ويستمر فسادهم .. القاضي فائق زيدان والبرلمان (2)

 

 

في العراق من يريد أن ينفذ رغباتهِ المريضة  فما عليه سوى التهديد بالملفات ضد الفاسدين وما أكثرهم فيك يا بلاد دجلة والفرات , ومن ثم بعدها تبدأ مرحلة المساومات والتنازلات من الجميع , ولنا أن نتخيل أن تلك الكارثة وصلت للقضاء العراقي . علماً أن بدعة التهديد بالملفات ابتدعتها المالكي التي طالما صرخ بها , ولكنه لم يفعل شيء لان المنصب والكرسي أهم من العراق والشعب .
ففي المقال السابق الذي حمل عنوان (أنقذوا القضاء من مدحت المحمود وفائق زيدان (1) ) تحدثنا عن كيفية وضع أسم القاضي فائق زيدان , وإدخاله عنواناً  يريده الفاسدون وتوابعهم من اجل البقاء ممسكين على دفة القرار القضائي وتمرير أحلامهم المسمومة والحفاظ على وجود أقوى سلطةِ بيد من دمر العراق ونهب أموال الشعب من الحكومات السابقة .
فقبل طرح أسم القاضي فائق زيدان تحت قبة البرلمان العراقي  أعترض أثنين من نواب رئيس البرلمان على إدراج اسمه للتصويت . والأسباب عديدة ولعل أبرزها عدم وجود أتفاق بين الكتل على الاسم , كذلك وجود شبهات فساد تحوم حول هذا الاسم الذي كما قلنا كان ولازال احد رجالات الحكومة السابقة في تنفيذ ما تريد واللعب بفقرات القضاء وتسقيط الخصوم السياسيين . كذلك كان هناك طرح على أن يتم طرح الأسماء بعد الانتهاء من إصدار قانون المحكمة الاتحادية العليا ومجلس القضاء العراقي.
هنا تحرك القاضي فائق زيدان على أكثر الكتل فساداً في البرلمان والعراق , وهي كتلة ( الكربولي) , وبعض النواب الآخرين  وقدم لهم عروض مغرية بأن يتم غلق بعض القضايا الخاصة بالفساد ضدهم على أن يتم طرح أسمهُ للتصويت داخل البرلمان . فقامت كتلة (الكربولي) , بالبحث عن صيغة لطرح الاسم بعد رفض نواب رئيسي المجلس , فاستغلوا النظام الداخلي الذي يجيز عرض أي أمر على البرلمان بعد أخذ تواقيع عشرين نائباً  ووضعهِ في جدول الأعمال . وبعد جمع التواقيع تم تقديم الطلب لرئاسة المجلس وبعدها تم عرض الأمر على البرلمان , فصوت معظم أعضاء البرلمان على رفض وضع التصويت على فائق زيدان من ضمن جدول الأعمال .
وفي يوم 12/3/2015 خرج نواب الذل والفساد في مؤتمرٍ صحفي مطالبين بالتصويت على اسم فائق زيدان بحجة استقلال القضاء واحترام إرادتهِ , واغلبهم كانوا من كتلة الكربولي , لكون فائق زيدان قد أغلق عدد من الدعاوى ضد من خرج في هذا المؤتمر الصحفي , كما وعدم بغلق باقي الملفات في حال اكتمال ترشحهِ . فقط أغلق ثلاث دعاوى ضد حيدر الملا  من ضمنها دعوى أقامها فائق زيدان ضد الملا نفسهُ , أما النائب محمد الحلبوسي فقد تم وعدهُ بأن يحصل على حكم لوالدهِ في قضية مدنية تتعلق بعد قيمته أكثر من 300 مليون دولار . أما النائب رعد الدهلكي فهو يسعى لغلق الدعاوى التي ضده , وضد محافظ ديالى السابق عمر الحميري , وهي قضايا فساد وتهم بالإرهاب . وقد أغلق فائق زيدان بعضها كما وعدهم بغلق الباقيات .
كما ان فائق زيدان سبق وان استبعد جواد الشهيلي من الانتخابات في قضية مشهورة مع حنان الفتلاوي التي فتحت موضوع ضد الشهيلي يتعلق بالتزوير في لتقارير الطبية التي عرضها بوقتها على البرلمان من اجل استلام مبلغ مالي عن إجرائهِ لعملية جراحية . وحينما أصبح بهاء الإعرجي نائباً لرئيس مجلس الوزراء عين الشهيلي مستشاراً له , أتصل بفائق زيدان وأمره بإغلاق قضية الشهيلي , فكان جواب فائق زيدان كالأتي( سوف أغلق القضية ولكن أرجوك ان تمنع الشهيلي من أن يلاحقن عن استبعادهُ من الانتخابات ) .. وفعلاُ أغلقت قضية تزوير التقارير الطبية .... أي عهرِ سياسي وقضائي يجري فيك يا بلاد الرافدين .
أن فائق زيدان لا يصلح للقضاء بل يجب وضعهُ ومعه الفاسد الأول مدحت المحمود وتوابعهم في السجون مع الفاسدين والفاشلين ومن حكم العراق ونهب البلاد وقتل العباد . فلم يكتفي بالتلاعب بالقضاء العراقي , بل أستمر مسلسل فسادهِ وحبهِ للمال والتذلل للطغاة حتى أصبح من الأثرياء بفضل تملقهِ وانحرافهِ وفقدانهِ للنزهة والعدل والإنصاف . فقد تم منحهُ قطعة أرضِ في بغداد  بمكانٍ مميز , كما تملك احد الشقق في عمارة الحياة داخل المنطقة الخضراء , ومنحه مالكي مؤخراً داراً مساحتها (600) متر داخل المنطقة الخضراء أيضاَ , ويقدر سعر تلك الدار بأكثر من ثلاثة مليارات دينار , قام بهدمها ومُنح قرض من احد المصارف التابعة لجهةِ سياسية من اجل إعادة بنائها . كما انه استعمل القضايا وغلق القضايا في التأمر ضد السياسيين , وفي ابتزازهم خصوصا في جرائم الفساد والإرهاب وفي العملية الانتخابية.
ملاحظة : في المقال القادم سوف نستمر بسرد الكثير من كوارث الفساد أبرزها , ما هي علاقة فائق زيدان بقائد جيش القدس في زمن النظام السابق ؟ وكيف تم وضع اسم القاضي قاسم الجانبي كرئيس للإدعاء العام ؟ ومن هو قاسم الجنابي ؟ وكيف مرر بقائه في القضاء مدحت المحمود ؟
سلامات يا قضاء العراق .. اخ منك يلساني