من نزف بغداد ...إلى أيام طفولتها وريعان صباها ......وزاحم جهاد |
فهاهي الأفكار تداهمني كموج لجي .... وان أردت أن أتخلص منها فينبغي أن أفكر في فكرة تبعدني عن زحفها وهديرها .......فابتعد عن الزوجة والأطفال .وانهال بالبحث عن خلوة زمنية انتشي فيها مع التاريخ ......ولا اقصد تاريخ القرون الوسطى او الغابرة التي ثبت الزيف في شعاراته.وإنما تاريخ عمر في بلد....أصابه وابل من حجارة السجيل فلا يد لك في علاجه أو تقويمه.رحمه الله تعالى يحتضر بين أيدي قاتليه من حكومات حكمة عليه بالإبادة .......... فتراني اذهب لتصفح كل ما يكتب عن عبق الماضي القريب.....وابتعد عن فوهات الغد وتطلعات المستقبل ... واحتضن كل مايمكنني من اشعر بالأمان والرخاء والاسترخاء ..... وحقيقة الأمر ......أصبحت مدمنا على قراءة ما يكتبه صاحب الجاق والجيق ......والموال العتيق .....الذي يزحف بين خواصر الذكريات في كتاباته... ويحرك خواطر العشق والحنين ....وينتشل القديم من بين ركام الحاضر ..زاحم جهاد.....فيجري بك بين سطوره مسافة عمرك المنصرم....ابتداء من شهيق أول نسمة بعد خروجك من جوف سيدة كتبت لها الجنة ....إلى لحظتك التعيسة الحاضرة........... هو قد تخطى حدود التدوين النمطي للتاريخ ....ووثق الهندسة المعمارية في بغداد من خلال التوصيف والانتقال المكاني من شارع قد تغزل بوصفة ابتداء من أول الدربونة إلى أخر خان ....وما قد يجود على نفسه أثناء المرور من طعمه ينتقيها لدى بقصم السيد في الحيدر خانه أو شراء مسبحة من سوق الهرج........ويذكرك بشوربة الشيخ عبد القادر .....أو سوق الصدرية الذي جعلته إربا مفخخات الظالمين...ويبين لك التخصص الحرفي بين هذه المناطق ...وأسماء الماركات والمحال وأماكنها التي حتى إن بحث في سجلات غرفة تجارة بغداد قد تجدها أثرا بعد عين....
وتنقلاته بين سطور المقال تبتعد بك عن كل سواطير الهم وتسلخ منك كل غم او كرب ..وتعيش اللحظة..انها درس في تنشيط الذاكرة.. حتى ان لا تستطيع مفارقة المكتوب إلى أخره ...........فو تحليقه في جو الراحة والانتعاش ..من هموم الدنيا وضيق المعاش .... ولكنه لايستمر معك..تراه كحبات الصدعات .تعطيك غفلة من الراحة ولكنها مؤقتة ويضربك الصداع تارة اخرى بمجرد الخروج من أخر سطر من مكتوبه والنظر إلى صفحة الويب الرئيسة فتقرأ أحداث العراق........... تحياتنا للأخ المبدع زاحم صاحب ألتدوينه الأدبية لعمارة بغداد وتاريخها وثقافتها .....وأيام راحتها وعزتها......... من بغداد المنصورة وليد فاضل العبيدي 2013-03-27
|