لست نبيا و لكني تنبأت
 
 
     في الوقت الذي خذلنا فيه   إعتماد الماسكين بالسلطة ببلادنا على تطمينات  ومواقف أمريكية وغربية  ،غريبة عن الواقع ، ،شخصناها لهم مسبقا ، بأنها لا تريد الخير لشعبنا وبلدنا  ، تم إحتلال ثلث وطننا من قبل همج رعاع من أرتال الرذيلة .. وأكثر ما كان يؤلمني  أن كثيرا من الأقلام قد سكتت و كنت أرى من بيننا وجوها ِ غزاها اليأس .. حتى صارت لا تستطيع أن تستبشر بأي حلم ، فراحت تزدري الأمل والنضال والتضحية، وتحولها الى مادة للتهكم والسخرية ، بل لا تكل تُبشر بعبثية مقاومة الغازين ، ومن وراءهم .
    نعم لقد شعرت مثل عدد آخر منا آنذاك باننا مُنكسرين، ولكنا لم نكن منهزمين أو يائسين.
     لقد كتبت في حينها بتاريخ 29/07/2014 مقالا  بعنوان :
" أتعرفون بماذا أبشركم .. أيها الداعشيون"
        أنتم تذكرونني بما رواه الأديب الراحل "ميخائيل نعيمة" : ( أن الثيران تنادت يوما يوما للنظر في شأنها مع الأنسان وفي السبيل الى التحرر من نيره . وكان بين الجمع واحد يتوقد حماسة وشعرا، وهذا بهر الكل بحماسته وشعره و أقنعهم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى وأن بابها المخضب بالدماء ، لا يقرع إلا بقرون محصنة بالدماء، وأن لا سبيل اليها إلا بإغتصابها في بيتها . فإتخذوه قائدا لهم و دليلا و مشوا وراءه ، صارخين الى الحرية .. إلى الحرية ، وما زال يهم بهم حتى بلغ بيتا جدرانه وبابه مضرجة ، فقال لهم هذا بيتا وهذا بابه فإقتحموا الباب ولا ترتدوا عنه وإن تكسرت قرونكم وسالت دماؤكم أنهارا، فما كان من الثيران إلا أن إمتثلوا لأمر زعيمهم فتكسرت قرونهم وسالت دماؤهم ، ولكنه في النهاية حطموا الباب ودخلوا البيت و إذا بهم في المسلخ)  ..
     هذا هو مصيركم أيها الجرذان .. أنتم لم تقرأوا التاريخ .. أنتم لا تفقهوا شيئا في الجغرافية و خصوصية و قدسية المكان الذي دنستموه .. ولا تعرفون كم مرة تغول التتر هنا , وكم مرة إضطرم الشرر .
العراق , أيها الأوباش ،كما كتب الشاعر الكبير الراحل كاظم السماوي :
((هو أول الآيات والحقيقة الأولى .. وسر الله والتكوين .. والمآثر القديمة .. إنه محجة الدهور .
هو ذا العراق ، أهة للوجد .. وللحنين .. والدم الفائر في المقلتين .. وللعلى ما إنحنت الرقاب .
يا أيها التتر الأبعدون .. ويا أيها التتر الأقربون .. لقد جئتم لتقتلوا الأطفال والنخيل والأنهار ، لتحرقوا التاريخ والأسفار والأشعار ، لتطفئوا النهار .. لكنكم لن تقتلوا العراق)) ..
أقسم لكم ، يا أيها الآتون للجحيم في أرضنا المحرقة ، لن تقتلوا العراق .. وغدا سيأتي زمنه الأكبر).
    و اليوم حان الوقت لأذكر بأننا لا زلنا على صواب   .. وها هو العراق تحدى عنجهية البرابرة والطغاة الذين من ورائهم ، ليجتث جذور الفتنة ، ويغسل الدم بالدم ، ويضرم جمرات النار بالنار ويعيد لإنساننا كرامته ، وللشعب ما لص منه وما أستلب ، وما ضحى وما عانى منه وما أضطهد من أجله ..ليعود أبطال الجيش العراقي الباسل و الحشد الشعبي المساند له ، هم السادة الشامخون في حياتنا التي نأمل أن تكون قريبا حرة و كريمة  .
    الأبطال الثوريون الحقيقيون هم الذين يحملون بوصلتهم تنام معهم وتستيقظ معهم .. هؤلاء هم من سيغيرون مجرى التاريخ ، ويعيدوا للشعب كرامته ، وللإنسانية ألقها المتوهج .. هؤلاء هم الذين ننحني لهم و نقبل أقدامهم . ، وليخرس كل من جلس منتظرا أن تنزل عليه  بعد ثلاثين عام حسنات و مساندة الطامعين في مسح بلادنا من خارطة العالم .