العراق وحروب النيابة !
خلال حرب الثمان سنوات الطاحنة بين العراق وإيران رفع النظام البعثي شعار حرب النيابة عن الأمة العربية وتعهّد بحراسة البوابة الشرقية ضد (الفرس المجوس)...فكنّا نسمع هذه الجملة مئات المرّات في اليوم وعلى لسان المقبور صدام ومن وسائل إعلامه والمطبلين له..! وهو أدعاء يحتمل نسبة عالية من الصحّة كونها حربٌ طائفية بأمتياز وأن أغلب الدول العربية مؤيدة وداعمة للنظام البعثي ..ولها موقفٌ معادي لثورة إيران الإسلامية الجديدة ...
سمعنا اليوم كلمة السيد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في إجتماع جامعة الدول العربية وتوصيفه لحرب العراق ضد داعش الإرهابية وقال نحن نقاتل نيابة عنكم ...أي نيابة عن الدول العرابية ! لاياسيدي ...نحن نقاتل أشرار الدول العربية ..كان حماسك ابلغ وأكثر إحراجا لهم لو كشفت لهم عدد المجرمين الداعشيين الذين يقاتلهم أبناؤنا وكشفت لهم جنسياتهم وأسماء بلدانهم العربية حتى يعلموا أننا نقاتل مجرمين من كل الدول العربية وغير العربية التي تُسمّى إسلامية ...وياليتك إصطحبت معك قائمة بأسماء الإنتحاريين العرب الذي فجروا أجسادهم في الشعب العراقي ...فقط من فلسطين المحتلّة 1400 إنتحاري! والقائمة تطول فما من دولة عربية إلاّ ولها حضورٌ كبير بين المجرمين الإنتحاريين وبنسب متفاوتنه ...ياسيدي  أبناء العراق لم ولن يموتوا دفاعا عن عرب درّبوا وسلّحوا وصدّروا لنا مجرمي داعش ...العرب  شاركوا بقتلنا بشكل مباشر ...متى كان لهم موقف ضد الإرهاب الذي يفتك بأطفالنا ؟ تحرّكت ضمائرهم مؤخّرا فقط عندما أخطأ الإرهابيون معهم ...ياتمرون وينددون بداعش بقدر ماتسبب لهم من ضرر ..ولم نسمع من جامعة العربان اوغيرها تنديدا واحدا بما تفعله المجاميع الإرهابية بالشعب العراقي ولأكثر من 11سنة ...حتى تاريخنا وآثارنا التي احرقها وهدمها الداعشيون لم تحضَ بأدنى إهتمام من العرب ولم نسمع تعنيفا وإستنكارا عربياً مثلما حدث مع تمثال المغفور له بوذا الذي تبنى قرضاوي الأمّة  العربية إعادة بناءه وتوسط لدى طالبان بوقف هدمه وقاد وفدا مما يسمى علماء المسلمين وإلتقى الإرهابيين ودفع لهم ملايين الدولارات مقابل ترك هدم التمثال بل والحفاظ عليه ...ولكن عندما يتعلّق الأمر بالآثار العراقية لهم موقف آخر فالعراق فيه شعبٌ قد حكمت عليه محكمة القرضاوي الطائفية بإعدامه وإزالة أثره وآثاره من الوجود..ياسيدنا الجعفري نحن لانقاتل نيابة عن العرب بل نقاتل تنظيما إرهابيا مدعوما من العرب...وليس هذا خافيا على أحد من هذه الأمّة ...إن قالها صدام قبلك بأنه يقاتل إيران نيابة عن الأمة العربية نعم كان قوله صحيحا ...والدليل أن جميع الدول العربية شاركت ودعمت العراق بالمال والسلاح في حربه مع ايران... وكان على الشعب العراقي الموت ...نقدر لك حرصك ياسيدنا الجعفري ونقدر لك دبلوماسيتك ...ولكن ليس بهذا التوصيف فالعرب قد أساؤوا وأخطأوا بحق العراق والعراقيين ولم يقفوا معه كما ينبغي ليستحقوا الدفاع عنهم والتضحية نيابة عنهم.