كتبت عام 2013 سلسلة مقالات تحديت فيها نوري المالكي أن يحصل على رئاسة الوزراء لولاية ثالثة ووصل ألامر يومها كما يتذكر القراء أني قلت أني سأتوقف عن الكتابة أن نال المالكي الولاية الثالثة وللتوثيق التاريخي ولعدم أخفاء الحقائق أرتئيت أن أكتب سلسلة مقالات حول هذه الموضوع الصعب والمعقد والذي أستطيع وصفه بأنه معركة من الطراز ألاول لانقاذ العراق من المرحلة التي أوصلها أليه نوري المالكي خلال فترة حكمه للعراق ولكون الموضوع طويل ومعقد سأكتب الموضوع في حلقات متعددة ولن أخفي أسماء ألا أسما واحدا لم يوافق على نشر أسمه رغم أنه لعب دورا متميزا في عملية أسقاط المالكي الذي فاز بالانتخابات الاخيرة ولم يستطيع الحصول على الولاية الثالثة والغرض من كتابة المقالات هو كي يعلم جميع العراقيين أن أمرهم ليس بأيديهم وأن هناك قوى كثيرة تتحكم بمستقبلهم ومستقبل العراق ولكي يعلموا أن لاشيء ينفع العراق غير وحدة أبنائه وأنه لايوجد لاأيراني ولاأميركي وأي جنسية أخرى قلبها على العراق وأنما الجميع ينظرون الى العراق كجندي يقاتل نيابة عنهم لتحقيق مصالحهم ولاأستثني من ذلك أي دولة تتدخل بألشأن الداخلي العراقي وكذلك ينظرون للعراق كدافع فاتورة صراعاتهم ألاقليمية وأخيرا كي أكشف لكم زيف وكذب ألاغلبية من زعمائكم الذين تستبسلون في الدفاع عنهم في مواقع التواصل ألاجتماعي وكأنهم أباءكم وأخوانكم والله وحده يعلم ان هدفي مما سأكتب هو التوضيح وتعلم العبر والدروس مما جرى ولنتوكل على ألله الحي القيوم نوري المالكي تم أختياره رئيسا للوزراء بموجب قصاصة ورق صغيرة كانت موجودة في جيب السفير ألاميركي بعد أن حصل النزاع على المنصب التنفيذي ألاول بين أبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وكانت القوات ألاميركية يومها تحتل العراق وبغداد شبه ممزقة أذ كانت الدولة لاتسيطر ألا على مناطق محدودة من العاصمة كما يتذكر الجميع وعندما أصبح المالكي رئيسا للوزراء كانت أول كلماته التي قالها في مجلس النواب وهي لاسلاح غير سلاح الدولة وقالها بحدة وبصوت قوي أستنتج منه الكثيرون أن الرجل سيضرب بيد من حديد وبمعاونة القوات ألاميركية وفعلا بدأ المالكي بنتظيف العاصمة بغداد من المجاميع ألارهابية ووصل ألامر الى أستعمال الطائرات المقاتلة ألاميركية في منطقة في قلب بغداد كشارع حيفا ولم يأتي عام 2008 ألا ووجه نوري المالكي ضربات موجعة وقوية لما كان يطلق عليه ألاعلام الرسمي العراقي تسمية العصابات الخارجة عن القانون والمقصود هنا المليشيات الشيعية التي كانت تقتل السنة بسبب وبدون سبب وهجرت السكان في بغداد وخصوصا في مناطق الكرخ الذي أصبحت مناطقه شبه خاوية من سكانها ووصل حينها عدد المهجرين في سوريا الى رقم خيالي ومخيف وفعلا كانت صولة الفرسان من القوة بحيث أزاحت الكثير الكثير من المجاميع المسلحة وتحسن الوضع ألامني تحسنا مطردا ووضع الناس جميعا ثقتهم بالمالكي وللتدليل على شعبية المالكي يومها أن هناك الكثير من المناطق السنية أنتخبت قائمته في أنتخابات مجالس المحافظات عام 2009 والتي أكتسح المالكي فيها جميع منافسيه خصوصا المجلس الاعلى الذي تلقى يومها ضربة مابعدها ضربة أذ خسر اغلبية مقاعده في مجالس المحافظات ولكي لانطيل عليكم جرت ألانتخابات النيابية عام 2010 ويومها خطط المخططون داخل العراق لاسقاط المالكي وجعله يخسر المركز ألاول في ألانتخابات البرلمانية لصالح القائمة العراقية علما أن المالكي يومها نزل للانتخابات