مبروووك...بغداد عاصمة إمبراطورية إيران. وقاحة مفرطة وغطرسة متوارثة وعنجهية متأصلة وحلم قديم وأطماع توسعية كشف عنها التصريح السافر الذي أدلى به علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني حيث قال: إن إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي..، مضيفا أن العالم برمته هو جزء من الشخصية الإيرانية حسب قوله. فلا غرابة ولا عجب أن تصدر مثل هكذا تصريحات من المسؤولين الإيرانيين لأنهم العراق اختطفوا العراق منذ عام 2003 . فكيف لا تكون بغداد عاصمة إمبراطورية إيران والقيادات السياسية المتنفذة والمتحكمة والمتسلطة وأحزابها وكتلها خاضعة لإرادة ولي أمرها ملالي طهران , تتبرك بتقبيل أياديها , وتأتمر بأوامرها , وتنفذ أجنداتها بلا حياء ولا خجل , بل أن هذا أمر مقدس وواجب شرعي في عقيدتها؟. كيف لا تكون بغداد عاصمة إمبراطورية إيران والقيادات الدينية ومؤسساتها وملحقاتها وتوابعها , إيرانية الولادة والصناعة والتبعية والولاء والطاعة؟. كيف لا تكون بغداد عاصمة إمبراطورية إيران وقاسم سليماني مختار العصر , وحامي حمى العراقيين (كما يلقبه أدوات إيران) , يصول ويجول ويأمر وينهى وينصب ويعزل ويحرك المليشيات والحشد الشعبي لتقتل وتهجر وتسرق وتمارس أبشع الجرائم بحق العراقيين...؟.
التصريح متأخر جدا ، فبغداد صارت عاصمة إمبراطورية إيران منذ إن قُدِّم العراق على طبق من ذهب لإيران , منذ أن صار الاحتلال تحرير , والمحتل هو الصديق والحليف والولي , وصارت مقاومته جُرم لا يغتفر وعمالة وخيانة , والواقف ضده كالواقف ضد ولاية علي.... هذا ما جناه العراق من الاحتلال (عفوا التحرير) , هذا ما جناه العراق من بركة وحكمة وحنكة الرموز الدينية وعلى رأسها المرجعية التي باركت وساندت المحتل... مبروك لكل مَن صفق للمحتل... مبروك لكل مَن صفق لمن دعم المحتل وكتب وبرر له... مبروك للأعلام المرئي والمسموع والمكتوب الذي أبلى بلاءً حسنا في تزين الاحتلال , ومن رضي بالاحتلال وشرعه.... مبروك للشعب العراقي ممن رضي أن يكون حاضنة للمكر والخداع والتضليل والكذب والثقافات المخالفة للنواميس السماوية والوضعية والعرفية والعشائرية التي تغذيه بها قياداته الدينية والسياسية... يقول علي بن أبي طالب: مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا.