الانتخابات بوابة الاصلاح

 

بعد كل تلك السنين العجاف التي مرت على الشعب العراقي وأحرقت الاخضر واليابس , بدءاً من غريزة الحروب التي انجررنا بها دون ذنب مروراً بالفقر والاعتقالات والاعدامات ثم الحصار الذي حملنا تبعاته على عاتقنا وصولاً الى الارهاب والطائفية والفساد الذي منينا بها بعد التغيير .

ذلك اننا ذقنا اعتى الويلات وسط صرخات الكادحين والمحرومين ولازال شبح المشاكل والمفاجئات السلبية يطاردنا حتى في احلامنا , لذا لابد لنا ان نتسلح بالوعي والمعرفة من اجل النهوض بالواقع والالتحاق بسرب المتطورين ولو بشكل بسيط يلبي جزء قليل من امنياتنا , هذا وأننا لاحظنا كيف اصبحت العملية السياسية تتراجع بعدما تقدمت في باديء الامر , وهذا التراجع يعزوه تبوء الشخص لمكان غير مناسب في ظل فلسفة التوافقات والمحاصصة التي دفعتنا الى هوة سحيقة وجعلتنا ندور في حلقة مفرغة دون تقدم , لذلك صار لزاماً على الشعب العراقي ان يعي خطورة المرحلة وأن يمد يده للشخص الذي يؤمن بمساعدة الناس ويعمل على خدمتهم من غير شعارات واهية وتعهدات خادعة . علا اننا مللنا من تلك الصيحات التي تسبق كل انتخابات والتي تبدأ ب(سوف افعل كذا وابني كذا واعمل كذا ) لكنها سرعان ماتتهاوى وتتطاير مع تتطاير احلام الفقراء . لذا نقول بصراحة ان لغة الاغراءات المغناطيسية التي يستخدمها المرشحون من اجل جذب الاصوات لم تعد تجدي نفعاً خصوصاً انها اصبحت (دقة قديمة) كما يقول المثل المصري , اما اذا تكللت تلك الشعارات بالعمل المجد والتلبية الدؤوبة لمطالب الجماهير فهذا مانمني النفس بتحقيقه ونسعى لرؤيته ,

حيث استيقظت المدن العراقية صباح يوم الجمعة 1 آذار على شوارع مزينة بالصور الكثيرة واللافتات الكثيفة التي غطت اغلب الشوارع والامكنة وتعلوها الشعارات والنبذ المختصرة عن برامج المرشحين وبدأت الحملات الاعلامية الدعائية لتعريف الناس بكل مرشح لأنتخابات مجالس المحافظات والملفت ان اعداد المرشحين لخوض هذه الانتخابات قد تزايد قياساً بالانتخابات السابقة , وهذا مايعطينا فسحة امل قد تبد منتضرة من قبل عامة الشعب وهي تحسين الواقع المعاشي وتوفير الخدمات وكذلك توفير الوظائف , حيث اننا نمني النفس بأن يكونو مرشحي هذه الانتخابات ذو همة واسعة ورغبة حقيقية في خدمة المواطنين والارتقاء بأحتياجاتهم وتلبيتها من غير مماطلة او تلكؤ , وتنفيذ المشاريع المعطلة وتشخيص اسباب العجز في بعض الخدمات والمتطلبات التي لم تكن بمستوى الطموح .

خلاصة القول ان المواطن اذا اراد ان ينعم بسلام عليه الاختيار بمصداقية ونباهة ودراية كاملة بعيداً عن سياسة الكارتات والخمسة آلاف التي تغري اصابعنا الزرقاء وتجعلها تغوص في الحبر الفاسد من خلال اعطاء الصوت لمن لايستحق . فالمستقبل يأتي من صنع اصابعنا ومن خلال تلطيخها بالحبر الاقتراعي , اي اننا نحدد أمننا وحريتنا ومكتسباتنا عن طريق الانتخابات فأذا كان الاختيار صحيح نجني ثمار مازرعناه وأذا كان الاختيار خاطىء (لاسامح الله ) فتلك مصيبة حلت بتوقيعنا وبرغبة منا , فالأمل يقترب اذا كنا نؤمن به , لذا اختارو على اساس حب العراق وليس حب المال ومن الله نقتضي الصواب ,