سعـيد اسماعيـل حقـي

فـي الصف الاول الابتدائـي كان المعلم يسألنا السؤال التقليدي للطالب الذي يدخل المدرسة لاول مرة السؤال التالي ( انت شتريد تصير بالمستقبل ) البعض يقول ؛ انا اريد اصير طبيب حتى اعالج ابناء بلدي ؟ والآخر يقول ؛ اني اريد اصير مهندس حتى ابني الوطن ؟ ويقول الآخر ؛ اصير محامي حتى ادافع عن المظلومين ؟ والآخر يقول ؛ اريد اصير ضابط طيار حتى احمي وطني ؟ وبعد كل اجابة يقول المعلم تصفيق ....الخ .

ان طلاب المدارس الابتدائية في ذلك الوقت الآن منهم العلماء واصحاب الكفاءات العلمية والشهادات العليا في جميع الاختصاصات (طب ، هندسة ، قانون ، سياسة ، علوم عسكرية وغيرها ) هم ابناء هذا الوطن وهم ثروته الحقيقية ، وتقدمه وتطوره يعتمد اعتماداً كلياً على ابناءه الذين تربو و درسوا فيه .

ومنذ بداية التسعينات وبدل من ان يحتضن العراق ابناءه العلماء ويحميهم ويهيئ لهم كل مستلزمات الابداع لبناء وطنهم اصبح طارداً لهم ، فالبعض تم تصفيته جسدياً والبعض الآخر نفـذ بجلده خوفاً من القتل او الاعتقال بسبب تلفيق تهم كيديه بحقه ، وبمجرد أحتضانهم من أي بلـد تراهـم مبدعون ، واصبح مكانهم خالياً في بلدهم ولسان حال العراق يقول ( انا الي ربيت ولغيري يصيرون .)!!!

وبسبب هجرة العقـول العراقيـة حصـل تراجـع كبير فـي كـل مجـالات الحيـاة ، فعلى سبيل المثال أصبح – قطاع الطب – متخلفاً بمعنى الكلمة والمريض في العراق يتوجة الى مستشفيات دول الجوار بعد ان كان العراق ملجأ لتلك الدول ، وأثار انتباهي عندما دخلت مستشفى (بلمند الامريكي في بيروت) لاجراء عملية حضر الى المستشفى الطبيب العراقي البروفيسور (سعيد اسماعيل حقي) ولاحظت الاهتمام الكبير بهذا الطبيب من قبل الاخصائيين في المستشفى الامريكي ، وعندما سألتهم عنه اخبروني بانه طبيب عراقي مشهور وهو استاذهم ولديه العديد من براءآت الاختراع في اميركا ساهمت في تطوير تخصصات طبية مهمة ، كما أنه شخصية علمية مهمة بالنسبة لهم ولاحظت نظرات الاعجاب من جميع الاطباء المتواجدين عندما زار المستشفى .؟

انها مشاهدة شخصية ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر ...

وأتسائل الى متى يستمر استهداف الكفاءات في العراق ؟ ولماذا هذا الاصرار على جعل العراق خالياً من ابنائه العلماء ؟ ولماذا غيرنا يفتخر بهم ونحن نسعى لقتلهم وتهجيرهم ؟ ومتى تكف بعض الاحزاب السياسية المتنفذة من تلفيق التهم لهولاء العلماء ؟ .

دعوة صادقة لحكومة العبادي ان تجعل من اهم اولوياتها أعادة العلماء والكفاءات العراقية الى وطنهم وحمايتهم اكثر من حماية السياسيين لانهم ثروة الوطن ومصدر فخر العراق وعزته للمساهمة في بناء هذا الوطن المدمر وأجزم ستكون دعوتكم عيدا لهم لان حلمهم ان يخدموا بلدهم الذي درسوا في مدارسه الابتدائية وتمنوا الحصول على الشهادة ليخدموا وطنهم وصفق لهم معلمهم وزملائهم