أيّها التأريخُ عذرا!!.. د. صادق السامرائي |
أيّها التأريخُ عُذرا إنّنا قد جُنِنّا فمَحَقنا أصْلَنا
أرْضنا كنزٌ وفيها مَجْدنا يَكرهُ الأمْجادَ دوما طبْعُنا
يا نداءاتَ الخطايا ما جرى نفسُ سوءٍ إستقادتْ بيْننا
تترٌ من نسْل أشْرارٍ بَغَتْ واسْتباحَتْ روحَ نورٍ حَفّنا
هكذا التأريخ يُمْحى عُنوَةً فضَرى النيرانِ دامَتْ عِندَنا
إنّها جاءَتْ لسوءٍ سائدٍ وجَهولٍ يتعالى فوقنا
فغدى الدينُ وجيعا فادِحا يُقُتلُ الدينُ , ودينٌ قَتلُنا
عربٌ ضاعوا ودينٌ إشتكى وضَلالٌ مِثلُ دينٍ نَهجُنا
حارتِ الأفهامُ في أمْرِ الذي يذبحُ الدينَ بدينٍ مُقتَنى
جَلبوهمْ مِنْ دياجيرِ انْقضى أطلقوهمْ سَرطانا ضُدّنا
سَلّحوهمْ ثمّ قالوا إنّهمْ كوحوشٍ إسْتضامَتْ كوْننا
دُهِشَ الوحشُ بها مِنْ فِعلهمْ فوحوشُ الغابِ تأبى الأرْعَنا
يا بلادا من تليدٍ كلّها حُرمةٌ ضاعتْ وعِزّ إنْفنى
وقطارُ الْيأسِ حَمّالُ الأسى بدمارٍ وخرابٍ مُجْتنى
أتلفوا كلّ جَميلٍ أنْفسٍ أحْرقوا رمزا مَنيعا مُعْطِنا
كيفَ للتأريخِ يبقى صامِتا وفِعالُ الشرّ تُبْكي الأزمُنا
ليتَ ما في أرْضنا دامَ بها حَفَظَ التربُ عَظيما مُرْكَنا
دونَ باءٍ بشرٌ في غيّهِ يَجعلُ الأيّامَ أسْرا مُزْمِنا
لعنَ الله جُموعا أوْغَلتْ بضلالاتٍ أصابَتْ عِزّنا
كيفَ للدينِ بعَصْرٍ إعْتدى ودُعاةُ الدينِ منْ أعدائِنا؟!!
|