المصالحة الطريق السليم للوحدة الوطنية وبناء الوطن وليس الاقصاء والتهميش؟.!



من المؤسف انه منذ اكثر من ثمان سنوات عجاف ،ونحن نسمع بالمصالحة الوطنية، و قد رصدت لها ملايين الدولارات، ورفعت لها كثير من الشعارات، ولن نرى شيئ قد تحقق من هذه الشعارات على الواقع ،حان الوقت لغلق ملف الانقسام الاسود، لان التشرذم والتفسخ مرعب ومخيف، الانقسام مقيت ،وتداعياته كبيرة ومقلقة للجميع، البيت العراقي منقسم ،لان اطراف في العملية السياسية ،لاتريد وحدة هذا البيت الكبير( العراق)، ولاترغب بالتهدئة والتأخي.
الفقر على امتداد الوطن، اجيال فاقدة للأمل، كثر الانتهازيون والمنافقين وتجار الدم والمصالح الخاصة والحزبية والجهوية. هناك مجاميع من اشخاص واحزاب، تآمرت على الشعب من الداخل، واستغلت السلطة والجاه للحصول على المكاسب والغنائم، مما أدى إلى ضياع اموال الشعب ومقدراته (التي أصبحت غابة الجميع فيها ينهش بعضه البعض) بين أنياب المنتفعين والمتسلقين، حتى أضحت الخزينة مفلسة مشروع طائفي مقيت ،من الأدعياء والدخلاء على الوطن ،من الغارقين في وحل الخيانة، والتفريط وبيع المواقف المجانية، والمتلاعبين بماضي ،وحاضر، ومستقبل العراق ،هؤلاء المارقين والفاسدين والمفسدين ،وطحالب الفساد والمتسلقين، والانتهازيين ،والوصوليين، والمنتفعين، الذين قايضوا الاحتلال، ودول اخرى، على ثروات البلاد، وتمزيق وحدته الوطنية ، والذين جعلوا البلاد بقرة حلوب، وفضلوا المتاجرة بدماء شعبهم ووطنهم..!! هؤلاء لابد من فضحهم وتعريتهم واحالتهم للمحاكم على ما اقترفوه من اجرام وفساد؟
لن تنجح سياسة الحزبية المقيتة وسياسة اللون الواحد، لازال الناس منقسمون، ينظرون كيف تتم اجراءات الوظائف ،والتعينات والترقيات، الكل له اجراءاته، بالفصل، والتهميش، والاقصاء، الغرب ودول الجوار ،اكثر المستفيدين من الانقسام، داعش الارهابية تفتك وتقتل هنا وهناك، والداعشيون كثر في العراق ،اليوم يحللون الدم العراقي الطاهر. اسرائيل وامريكا ،والغرب الاستعماري ،ودول اخرى تستغل هذا التشرذم ،للاستمرار بسياستها، وتطبيق الخناق على بلداننا اقتصاديا ،وعسكريا بحجة داعش الارهابي، وقائع كثيرة على الارض تؤكد ذلك.
وعلية يستوجب العمل بخطوات عملية ، لغرض البدء بتطبيق اتفاق المصالحة، عمليا على الأرض ، وليس شعارات ومزايدات ..لإزالة هذه المخاوف من خلال :
أولا:- البدء بأول الخطوات المصالحة هي المصالحة المجتمعية بداية الطريق لمصالحة شاملة ولإنهاء الانقسام بين ابناء الوطن مذهبيا وطائفيا وأثنيا وقوميا.
ثانيا:-إعادة النسيج الوطني العراقي واللحمة بعد فقدانه وإعادة بناء الثقة بين جميع الاطراف وتقبل الأخر واحترام التعددية والتمسك بمبدأ الشراكة في بناء الوطن والحوار الوطني البناء وتغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة اخرى.
ثالثا:- سرعة إغلاق ملف الاعتقالات الكيفية واطلاق سراح السجناء غير الملطخة اياديهم بالدم العراقي الطهور من خلال قانون عفو عام ينصف المظلومين .
رابعا:- التفاف الجماهير خلف هذا الاتفاق عبر المسيرات الحاشدة الداعمة والمساندة له لقطع الطريق امام المتربصين الذين يؤججون الشارع طائفيا لشق وحدة الشعب ولحمته وتآخيه.
خامسا:- إشراك الكفاءات المهنية العلمية والشبابية المهشمة بالحكومة وايجاد فرص العمل للعاطلين.
سادسا:- إعادة بناء استراتيجيه وطنية ورؤية وطنية شاملة تستند للمصلحة الوطنية العراقية والعمل وفق إطار المصالح العليا للشعب العراقي ووفق الثوابت الوطنية العراقية.
ثامنا:- نحن بأمس الحاجة لمراجعة تنظيمية وفكرية إعادة تقيم مرحلة كاملة لتجربة لمسيرة عشر سنوات لموضوع المصالحة والمسيرة السياسية الحالية للمصالحة.
لذلك فأن أي مشروع وطني لإنقاذ البلاد لابد ان يبدأ من تفعيل مشروع المصالحة الوطنية وارسائه على اسس جديدة موضوعية ومثمرة تستفيد من الجوانب السلبية التي شابتها على مدى ثمان سنوات عجاف، لتلافيها والبدأ بعمل جدي ومخلص للمصالحة الوطنية يؤمن اخراج البلاد من مأزقها الحالي من خلال اصدار قرارات وقوانين واضحة غير اقصائية وغير مسيسة وملغومة لإعادة جسور الثقة بين المواطنين.
واخير نتمنى ان يشعر المواطن بوجود ،مصالحة وطنية حقيقية شاملة ،هادفة لوحدة الوطن والشعب وان يكون شعار الجميع، الوطن فوق الجميع.