أضواء على شيعة فلسطين.... محاورة الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

 

 

 

 

 

 أوجدته الصدفة التي ابتسمت في وجهي .. التقيته عبر النت كاتبا وباحثا في علوم الحسابات القرآنية   كان غزير العلم في الاستنتاجات الاجتهادية في شرحه للآيات التي يحاول الوقوف عندها ...من يقرأ نتاجه الفكري يلاحظ فيه نقطتين .. الاولى اهتمامه واستماتته في تحرير فلسطين من براثن العدو الاسرائيلي المحتل .. والثانية حبد الشديد في تعلم شرح القران ، خاصة التي تتعلق بالحديث عن اليهود وكيفية وتاريخ إزالتهم من دولة فلسطين  .. صفتان لونتا شخصية المجاهد الفلسطيني ابو حسين من الضفة الغربية ...
جرت معه حوارات امتدت الى بعد منتصف الليل .. استأذنته ان انشرها على النت لأني أرى فيها معلومات تتعلق إزالة الدولة الصهيونية وعن شيعة فلسطين والحركات السلفية في غزة ورام الله والضفة  .. وافق دون تربدد ... شكرا لزميلنا أبو حسين الفلسطيني ...
بداية تلقيت بحوث قرآنية من السيد أبو حسين الفلسطيني... أرجو أن تكون رسائلنا المهمة خاصة الدراسية عن طريق الايميل ...أحاول الآن إرسالها عبر الايميل مرة أخرى ...
من عندي مكتوب انها وصلت ...ولكم ملاحظة مشكور عليها ... مقالاتك التي أشرت أليها ، نعم وجدت الكثير
سؤال : شيخنا ..من هو احمد القبانجي شيخنا الكريم ..وما هي  دراسته وتوجهاته؟
 ج:. هذا كان رجل دين  شيعي وقع في فخ التطرف الفكري العلماني ... يعيش في إيران أكثر من ربع قرن ويحمل الجنسية الإيرانية ، هو من أصل عراقي وله شقيق  قيادي في المجلس الإسلامي العراقي  الأعلى الذي يقوده السيد عمار الحكيم ... تم تسفيره من إيران مؤخرا بسبب آراءه المتطرفة ضد القران الكريم ...
س:.. هناك اسم قريب له وهو السيد  محمد القبانجي المسؤول عن مركز التخصصي للدراسات حول الإمام المهدي {عج} هو رجل طيب  هل هناك قرابة بينهما ..؟؟
ج:..  لا اعرف ولكن احتمال كبير فهم عائلة علمائية معروفة بالفضل ..قدموا شهداء ودورهم معروف بالجهاد في الساحة العراقية ...
يعلق السيد الفلسطيني :..شيخنا المحترم أحب أن أبين لكم حقيقة إن العلمانيين ليس لهم توجه موحد .فهم في العراق مختلفين عن علمانيي فلسطين أو سوريا ، العلمانيين والماركسيين هنا والمسيحيين اقرب إلى الحق وال البيت {ع} من الإخوان المسلمين والسلفية التكفيرية ..وبينهم تعاون واحترام كبيرين ،ويشترك الشيعة والماركسيين والعلمانيين هنا في فلسطين بكرههم للإخوان المسلمين وكره الأخوان المسلمين لهم بل إن اقرب تنظيم لحزب الله هم فتح العلمانية والجبهة الديمقراطية والشعبية الماركسيتين ...أما الأخوان المسلمين  فلا يحبهم احد إلا الحاقدين والمتطرفين وممن يكفر المجتمع الإسلامي .. فيقربونهم ..
جواب الشيخ :...تشخيص دقيق يؤيد ما ذهبت أليه في بدايات حديثنا معك حول الثقافة التي يكتسبها الفرد من خلال ظروفه الموضوعية وتوجهاته التي يمكن من خلالها معرفة بناء شخصيته .. في إن ثقافة الإنسان تخضع للظروف الموضوعية التي ترغبها روحه وتركن أليها ..وحتما ظروف العراق تختلف عن ظروف فلسطين الحبيبة ... وأنا جدا مسرور إن وجدت إنسانا من أمثالكم نسميهم في العراق { نخبة} يتفهمون هذا الطرح الفكري ويتميزون عن الآخرين بثقافتهم وهم كثر عندنا بحمد الله ... رغم علمي بأميتي تجاهك وثقافتك ..
فكان رده على هذا التعليق :..انا خادمكم شيخنا الكريم أنتم رجال الدين قدوتنا وهذا أمر لا مناص منه ..ونحن لكم أتباع .. {{ وهذا قمة التواضع والأخلاق الإنسانية والإسلامية }}
