هكذا حصر الاعلام المأجور المذهب الشيعي والعلمانية والليبرالية في زاوية مظلمة. |
العراق تايمز :
لطالما وجد الاسلام نفسه أمام سلسلة من الصراعات التي تختلقها القوى الغربية ضده، ولطالما جندت هذه القوى كافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة من أجل الوصول الى حلمها في دحر الاسلام والانتصار عليه، بعدما وجدت الطريق مفتوحا أمامها لاستعمار البلاد الاسلامية والعربية وافراغ ما بها من ثروات وعلم وثقافة، كي تصبح أمامها كورقة بيضاء ترسم عليها ما تشاء أو كعجين تشكلها بالشكل الذي تتمناه. وبعد سنوات من المقاومة والنضال والكفاح من اجل لفظ الاستعمار، على الرغم من اكتساح الارض العربية والاسلامية من طرف الخونة من ابناءها الذين وضعوا يدهم في يد الاستعمار والسعي وراء مصالحهم الضيقة على حساب مصالح الامة التي تكالبوا عليها دون مقارعة الضمير، استطاعت هذه الأمة تخليص نفسها من قيود الاستعمار بعد ان قدمت الكثير من ابناءها قربانا للشهادة . بعدئذ لم تجد هذه القوى الغربية بدا عن افتعال “الثورات” العربية بإسم التحرر والإستقلال، و”مناهضة الديكتاتورية” حتى يسلم المقود الى العملاء الجدد من السلفيين والاخوان المسلمين الذين تم تنصيبهم بشكل مفضوح حكاماً على المسلمين، لتولي المهام بدلا عنها، بعدما تخلصت من حلفاءها التقليديين. لقد كانت هذه القوى ذكية لحد كبير لانها عرفت من أين تؤكل الكتف، عندما اتجهت لدعم الاعلام وابتداع ماكينات اعلامية مأجورة هدفها استغفال وتدجين الشعوب وتعطيل تفكيرها في ايجاد السبل الحقيقة للتغيير، وسعت الى ترسيخ الايديولوجيات التي تريدها في اذهانها. وهكذا استطاع هذا الاعلام المارق حصر الليبراليين والعلمانيين والمذهب الشيعي في زاوية مظلمة وحاول أن يبرز الاخوان المسلمين والسلفيين الذين صنعتهم هذه القوى التي تدعي الديمقراطية وسهرت على تكوينهم وفق المطلوب. لقد استطاع هذا الاعلام المكرس أن يجب اليه الكثير من المتعاطفين، خصوصا وأنه نجح في استمالتها عبر الحديث عن مشاكلها ومعاناتها، ولكن اللبيب وحده من يفهم أنها لا تقدم ايا كان من الحلول لهذه المشاكل. ولعل ابرز هذه الماكينات الاعلامية هي شبكة البي بي سي وواجاهتها العربية كقناة الجزيرة القطرية وقناة العربية. ولم يخفى على احد كيف كبر دور الإعلام فى التضليل ابان اندلاع الثورات، وكيف تمكن أن يصور للناس أنه إعلام يتبنى قضايا الأمة ومشاريعها وأن يوهم الجمع بأن هذه الثورات ابتدعها العلمانيون.
لقد تبلور دور هذا الإعلام في التارجح بين وظيفتي التلميع والتلطخ ورأينا كيف اجتهد في تلميع صورة العملاء ليقدمهم للناس في قوالب القيادة بينما ثابر في تلطيخ سمعة القادة الحقيقيون ورمى بهم في خانة التجاهل خوفا من تطبيق مشارعهم التي تقوم بالاساس على استنهاض الامة على اساس الاسلام الحنيف.
لهذا وجب الانتباه لمسألة مهمة وهي ان الاعلام العربي حاليا لا يعد سوى صدى للاعلام الغربي لان الخط التحريري لهذه المؤسسات ينطلق لندن وواشنطن ليستقر بين ظهرانينا ايمانا منه بتطبيق اجنداته التي تعب عليها. وبالنظر لقوة هذا الاعلام الماجور وتأثيره، والصعوبات والعقبات التي يعانيها الاعلام الشريف الذي خرج من رحم معاناة الامة وجب الاخد بعين الاعتبار أنه منذ ان وجد الانسان على الارض والصراع بين الحق والباطل لازال قائما الى ان يرث الله ومن عليها. لكن يجب على الاعلام الشريف ان يؤمن بمبدأ " ما ضاع حق وراءه طالب" وان يعيدوا لقادتهم الحقيقيون مكانتهم التي سلبت منهم وهذا لا يمكنه ان يتاتى الا بالتحرر من الافكار الجاهزة التي كلسها في اذهاننا الاعلام الماجور ورعاته من الانظمة الاستخباراتية. |