مشاركة غير مشرّفة في قمة الدوحة |
قطر الصغيرة بكل المقاييس ..بمساحتها .. بنفوسها ..بثقافتها ..بتأريخها . بأمراءها. ، لكنها مريبة بدورها الإقليمي الذي أوكل إليها من قبل اللاعبين الكبار، هذا الدور الخطير الذي ضاعف حجمها ، وجعل منها دولةً يخشاها الملوك والرؤساء ويحسب لها الف حساب ، ولايتأخر أحدهم بالحضور عن أي دعوة لقمة تُعقد على أراضيها او غيرها من اللقاءات التافهة ومااكثرها، وليس كما حصل مع قمة بغداد..بغداد التي يطاول أسمها قمم الجبال ، ويفخر بها التأريخ العربي والإسلامي والثقافي ..بغداد بشعبها وبأصالتها وبألقها ، لاتستحق من أجلاف البدو تمثيل بلدانهم والحضور برؤسائهم ، بل لم يكتفِ بعضُهم بعدم حضور الرئيس او الملك او من ينوب عنهما ، فأرسلوا موظفاً بسيطا في سفاراتهم كما فعل آل سعود وأل نهيان وأل ثاني وغيرهم من بلدان العرب ، واليوم تقاطر رؤساء وملوك النفاق العربي على قطر إلاّ مَنْ غلب عليه المرضُ كعبد الله السعودي وجلال طالباني الذي تمنّى له خضير الخزاعي عدم الشفاء ، لينعم هو بالحضور والتشرّف بقمة حَمَد ، وهذا الذي دعاني الى كتابة هذه الخاطرة ، عندما شاركت قطر في قمة بغداد شاركت بأدنى مستوى دبلوماسي ، فلماذا لم ترد بغداد على هذه الإهانة بمشاركة مماثلة ؟ كنّا ننتظر هذا اليوم ، وماكنّا نفكّر بأن سياسينا قد فقدوا الأحساس الى درجة لم يشعروا معها بالإهانة ، سياسة الدولة تمثّل سيادة البلد وكرامة الشعب مرتبطة بهذه السيادة ، والشعب يراقب أداء السياسيين مثلما يتابع مباريات رياضية ، لايحب لفريقه الخسارة ، وإذا خسر يتمنى منه الرد على الخصم ، لماذا السياسي العراقي يشعر بقصر قامته أمام هولاء المنافقين ، لم يصدّق نفسه خضير الخزاعي أنه بات رئيسا بالوكالة للعراق ، فطار مسرعا ليمليء فراغ الرئيس في دوحة حمد التي وجهت الدعوة للهاشمي المحكوم عليه بالإعدام قبل أن توجهها له ، منذ سقوط النظام البعثي والعرب ينظرون الى العراق نظرة يملئها الحقد الطائفي و الإستهانة بدوره ، علماً انهم جميعهم بحاجة الى العراق ولم يحتاجهم العراق بشيء ، ولكن يبدو أن الخلل الأكبر ليس في نظرة العرب وتعاملهم السيء مع العراق والعراقيين فحسب ، وإنما سياسة قادة العراق هي التي شجعت العرب على عدم إحترامهم ، في زمن النظام المقبور عندما كان محاصرا من كل دول العالم ، كان العرب يخترقون الحصار الدولي ويتوددون الى قادة النظام ، بما فيهم الدول التي إعتدى عليها النظام وأهانها ! وهذا دليل على إنهم إمة لاتحترم إلا من يحتقرها ! اليوم أصبح الأمر معكوساً ، قادتنا المحترمون المنتخبون من قبل الشعب يتوددون ويتوسلون عودة العلاقات مع هذه الدولة أو تلك ، وهم يعلمون علم اليقين كيف يتعمدون إهانة العراق ، ومواقفهم وتعاملهم السيء الذي هيمن عليه البعد الطائفي لايحتاج الى دليل، مشاركة خضير الخزاعي بقمة حمد ...قمّة دوحة المآمرات على خضير وأصحابه والتابعين له .. مشاركة غير مشرّفة للعراقيين وماكنا نتمناها .. |