س :.. أود أن أسألك عن الشيعة في فلسطين لأني التقيت مع صحفي لا اذكر اسمه في طهران فلسطيني الجنسية من غزة وحين حاورته عن الشيعة وطريقة تعبدهم طلبت منه أن انشر حواري معه ولكنه رفض بشدة معللا رفضه بالخوف .. كان ذلك قبل 7 سنوات..!!
ج :.. نعم أكيد لان الصهاينة  يحكمون بالسجن لمدد مختلفة بين عدة أشهر وعدة سنوات لمن يثبت انه تشيع في منطقة خارج فلسطين لأنهم يعتبرونه تنظيم خطير .. ثم هناك حماس في غزة  لا تتسامح مع الشيعة مطلقا .! أما عندنا في الضفة الغربية فالشيعة لا قيد ولا شرط عليهم وأنا شيعي  من تنظيم فتح التابع للسلطة الفلسطينية ، وعلاقة فتح  أو كتائب الأقصى الجناح التابع لفتح مع حزب الله في اهدافه وتوجهاته ، ولهم علاقة جذرية وطيدة حميمة ،وأول من انشأ علاقة مع حزب الله هي  منظمة فتح في علاقة عسكرية .
س :..هل أنت من عائلة شيعية أو تشيعت مؤخرا بسبب اتضاح نهج الشيعة من قضايا الأمة الإسلامية عامة.؟
ج :..انا لم أكن يوما سنيا وكذلك والدي رحمه الله لم يكن يحبهم ولم ندخلهم بيتنا أو نتعامل معهم ورغم الظروف الأمنية  الصعبة علينا جدا لم ننجر وراء إغراءاتهم .. أنا عندما كنت ادرس الآداب الانكليزية في جامعة حلب عام 1989 وفقني الله تعالى إلى الاطلاع على الخلاف والانشقاق الكنسي العظيم في أوروبا بين البروتستانت  والكاثوليك ، ثم قرأت التاريخ الإسلامي عند الفريقين وتبين لي انه نفس الخلاف وتشابه كبير للخلاف بين السنة والشيعة ، وطالعت كتبهم ،بل عرفت الشيعة من خلال تبيان الصراع بين مريدي الدنيا ومريدي الآخرة  في الطرفيين ، وبعدها تعرفت على طلاب عراقيين وتجذرت معرفتي وتعلقي بالصراط المستقيم والحمد لله رب العالمين ..
س:.. أرجو ان أطيل عليك الأسئلة ولكن معرفة أحوال الفلسطينيين وتوجهاتهم غير معروفة بدقة عندنا في العراق ... مثلا هل تقلدون عالما معينا ...؟؟ هل عندكم معممين فلسطينيين .. كيف تحيون مناسبة عاشوراء ، او عيد الغدير ومناسبات الوافيات والولادات ..؟
ج:..للأسف الشديد مراسم العبادة هنا تكاد تكون معدومة تماما ،فالوضع الأمني لكل شخص يفرض عليه نظام معين لحياته ، فالصهاينة يتربصون بكل مناضل شيعي أو سني ..الفرص لكي يعتقلوه وكل شخص له إجراءاته الأمنية الخاصة به..فمثلا أنا اعتقلني الصهاينة إداريا .. ومعنى التهمة الإدارية ..أي بلا تهمة محددة وسجنت  لمدة 13 شهرا وكان قبله اعتقال أول لمدة ثلاث سنوات وهذا يحدد حركتنا فانا مثلا لا  استطيع ان ازور بعض الأخوة والأصدقاء خارج الضفة الغربية أو المشاركة في ندوات أو حوارات ثقافية وحتى علمية بصورة علنية لان الإجراءات الأمنية لا تسمح {{ وهذا خلاف الديمقراطية التي تدعي بها إسرائيل وأمريكا}}.
س:.. إذن الأحكام الشرعية والعبادات  من أي جهة تأخذونها ..؟
ج :..عبر النت فقط  لأنه ليس لنا  تجمع أو تنظيم ولا توجد جهة نرجع إليها في الأحكام الشرعية ..!!! الله في عونكم .. انتم مجاهدون حتى في اخذ الأحكام وفي عبادتكم .. ألمتني جدا يا ابا حسين ... ثم يستطرد زميلي الفلسطيني ..للأسف الشديد هذا طبعا عند اليهود واعتقد ان شيعة غزة لهم نفس المعاناة مع حماس كما لنا مع اليهود ، الفرق بيننا إنهم يستطيعون الاتصال بالخارج بحرية أكثر منا بالسفر والإقامة والاتصالات ...
ٍس:... هذا يعني ان الضفة الغربية تفتقر إلى مسجد ..؟
ج :..لضفة تفتقر إلى مساجد وعلماء ومكتبات أو اجتماعات  وغير ذلك ، علما انه كان على زمن الشهيد أبو عمار  الحرية أكثر وأفضل من اليوم ،والسبب لان علاقة أبو عمار مع حزب الله كانت ممتازة والرجل متفهم لدور حزب الله اللبناني وما يقوم به في زعزعة أركان إسرائيل ..
