ترك المدن المحتلة على أمل بدء هجوم التحرير ،بل يجب إقلاق الدواعش وبث روح التحدي لدى شعبنا المبتلى بهم لمواجهتهم تمهيدا ً لطردهم نهائيا ً من ارض العراق .
|