مذكرة الى وزير الخارجية العراقي بخصوص سفير العراق في استراليا

 

السيد وزير الخارجية العراقي المحترم

تحية طيبة

لا شك انكم سمعتم بالتظاهرات العارمة التي حلت في ارجاء بلدان العالم من قبل شريحة العراقيين من معتقلي رفحاء في المملكة العربية السعودية لمطالبة الحكومة والبرلمان العراقي بانصافهم واحتسابهم ضمن قانون السجناء السياسيين. ولا يخفى عليكم ايضا ان هذه الشريحة هم ممن قارع النظام البائد واشتركوا بالانتفاضة الشعبية في اذار 1991 ضد النظام البعثي الصدامي ، ولبطش اجهزة النظام القمعية اضطروا الى مغادرة العراق بحثاً عن ملاذ آمن لهم ـ فكانت صحراء السعودية المحطة الاولى التي تم توفيرها من قبل قوات التحالف الامريكية لهذه الشريحة لتبدأ رحلتهم في معانقة الصحراء لسنوات.
لقد مورست معهم شتى انواع المعاناة من قبل القوات السعودية من تعذيب وضرب واهانات وقتلا الا ان ايمانهم المطلق بقضية اسقاط النظام الصدامي كان دائماً في مقدمة طموحاتهم. لذلك كان من الاولى لحكومة العهد الجديد انصاف هذه الشريحة بدل البعثيين وفدائيي صدام الذين تم اعادتهم الى وظائفهم وباثر رجعي وتسلم لهم كافة مستحقات خدمتهم في الاجهزة الامنية المنحلة، مع العلم انهم كانوا السيف المسلط على رقابنا .
ومن اجل رؤيتنا لهذا الحيف وهذه المهانة انتفضنا في كافة دول العالم ممن كانوا في مخيم رفحاء للمطالبة بحقوقنا التي صمتنما زمنا طويلا للمطالبة بها حفاظاً على تقوية اواصر دولتنا العراقية.
ونحن في استراليا حالنا كحال باقي دول العالم في ممارسة حق كفله لنا الدستور العراقي والاسترالي في التظاهر بشكل سلمي ، ولذلك نظمت تظاهرة للمطالبة بحقوق معتقلي رفحاء واستحصلنا موافقة الجهات الرسمية في استراليا لكي نتظاهر امام سفارة العراق وتسليم السفير العراقي مطاليبنا لايصالها الى الحكومة والبرلمان العراقي باعتبار ان السفارة هي حلقة الوصل بيننا وبين الدولة العراقية.
كانت تظاهرتنا السلمية في يوم الخميس الموافق 14 آذار 2013 وللاسف الشديد وصلنا امام سفارتنا في مدينة كانبيرا التي تبعد عن مدينة ملبورن 750 كم وعن مدينة سيدني 300 كم فوجدنا ابواب السفارة موصدة امامنا مع العلم انه كان يوم دوام رسمي للسفارة ، وطلبنا ان يخرج الينا اي شخص لاستلام طلباتنا ولكن دون جدوى وبعد محاولات طويلة من قبل الشرطة الفيدرالية الاسترالية مع السفارة لاقناعهم بالخروج ارسلوا لنا "سائقاُ باكستاني الجنسية" اسمه "جيت" ليتسلم طلباتنا من خلف اسوار السفارة. مما اثار اشمئزازنا لهذا التعامل والتمثيل الذي يمثل دولة العراق باكملها فبدل ان يخرج لنا السفير العراقي الذي اجاب لاحقا بانه كان خارج استراليا يتمتع باجازة لمدة اسبوع ، والذي كان من المفترض ان يوصي احد الموظفين في السفارة باستقبال المتظاهرين واستلام طلباتهم مع علم السيد السفير قبل ثلاث اسابيع بهذه التظاهرة حسب ما جاء بتصريحاته لاحقا.
ان هذا الامر الذي حصل نعتبره امرا ينذر بدواعي خطيرة في فلسفة التعامل مع السفارة التي نعتبرها بمثابة البيت الكبير لكل العراقيين ولا يحق لاي شخص كان ان يوصد ابوابها بوجه اي عراقي مهما كانت صفته سفير او وزير او رئيس دولة، فشتان ما بين سفارة المقبور وسفارة العهد الجديد ورغم ذلك كانت لنا وقفة في تظاهرة عارمة عام 1998عندما اقدم النظام البعثي على عملية اغتيال السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ونجليه ، وحينها خرج الينا سفير صدام معتذرا مستوعباً غضب المتظاهرين.
سيادة الوزير: ان ثقتنا عالية جداً بكم بفتح تحقيق لما حصل خصوصاً وان السفير العراقي يمثلكم باستراليا وان اي تصرف غريب يحتسب عليكم ، ولا شك انكم ياسيادة الوزير عانيتم مثلما عانينا من ظلم الدكتاتوريات والمحسوبيات في زمن المقبور "صدام" ونحن شريحة كبيرة وقع عليها الحيف والظلم والاضطهاد وبالنتيجة نواجه تعامل سفارتكم في استراليا معنا بشكل غير دبلوماسي بعيد كل البعد عن اداء السلك الذي انتم تسيرون فيه.
لقد استمعنا بألم الى تبريرات السيد السفير العراقي بعد التظاهرة والتي كانت واهية وبدل من ان يقدم اعتذاراً عما حدث من تجاهل السفارة جلها للمتظاهرين راح يجد تبريرات غير منطقية محاولاً حصر شريحة المتظاهرين في زاوية عدم الادراك وعدم التعامل بطريقة حضارية ، وهنا لابد من الاشارة لكي يفهم السيد السفير العراقي/ ان جميع العراقيين الذين تم قبولهم من قبل الوفد الاسترالي وعن طريق الامم المتحدة كانوا من الخريجين وذوي الكفاءات العراقية لان الوفد الاسترالي كان يشترط ذلك في عملية القبول ولذلك فان الذين حصلوا على تاشيرات لجوء في استراليا ليسوا همجاً فقد اتبعوا الطرق الدبلوماسية والخطوات التي يجب ان تتبعها اي جهة تقوم بالتظاهر. ونحن يا سيادة الوزير نرى ان هذا التصرف من قبل السيد السفير انما اتخذه معنا تحت اجندات سياسية لا نعلم ما مدى تأثيراتها على سياسة الخارجية العراقية ولم نستشعر ان هذا التعامل معنا كان من قبيل الاحتضان لجميع العراقيين ، وسبق وان حدثت تظاهرة امام السفارة العراقية من قبل طلبة العراق الدارسين في استراليا وواجهوا نفس التجاهل والتهميش ، نحن هنا اذ نسجل اعتراضنا على تعامل السفارة معنا بهذا الشكلية لا يسعنا الا ان نتوجه اليكم بهذه المذكرة بفتح تحقيق عاجل والوقوع على تداعيات الامر.
سيادة الوزير: لقد كان قرار جميع المتظاهرين العراقيين مقاطعة السفير العراقي في استراليا وعدم التعامل معه لحين تقديم اعتذراً رسمياً من قبله في الصحف العراقية الصادرة في استراليا او وكالات الانباء عن التصرف والتجاهل لشريحة ابطال الانتفاضة الشعبية ولحين ذلك الوقت سوف لن نتعامل مع السفير ولا يتوقع ان يتم استقباله باي محفل من محافل مدن استراليا ممن خرجوا في تظاهرة مطالبين بانصافهم.



نشكر لكم متابعتكم للامر والتحقيق عما جرى باسرع وقت ممكن وابلاغنا بنتائج التحقيق.