معنى كلامك ان السلطة حين تختلف مع حزب الله تتعسف مع مواطنيها الشيعة .. انتم لستم فرس مجوس كما يتهموننا أخواننا في العراق .. وبعيدين  عن إيران جغرافيا  .. إذن لماذا هذا الظلم عليكم ..؟
ج :..  حكومة سلطة رام الله أبو مازن لا يهمها أمر الشيعة لا من قريب ولا من بعيد ، ليس عندهم  تهم جاهزة للشيعة  ولا حظر ولا أي تدخل منهم ضد أي شيعي ..على ما اعتقد بل إنني ازور بعض رجالات السلطة في رام الله وهم يرحبون دائما ،وإذا تلاحظ  مقابلات رجال سلطة رام الله على شاشة المنار من جهة  ومقابلات جماعة  حماس ستشعر بالفرق بينهما في الكلام والإقبال  والصراحة نعم  في غزة هناك تضييق على كل من هم ليسوا من حركة حماس خصوصا الشيعة  ومنظمة وفتح ... ولكن عندنا  الخطر يأتي من اليهود .
س:.. هل تقبل ان انشر هذه الحوارية مع تغيير الأسماء الشخصية والمحلية .. لأنه المعلومات التي تفضلت بها يحبها  كل الشعب العراقي خاصة  أبناء مدرسة أهل البيت{ع} والأمر متروك لكم ..
ج :. الأمر لكم مولانا الكريم لكم كامل التصرف مع ذكر الاسم لأني سجنت على تهمة التشيع  مرة سابقة ولا يمكن ان يعاد سجني للمرة الثانية على نفس التهمة عند اليهود  ...!!!! افعل ما تحب.
سبحان الله هذه عند اليهود في اسرائيل والضفة الغربية ولا توجد عندنا في العراق حيث يمكن ان يعاد المتهم بنفس القضية مرات عديدة ...
س:..أرجو ان تبين لي  كم عدد شيعة فلسطين بتقديرك ، قياسا بالطوائف والأديان كافة ..؟؟
ج :..  في رام الله قلة قليلة  وفي بيت لحم  صار عددهم يتضائل  بعد اغتيال القائد احمد شحادة ومحمد بليبل قائد كتائب الأقصى في المدينة  قتل هذا الرجل من قبل الصهاينة ..واحمد شحادة قائد سرايا القدس الجهاد الإسلامي قتل منهم كذلك ..أما بليبل فهو من تنظيم فتح جماعة أبو عمار وهما من الشيعة المنسقين مع حزب الله اللبناني .. ثم جاء اغتيال الشهيد عاطف عبيات من بيت لحم وهو مؤسس كتائب الأقصى الجناح العسكري لفتح  في بيت لحم  وهو كان على اتصال دائم مستمر مع السيد نصر الله ... أما في الخليل فهم قليلين لكن أكثر من رام الله .....
س :...سؤال أخير بلا إحراج .. هل تقبلون ان أزوركم في الضفة الغربية بعيدا عن خوفكم من الصهاينة هذا لا يهمنا....هل هناك استعداد شعبي لاستقبال رجل دين شيعي في الضفة الغربية ...؟؟
ج :..شيخنا المحترم أهلا وسهلا بكم محريين ورجال دين وأهلا كرام وزوار نتشرف بكم في كل وقت وحين ،ليس عند أي فلسطيني مسلم أو مسيحي أي حقد أو غل أو تردد في قبول أي إنسان وخصوصا أتباع آل البيت عليهم السلام ...{ وهنا استطرد}} ولولا الأخوان المسلمين لكان كل شعبنا الآن شيعة بما فيهم المسيحيين  لكن الوضع عندنا لم يعد يحسب بالطائفية ولم يكن أصلا هكذا الأمن .. ولكن العملاء هي المشكلة الكبرى وغير ذلك ليس مشكلة مطلقا ..عند جميع الشعب الفلسطيني العملاء هم المشكلة ..الوطنيون في مؤسسات السلطة في رام الله لا يبالون في ان الشخص شيعي أو سني أو ماركسي ,وتنظيم فتح يرحب بالجميع والجميع من اجل القدس مهما كان انتمائه المذهبي ....
ختاما لك فيض دعائي بالتوفيق وللشعب الفلسطيني الشقيق بالحرية ...نسأل الله ان يحفظكم ويتم لكم النصر من عنده والسلام عليكم ... تشرفنا بكم سيدي الكريم نسألكم الدعاء لابني حسين بالشفاء لأنه مريض ..تصبحون على خير من الله ورضوان ...
دعائي لولدنا حسين الفلسطيني .. نسال الله ان  يشافيه من كل سقم ... وبالمناسبة أحول طلبه إلى زوار أبي عبد الله الحسين {ع} ان يدعوا لشفاء الطفل الفلسطيني حسن موسى بإذن الله تعالى ...