ليس حباً بالله، ولا برسوله، ولا بشعب سورية، حث السلفي الوهابي عبد الرحمن السديس أتباعه على التشفي بمقتل العلامة السوري البوطي، واختلق لذلك تبريرات مزيفة ألصقها بالشرع، غير مكترث لحقيقة أن الانفجار الذي أودى بحياة البوطي حصد أرواح العشرات من المصلين، ومن بينهم أطفال، وكان حفيد البوطي أحدهم، وأن الانفجار استهدف مسجداً أيضاً، فهل كل ذلك جائز في دين الله؟ إذ يحرم الإسلام سفك الدماء البريئة وكذلك المثلة بالكلب العقور، وهو ضرب من التشفي باليد، ولكن التشفي باللسان الذي برره وشجع عليه السديس حلال في شرعه، وقد نسي أو تناسى بأن جماعته الوهابية أكثر الناس استشهاداً بالحديث المنسوب للرسول بأن لا تجوز على الميت غير الرحمة، إذ يلجؤون إليه كلما تعرض أحد لمثالب بعض السلف المنحرفين أو الخلف الضالين. لا غرابة في سلوك عبد الرحمن السديس، ويبطل العجب عندما ندرك السبب وراءه، فالسديس في كل أقواله وأفعاله لا يهمه رضا الله وإنما رضا آل سعود، وهذا هو الدافع الأقوى بل الوحيد لكل أفعال وأقوال بطانة أفراد هذه العائلة الحاكمة، وكل همهم الفوز بحظوة أمير سعودي، وكلما علت رتبة الأمير كلما ازداد تهافتهم على إرضاءه، وبشتى الطرق والوسائل، ومن دون أي اعتبار للقواعد الدينية والمباديء الأخلاقية، وفي ذلك يشترك الندماء والمهرجون وادعياء العلم، وقد أخبرني أحد السعوديين بأن نديماً للأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية سابقاً توسل إلى بعض أفراد عائلته لنجدته ببعض الطرائف والملح ليقصها على الأمير، إذ نفذ ما يحفظ منها، ويحمل هذا النديم المتهافت على رضا أميره شهادة دكتوراة علمية من جامعة أمريكية رصينة. عبد الرحمن السديس عالم سلطان، وهو يقبض ثمناً جزيلاً مقابل الولاء والطاعة بالمطلق لآل سعود، وقبل زمن تداولت بعض مواقع الإنترنت صورة من خطاب موجه إلى مدير عام إدارة الطرق والنقل بمكة المكرمة حول إمكانية منح الشيخ عبد الرحمن السديس أراضي عامة تبلغ مساحتها الإجمالية خمسة ألاف متراً مربعاً، وفي مواقع محاذية لطرق وأنفاق عامة، وبتوجيه من ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وقد استنكر بعض السعوديين ذلك، وعدوه فساداً من النوع الذي ينهى عنه السديس أحياناً في خطبه، وتجدون صورة الخطاب على الرابط التالي: http://twitmail.com/email/340591936/4/false وفيما يلي نصه: المكرم مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة مكة المكرمة المتحرم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تجدون برفقة صورة خطاب صاحب السمو الملكي ديوان رئاسة مجلس الوزراء رقم 21/8 وتاريخ 7/1/1421 ومشفوعة صورة معالي وزير الشئون البلدية والقروية رقم 5751/ص في 4/2/1420 بشأن التماس فضيلة الدكتور الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس منحه وإعطائه صكوك تمليك على ثلاثة مواقع معينة في مكة المكرمة مساحتها بحدود خمسة آلاف متر مربع وحيث افادة وزارة الشئون البلدية والقروية بأن الموقعين الأول والثاني ضمن الشيك المنفذ من قبل وزارة المواصلات الذي يمثل حرما لمداخل ومخارج الأنفاق التي ذكرتها وترى التأكد من هذه الوزارة من إمكانية التصرف بها وعدم وجود أضرار من النواحي الإنشائية على الأنفاق المجاورة وطلب سموه الإفادة والمرئيات حيال ذلك.. نأمل تكليف الجهة المختصة لديكم بسرعة الوقوف على الطبيعة على الموقع الأول حسبما أوضح في خطاب وزارة الشئون البلدية والقروية والكائن بالمسفلة والمطل على أنفاق الطندباوي والواقع تماما على يمين الخارج من النفق والمتجه على شارع جرهم إلى شارع إبراهيم الخليل والبالغة مساحته (9/801) م2 والموقع الثاني والكائن بأجياد (طلعة المصافي) والمجاور لمسجد البخاري والمطل على نفق أجياد - كدي والبالغة مساحته (31/299) م2 واعداد كروكيات توضح أطوال وحدود ومساحة تلك المواقع وإمكانية التصرف بها وعدم وجود أضرار من النواحي الإنشائية على الأنفاق المجاورة والسلامة ... علما بأنه قد تم تزويد الإدارة العامة للدراسات التصميم بصورة من خطابنا هذا لدراسة الموضوع وإفادتنا عن إمكانية التصرف في تلك الأرض من الناحية الإنشائية بعدم وجود أضرار على الأنفاق المجاورة. نأمل سرعة افادتنا عن المطلوب في أسرع فرصة ممكنة
دفعني تشكيك البعض بصحة الوثيقة لتقصي الموضوع تجنباً للتجني فوجدت اسم الشيخ عبد الرحمن عبد العزيز عبد الله السديس ضمن قائمة الممنوحين أراضي في مكة المكرمة للعام 1432هـ، وفيما يلي رابط الموقع: http://www.almsdar.net/vb/t12446/ ومن الملاحظ أن أكثر من عشرة أعوام تفصل بين تاريخ الكتاب الرسمي والإعلان عن قائمة الممنوحين، واستبعد وجود تشابه في الاسماء يصل إلى حد الاسم الرباعي، فهل هذه منحة جديدة تضاف إلى القديمة؟ الله أعلم. وعن كتاب ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين لجلال الدين السيوطي: أخرج ابن عدي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن في جهنم وادياً تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله عالم السلطان ). وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: (وما ازداد أحد من السلطان قرباً، إلا ازداد من الله بعدا) 25 اذار 2013م
|