تكاد المرأة ،التي تختلف في بعض التكوين البايلوجي عن الرجل ،تكون الأهتمام الرئيس للرجل والأمل الذي يواجه الحياة به على انغام ما توفره المرأة من آمال وآحلام لذيذة تيسر له صعوبة وقساوة الحياة ،وهي تبني معه لبنات الأسرة ،العش الهادئ الذي يتمكن الرجل والمرآة بواسطته من مواجهة الصعوبات موحدين متآزرين نحو بناء لبنات استمرار وجودهم بوجود الأحفاد .
المرأة كائن يحمل كل متناقضات الدنيا فيه كل القوة والجبروت الذي ينحني له الأباطرة وفيه كل الرقة والضعف ، يتربى على يديها وفي احضانها الرجل ثم ينقلب عليها فيعتبرنفسه قواما ً على المرأة ، يرتشف منها سلسبيل أحلى من الشهد هو الحب ولكنها يمكن ان تورده المنايا وتتحول الى قاتلة محترفة ،ان شعرت ان انوثتها مهددة ، وهي تواجه اصعب معاناة واصعب آلام ،هي آلام الولادة ، ثم تمنح مولودها أعظم حب وحنان ورعاية هو حنان الأمومة ،منحها الله العاطفة والحكمة فجعلها ميزان الأسرة وسر بناءها ،تشملها بالهدوء والطمأنينة وسط عواصف غضب الرجل الذي يتحول من وحش كاسر الى قط وديع في احضانها ،ولأنها تحمل اعباء الحياة،وأعباء غيرها فأن الله تعالى امدها بالصبر وبدفق الدموع الذي يغسل كل هموم القلب ،ومعروف ان الأم تنسى ان تدعو الى نفسها كونها تكون مشغولة بالدعاء لأولادها وعائلتها .
هي مع الرجل كفتي ميزان الحياة التي لايمكن ان تستقيم بواحد فقط ،يكمل احدهما الاخر في مشوار الحياة الطويل والذي يواجهون فيه المصاعب ومحطات الراحة سواء .
- تكون المرأة عظيمة حقا ً عندما تلهم الرجل وتزق فيه الأبداع .
- تكون المرأة ذكية عندما تثير اهتمام الرجل .
- المرأة الجميلة لاتحرك في الرجل أكثر من الشعور بالأعجاب .
- اما المرأة التي تفوز بالرجل فهي المرأة التي تشعره بالعون وتغدق عليه مشاعر العطف والحنان التي تشتهر بها المرأة .
واجهت المرأة صعوبات كثيرة على طول فترات التاريخ ، بسبب رقة جنسها إذ إستأسد الرجل ليحول تلك العلاقة الى علاقة امتلاك مثل باقي مقتنياته وهذا في فترات سادت فيها الجاهلية وشاعت فيها روح الغاب ، كان الرومان يعتبرون عقد الزواج عقد رق ،حيث تتحول من رق ابيها الى رق زوجها ،وعند عرب الجاهلية كانت من سقط المتاع تباع وتشترى ويتاجر بها ،وأعتبر الجاهلي ولادة انثى نذير عار يلحقه ،لذا انتشرت ظاهرة وأد البنات حيث يتخلص منها وهي صغيرة ، وقد صور القرآن الكريم لنا لقطات رائعة تبرز مأساوية ما كانت عليه معاملة المرأة ،حيث ازال الدين الأسلامي هذه الصور تماما ً بما جاء به من مثل وقيم انسانية ،وكرم المرأة قبل 1400 عام بما لم تبلغه الكثير من التشريعات الحديثة يقول الله تعالى :
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)} [ النحل ] .
وقال تعالى :
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)} [ التكوير ] .
وازال الأسلام الفوارق بين الرجل والمرأة وجعلهما بميزان واضح هو تقوى الله والأعمال الصالحة :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [ الحجرات ] .
واليوم تناضل المرأة وتأسس الجمعيات الخاصة بها لنيل حقوقها والتخلص من الأفكار المتخلفة البالية ،وهي تشارك في الأنتخابات وفي الحياة العامة ،ومما يدل على تفهم بعض الشعوب لمظلوميتها وضع الكوتا الأنتخابية الخاصة بالنساء .
حب الرجل للمرأة :
تفنن الخالق بحكمته في اكسابها صفات عظيمة فهي رقيقة تحمل للرجل معاني اللطف والجمال وكل المشاعر الذي يوحي بها الحب مما يجعله يتخذها أملا ً في الحياة وواحة تخفف عبئها ،تشد من ازره وتدفعه للأبداع والتمييز ومواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها فمن عجائبها : انها تداوي وهي مجروحة ، وتواسي وهي مهمومة ، وتسهر وهي متعبة ، وتحزن مع من لا تعرفه ،وبدوره يقوم الرجل بحمايتها ، وتصبح الأمل الذي يحيا عليه ولايسمح بمفارقته وقد سجل التاريخ صور حب الرجل للمرأة منذ أقدم الأزمنة التي عاش فيها الأنسان على هذه الأرض وكان لايتورع عن فعل أي شئ لأجل امتلاكها ،فصورة ادم ابو البشر وهو يعصي اوامر الله ويغادر الجنة كانت لتنفيذ رغبات المراة وقابيل يقتل هابيل لأجلها ايضا ً وقد اتهمت بأنها اصل خطايا الرجل بسبب الحب الزائد الذي يوليه الرجل والأهتمام بأمتلاكها .
قال الشاعر الأنكليزي روبرت هيريك : ( لقد احببتها وسأظل أحبها حتى نهاية الدنيا .. كانت أقرب الي ّ من نفسي وروحي ) .
كانت تلك هي ملهمته ، المرأة التي اوحت اليه بأروع أعماله ،فلما ماتت ترك القلم وهجر الناس والدنيا وعاش على الذكريات حتى وفاته !
ترى ما الذي رآه شاعر الأنكليز الرقيق في هذه المرأة لم يره في غيرها ؟ مالذي يخلد المرأة فيجعلها تعيش ابدا ً في قلب الرجل ؟
وفي تراثنا العربي هناك مئات الصور الرائعة التي تصور حب الرجل للمرأة وهناك عشرات المتيمين الذين لقبوا بالمجانين لفرط حبهم للمرأة ولكننا نكتفي بصورة نادرة جاءت في معلقات الشعر الجاهلي للشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي ،الذي يصف لحظات اشتداد الهيجاء واوار الحرب وهو وسط الرماح والسيوف التي تقطر بالدماء ولكن هذه اللحظات العصيبة لم تمنعه من تذكر الحبيبة ومفاتنها :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
سألت أحدى النساء عن سبب حب زوجها لها ولايرى في الكون سواها رغم ان هناك من هن أجمل منها ؟ فأجابت :
قد لا أكون الأجمل ولكن ان حصل وآذاني زوجي صفحت .
وان جاءني مهموما ً سمعت وتفهمت ونصحت .
وان اعطاني كثيرا ً مدحت وشكرت .
وان اعطاني قليلا ً قنعت وعذرت .
ويجب ان لانتهم بالتحيز للرجل اذا نقلنا ان دراسة امريكية بينت ان الرجل اكثر حنانا ً من المرأة في علاقاتهم مع بعضهم وانه الذي يشعر اكثر منها بالكآبة اذا غابت زوجته عنه وان 63 % من الرجال سرعان ما يتملكهم حزن شديد ويموتون بسبب فقدهم لزوجاتهم .
غير ان هذا من جانب آخر يظهر عظيم الرعاية التي توليها المرأة لزوجها وبالتالي لايتحمل فراقها بسهولة .
|