بقائمة منفصلة عن التحالف الوطني الشيعي وذلك لخلافه معهم وعدم تعهدهم له بمنحه منصب رئيس الوزراء ويومها قاتل المالكي قتالا لكي ينال منصب رئيس الوزراء وأضطر لتقديم تنازلات مؤلمة ولايصدقها عاقل لكي يبقى رئيسا للوزراء ولكي يشكل الحكومة التي تشكلت بموجب ماعرف حينها بأتفاقية أربيل والتي لم يتم تطبيق بنودها بأستثناء المناصب الوزارية والرئاسية وللتاريخ فأن فضل نيل المالكي للولاية الثانية يعود بالدرجة ألاولى لشخصين وهما الشيخ عبد الحليم الزهيري الذي لعب دورا لايصدق في أقناع أطراف داخلية ودولية بالقبول بالولاية الثانية للمالكي والشخص الثاني وللتاريخ هو النائب السابق عزت الشابندر الذي مزق القائمة العراقية الفائزة يومها شر ممزق وجعلها شراذم تتصارع من أجل المناصب ومن ذلك التاريخ تم أكتشاف مصطلح سنة المالكي وأتذكر جيدا أن أحد ألاميركان صرح في مجلس خاص مع بعض السياسيين قائلا أن على المالكي بناء تمثالين للشيخ الزهيري ولعزت الشابندر لكونهم لعبوا دورا خرافيا في تمكين المالكي من الولاية الثالثة أضافة للدور ألايراني الذي لاينكره أحد ويومها قال الجميع أن أميركا وأيران أختلفوا في كل شيء وجمعهم ألاتفاق على المالكي الذي عرف فيما بعد كيف يأكل خصومه السياسيين ولكن كيف؟ المالكي حاول أن يستولى على الدولة العراقية ومؤسساتها عن طريق التعيينات بالوكالة وأول تلك المؤسسات هي المؤسسات ألامنية التي سيطر المالكي عليها سيطرة كاملة وأي ضابط أو قائد يشك بولائه للمالكي كان يتم طرده وأحالته على التقاعد أو نقله لمناصب هامشية وثانوية لايمتلك فيها مساحة للتأثير وكذلك بدأ يعين جميع أقارب المؤيدين له في الدوائر والوزارات وبمناصب مدير عام ومفاصل أخرى تسيطر على تلك الوزارات وكذلك سيطر على ألاعلام الحكومي وجعله أعلاما خاصا لمدحه والتملق له وحارب كل من ينتقده من الوسائل ألاعلامية وهذا ماتجلى بوضوح من خلال محاربته قناة البغدادية التي هنا أحيي صمودها وعدم تقديمها أي تنازل للمالكي رغم الترغيب المالي المغري الذي عرض عليها ورغم الكم الهائل من التهديدات والتي وصل أخرها بتخييرها بين ألاغلاق أو التنازل للمالكي والرضوخ له وفي الولاية الثانية المالكي أستغل منصبه وقام بالتسلط على القضاء الذي كان يصدر ألاحكام وفقا لارادة المالكي وتم فتح ملفات لطارق الهاشمي الذي سمح له المالكي بالهروب وكذلك أعتقال حماية رافع العيساوي ومطاردته والذي أشعل يومها نار ألاحتجاجات لدى السنة في العراق وأدى الى قيام أعتصامات شعبية ضد حكومة المالكي وتقديم قائمة مطالب ويومها تدخل عزت الشابندر وأبراهيم الصميدعي لحل الموضوع منطلقين من أن المالكي من النوع الذي يوصف بالوصف الشعبي العراقي (شيمه وأخذ عبائته) وسأكشف لكم سرا أيها ألاخوة وأتحمل مسؤوليته أن المالكي يومها وافق على جميع المقترحات التي قدمها عزت الشابندر وأبراهيم الصميدعي ولكن مقابلة أحمد أبو ريشة له في نفس الليلة جعل المالكي يتراجع عما وعد به الشابندر والصميدعي ويومها قال الصميدعي أن المالكي حطم نفسه سياسيا ولن تقوم له قائمة أبدا وللتاريخ أسجل وأتحمل مسؤولية كلامي والجميع يعرفون موقفي من المالكي ولكن الحياد والمهنية في الكتابة يجب أن يكون موجودا فالسيد المالكي رجل طيب القلب ويعطي ويبذخ ولايحب أن يرجع صاحب حاجة عنده وكان يلبي جميع طلبات من كان يأتي لمقابلته وهويمتلك طيبة قلب ورحمة وشفقة في قلبه ولكن من حطم المالكي حبه للكرسي والمستشارون المحيطون