حرب الانابة والحشد الشعبي والحقائق المرة-الجزء الاول


بالامس نشرت همومي وتساؤلاتي ( احنا وين رايحين ؟؟ ) وبكلمات مختصرة ركزت على اننا عندما ابتعدنا عن اخلاق وقيم ايام زمان ...حلت بنا الماسي والنكبات التي نعيشها اليوم .. والاجابة على هذا السؤال ليست سهلة وبسيطة وانما متشعبة ومعقدة ومترابطة ببعضها ..
بالامس وانا أتابع اخبار المعارك اليومية كالعادة ...احسست بتضارب الانباء بين من يصفها ( كمرة وربيع والبعض الاخر يصفها سودة مصخمة ) كل حسب تعصبه الطائفي او انتماءه اللسياسي ...اما انا شخصيا فقلبي ينزف دما ويضيق صدري هما ..ويخنقني الحزن على وطن سيقسمه الما يخافون من الله الى كانتونات هزيلة ...وشعب ممزق تسوده قوانين الغاب والفوضى ..والمواطنين الابرياء والفقراء هم من يدفع الثمن 
بالامس قرات تصريحات لاحد المعممين من رؤساء الكتل السياسية الدينية ...وهو يصرح ان الكلام والنقد عن الحشد الشعبي خط احمر يجب عدم تجاوزه حتى ولو كان الحديث يتضمن حقائق مرة ومؤلمة ..فتوقفت مليا متفكرا عند هذا التحذير ..انطلاقا من المقولة التي تقول ( رحم الله من جب الغيبة عن نفسه ) ...(والجلوس على التل اسلم )..
ولكني وجدت ان السكوت عن الخطأ او السلبيات في مواضيع حساسة كمصير الشعوب او حياة البسطاء من الناس او الاستهانة بالثوابت والمسلمات في القضايا الوطنية والقومية والدينية ...امر غير لائق وغير مستحب وحتى ولو كان الحديث يتعلق بالحرب الدائرة او القوى المسلحة المشاركة بها سواء كانت نظامية او مليشيات شعبية ...فللحروب كما درسناها قوانينها وقواعدها ولابد لمن يريد تحقيق النصر ..ان يؤمن عناصر الفوز والنصر وقبل المشاركة في الحرب ..وهدف النقد البناء ليس للاساءة كما يتصور البعض وانما للاصلاح
بالامس سمعت قصة حدثت واقعيا ومن شاهد عيان وثقة ومطلع ان جارا له ومن عائلة معروفة ( ثبت انه لص وحرامي بالتعبير الشعبي ) تسلق هو وشقيقه وصعدوا على سطح جارهم بحجة معروفه عنهم في المنطقة وهي لمسك طيرهم الذي طار ووكر على الستارة ...
وفي الحقيقة الغاية منهذه الحجة يعرفها الجميع ليسرقوا ما موجود في السطح وما خف حمله ..وعندما لم يجدوا سوى النانو ستيشن الخاص بالانترنت ...سرقوه ...ومن حسن الصدف وسوء حظ الحرامية ان كاميرة المراقبة وشهود العيان قد سجلوا الحادثة ووثقتها كاميرا منصوبة فوق السطح ... ومما المني سماعه ليست الجسارة والتعدي على حرمة الجيرة فقط ...وانما يقال ان هذين اللصين ينتسبان للحشد الشعبي في المنطقة ( كما يشاع ) والادهى والامر انهما على صلة قرابة قريبة جدا من رئيس المجلس المحلي للمدينة ...اي الرئيس الاعلى للسلطة التنفيذية في المدينة والوحدة الادارية كلها ...والمسؤول الاول عن الدفاع عن حقوق الناس وامنهم وامانهم يدغلص ..ولكن للاسف تاهت الحسبة ..
وهنا سالت الرواي لم لم تتصلوا بالزعيم المفدى وحامي حمى الديار واخباره بما فعل اقرباءه المقربون من اعتداء صارخ وغير اخلاقي على جارهم ...اجابني بانه اخبروه ولكنه لم يحرك ساكن ...ودغلص ..
وهنا سالت الراوي مرة ثانية لم لم تشتكوا على اللصوص وعندكم البينة والفلم المصور ...اجابني بحسرة والم يائس ومر ...توجد تجربة سابقة ...حدث قبل عدة شهور ومع نفس الشلاتية ...ان دقوا الباب على جار لهم اخر وايضا بحجة الطير ..وصادف ان خرج عليهم شاب صغير رفض ادخالهم لمسك الطير كما يدعون لعدم وجوده على السطح ويعرفهم حرامية ..فحدثت مشادة وصاحبها اطلاق نار في الهواء ...والغريب بدلا من ان يتدخل الزعيم المفدى لاصلاح ذات البين بين جيرانه ..اصدر اوامره لالقاء ابناء الحيران بالتوقيف وبعد الفصل العشائري اطلق سراحهم ...وهنا توقف وسحب نفسا طويلا من سيكارته ونفثه في الهواء بحدة وعصبية ...وقال ليش هو اكو حكومة حتى تشتكي ؟؟ ليش اكو واحد يحترم الجيرة والحقوق ؟؟؟ هاي كلها راحت وي اهلها ايام زمان ...
عمي ذولة ناس بازعتهم الارض ...هم بلا حشد شعبي هله هلة ...زين هسة وصاروا بالحشد ولبسوا الخاكي وشالوا الكلاشنكوف ... بعد منو يكدر يحجي وياهم .؟؟. هذا يعني جيب ليل واخذ عتابة ...خليها على الله هو ياخذ حقنا منهم .... لان الله يمهل ولا يهمل .. وذوله الشلاتية والسرسرية (وحتى لو كان عددهم قليل قياسا للمخلصين من الوطنين ) يسيئون للحشد وللمقاتلين الشرفاء الحقيقيين ويشوهون سمعتهم كما يحدث حاليا ...ولكن وكما تعلم الاخضر يحترك بسعر اليابس ...وعلى السؤولين بالحشد غربلة وفرز الطيب عن الخبيث وقبل الدخول في اي معركة ...لان هؤلاء كالعثة ينخرون الامن ومن الداخل وبدون ان تميزهم وتحس باذيتهم ..المفروض بالقيادات التركيز على النوعية وليس العدد والكمية ...ولكن للاسف الكتل السياسية تهتم بالعدد اكثر مما تهتم باخلاص المقاتل للقضية التي يقاتل من اجلها .. وامل ان لايزعل قادة الحشد من هذه الطائفة او تلك من نقدي هذا ..وفي مقدمتهم السيد رئيس الكتلة ..صاحب الخطوط الحمراء ...
اكتفي اليوم بهذا الحديث لكي لا اطيل عليكم ..وليست الغاية الاساءة لرسالة الحشد الشريفة والنبيلة والمقدسة ... ولكن هذه النماذج الشريرة والسيئة تسيء وتشوه السمعة اكثر مما تنفع وثقوا بالله هي لن تقاتل ولن تصمد بالمعركة ... كما لو كانت قطرة من الدم فانها تتلف طن من الحليب ان سقطت فيه ... 
وغدا للحديث تكملة ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا