يبدو ان امريكا تعمل على مناغمة احلام تركية قديمة لخلق حكم عثماني تركي جديد وسحب تركيا نحو الشرق الاوسط بعيدا عن اوربا وقد انخرطت تركيا في شؤون المحيط الاقليمي من خلال استخدامها الفاعل للقوة اللينـــة ودخولها الى الرأي العام الشرق الاوسطي كتمثيلية الجدال العلني بين اردوغـــان ورئيس اسرائيل بيريز في منتدى دافوس وتم الحاق الحادثة بحادثة اسطول الحرية وكذلك دعم التظاهرات ضد حسني مبارك وغيرها وقد جذبت سياسة تركيا الخارجية الكثير من الانتباه سواء علي صعيد الاتحاد الأوروبي أو الشرق الأوسط أو الولايات المتحدة. وبالفعل، فقد مرت هذه السياسة بمرحلة تحوّل عميق، كان لها تأثير كبير على درجة ونوعية نشاط أنقرة في المنطقة لقد أعادت تركيا اكتشاف الشرق الأوسط، بعد أن تجاهلته المؤسسة التركية العلمانية الموالية للغرب لعقود من الزمن . وخلال مرحلة الحرب الباردة، بل وعقبها، كان النشاط التركي في المنطقة محدودا، وعادة ما يتم في إطار السياسات الخارجية للولايات المتحدة. أما اليوم، فإن تركيا في سبيل إنهاء انفصالها المفتعل عن منطقة الشرق الأوسط. ورغم أن الدور التركي في هذه المنطقة يتصاعد، منذ تسعينيات القرن الماضي، فإن تغييرا نوعيا قد طرأ علي طبيعة هذا الدور أخيرا كل هذا مهّد لتركيـــا ان تدخل اللعبة الأمريكية العالمية في الشرق الأوسط من خلال مغامرات داعش فأصبحت تركيا الرئـــة التي تتنفس منها داعش حيث لم يقف المسؤولين الامريكيين عن توجيه الاتهام السطحي لتركيا حول دعمها للمجاميع المسلحة وكما ذكر مسؤول امريكي سابق انه يتعين على التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" ممارسة الضغط على تركيا للتحكم في حدودها مع العراق وسوريا للحد من تدفق عناصر التنظيم واسلحته وحسب تقارير استخباراتية أمريكية أكدت ان اكثر من الف مقاتل ينضم الى "داعش" شهريا مما يطول أمد الحرب التي تخوضها قوات التحالف ضد مواقعهم في العراق وسوريا فتركيا الىن تلعب دور الوسيط بين داعش الارهابية القادمة من مختلف الدول لدخول العراق وسوريا عبراراضيها وبين الولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى وهو ما يضع علامة استفهام حول موقف تركيا المعارض للانضمام قوات التحالف في حربها على الارهاب وان المشروع المستقبلي لتركيا في المنطقة هو ان تتصدر المنطقة بجيش من الطراز الأول بعد تفتت الدول المحيطة بعد تطاحنها واستنزافها لجيوشها ولمقوماتها الاقتصادية بسبب محاربة المجاميع المسلحة التي زج ّبها الاستكبار العالمي من خلال بوابة الأتراك ولا تنتهي اللعبة الأمريكية الا بنهاية إيران ونشوء حكم قومي ذات صبغة وأيدلوجية علمانية موالي لأمريكا وبهذا تعلن أمريكا سيطرتها على الشرق الأوسط وبذلك يكون هناك قطبين إقليمين في المنطقة إيران القومية والإسلام المعتدل التركي كحلفاء لأمريك
|