به والذي كانوا فاسدين للنخاع وكانت تسيرهم مصالحهم الشخصية والمالية وكانوا مرتشين من الطراز ألاول وظلموا العباد والبلاد ولاأعتقد أن المالكي كان لايعلم بما يفعله كاطع الركابي أبو مجاهد ولاألاخرين الذين تم تحذير المالكي منهم وخصوصا من قبل طارق نجم (أبو منتظر) الذي ترك المالكي في الولاية الثانية ولكن الذي رسم نهاية المالكي هما حدثان رئيسيان ألاول مجزرة الحويجة التي تم قتل المعتصمين فيها بدم بارد في فجر نيساني ندي وكان ذلك اليوم كارثة بكل المقاييس ولااعرف من أقنع المالكي بهذه الفعلة التي كان يحاول من خلالها أرسال رسالة لاهل ألانبار بأن مصيركم سيكون مشابها لمصير المعتصمين في الحويجة ويومها كتبت مقالا كان عنوانه (السيد المالكي هذا اليوم لايشبه ماقبله) وهاجمت المالكي فيه هجوما عنيفا جراء فعلته في الحويجة التي هي مجزرة بكل المقاييس الانسانية والحدث الثاني هو حادث هروب السجناء المحسوبين على تنظيم القاعدة والذين يناهز عددهم ألالف سجين والذين أصبحوا خلال ستة أشهر قادة لتنظيم داعش ألارهابي ويتذكر جميع القراء الكرام كيف تم تمييع الموضوع حينها وتمت ألاشارة أليه في ألاخبار وهنا لن أكشف لكم سرا وأقول أن المالكي كان على علم بالموضوع وبالذي خطط له والذي ساعد ألف سجين من أخطر ألارهابيين الى خارج العراق وهم كما أسلفت النواة ألاساسية لتنظيم داعش ألارهابي وتتذكرون حينها تزامن عمليات الهروب من سجن الموصل وسجن التسفيرات في صلاح الدين ولم يكن المالكي يعلم أن هولاء سيحطمون العراق وحلمه بالولاية الثالثة وكان شهر تموز عام 2013 شهرا حاسما في تحديد الولاية الثالثة للمالكي ولكن كيف؟ يتذكر جميع المتابعين والقراء كيف كانت السعودية ودول الخليج وحتى السياسيين السنة وأياد علاوي يتعجبون في تلك الفترة من سكوت الولايات البمتحدة ألاميركية على أفعال المالكي وتسلطه ووصلوا مرحلة من العجز بحيث كانوا يصرحون بذلك في ألاعلام والتلفزيونات بدلا من الحديث بذلك في ألاجتماعات المغلقة مع ألاميركان وهذا يدلل بشكل قاطع أن ألاميركان كانوا يسكتون عن أفعال المالكي أن لم نقل أنهم كانوا يشجعونه على ذلك والحالتان سيان لانهم بسكوتهم كانوا بنظر المالكي موافقين على مايقوم به من أفعال ولكن ماذا فعل ألاميركان لكي يسقطوا المالكي؟ في شهر تموز من عام 2013 قام ألاميركان بعقد ندوات نقاشية مع عدد كبير من المختصين بالشأن السياسي العراقي من أكاديمين أجانب وعرب وصحفيين عراقيين وعدد محدود من الساسة في العراق وكانت ألاجتماعات لتقييم الوضع السياسي والشعبي للمالكي وتم عقد الاجتماعات والندوات المغلقة في لندن وأنقرة وبيروت وبعيدا عن أعين المتطفلين وبحلول منتصف شهر أب من عام 2013 وصلت القناعة عند ألاميركان بأنه من الواجب واللازم تغيير المالكي وألاتيان بشخصية سياسية غيره ولكن هنا بدأت ألاسئلة الكثيرة ومنها من هو بديل المالكي؟ وكيف يتم تغيير المالكي أن جائت نتائج ألانتخابات لصالحه؟ ثم السؤال ألاهم ماهي ردود فعل المرجعية الدينية في النجف ألاشرف؟ وكيف سيتم ذلك وأيران تقف بكل قوتها وراء ظهر المالكي؟ والسؤال المهم هو هل المالكي بهذه السذاجة لكي يسلم دفة الحكم في العراق وهو صاحب نظرية أنا القائد ألاوحد وأنا الفائز في ألانتخابات؟ وكيف سيتم أزاحة المساعدين المهمين للمالكي والذي قد يساعدونه في نيل الولاية الثالثة؟ وكل هذه ألاسئلة سنفصلها لكم مع ألاجابات في الحلقة المقبلة وحمى ألله العراق والعراقيين
|