كومة الرعب!!*.. بقلم/ د. صادق السامرائي

 

 

كوْمَةُ الرُعبِ التي قد أوْرَدَتْ

سوءَ نفسٍ وبشَرٍّ أوْغلتْ

 

ثمّ شاءتْ  كيفما شاؤوا لها

بانتِ الأضدادُ والباءُ انْمَحَتْ!!

 

تسْألُ الأيامُ عن أخبارِها

قلْ تنامتْ ولأمٍ مَزّقتْ!!

 

ولشعبٍ ولدينٍ واضحٍ

ولروحٍ لضلالٍ عاقرَتْ!!

 

فبدى النورُ لهيبا حارقا

وإذا النيرانُ فينا سُجّرَتْ!!

 

يا صدى الإدراكِ في فيضِ العُلى

قبضةُ الرعبِ علينا أحْكِمتْ

 

كومةً نبفى وريحٌ قد عَتتْ

سوفَ تذرونا وعنّا ما نأتْ!!

 

جاءَنا الرعبُ شديدا صاعقا

يُلفِظُ الأيامَ فينا ما ازْدَرَتْ!!

 

فتهاويْنا وعِشنا كوْمةً

تُعلِمُ المجهولَ عن أرضٍ خوَتْ!!

 

وبها هِمْنا وتاهتْ روحنا

فرأتْ شيئا ولكنْ ما رأتْ!!

 

وكذا الضادُ حزينٌ بائسٌ

وحروفٌ بكتابٍ أُهْمِلتْ

 

هلْ تخنْدقنا بترسٍ أصْلدٍ

ونُهانا ما بعَصرٍ أبْصَرتْ؟!!

 

إنّ يَحيى عاشَ يَحيى مُشرقا

زادها نورا وفِكرا فارْتوَتْ!!

 

ما تراخى , بل وعاها حاذقا

وأتاها , وأراها ما أتتْ!!

 

لا تلومَنَّ صَبيّا عاشقا

أوْهنَ الحُبّ حَشاهُ فاهْترَتْ!!

 

فغدا روحا طليقا هائما

يَسألُ الخلاّقَ عنها هلْ سَمتْ!!

 

قد تناجى الروح أو روحا دعى

فتقدّتْ وتواصَتْ واقتدتْ!!

 

يا نشيدَ الرُعبِ , يا لحنَ الصدى

يَكتمُ الجذرُ غصونا إحْتفتْ!!

 

بُهِتَ الصدّ وشاكَ المُلتقى

غارتِ الأفياضُ فينا واشتكتْ!!

 

كاللّقى صرنا ونَلقى ما بنا

ما لُقينا بل رؤانا ألقِيّتْ!!

 

ضَبَحَتْ خيلٌ ونفسٌ ضُبِّحَتْ

وكذا الأضواءُ دَمْسا داهَمتْ!!

 

 لا نقفْ , لا نتوقّفْ , إنّما

سوفَ نمشيها وإنْ شاءتْ وَعتْ!!

 

 

وهبَ السوءُ نفوسا أُمِّرَتْ

فتباهتْ , لهداها شاكستْ!!

 

فاضتِ العينُ ولكنْ أمْطرتْ

دمعَ إدراكٍ , أراها ما بَكتْ!!

 

يا فريدَ الوعيّ أو وعيَّ الذي

إنْ وَعاها قد دَعاها فاسْتوتْ!!

 

يُلهمُ الإدراكُ إشراقَ الرؤى

جوهرَ المَعلومِ أنّى أوْجَدتْ!!

 

فتسامتْ ومضةٌ في فيْضها

تدركُ الإدراكَ ذاتٌ أدْركتْ!!

 

مَوجَة الإمعانِ قادتْ مُزْنِها

وعلى الخلقِ رحيقا أوْبَلتْ!!

 

فتهادى الوعيُ في أفلاكِها

وأتاها ذات يومٍ أغبَرتْ!!

 

كومةُ الأحلامِ يذروها النوى

وغضاها في ربوعٍ أُحْرِقتْ!!

 

قد وَهبْناها لوحشٍ سابغٍ

أنشبَ الأنيابَ فيها فاخْتشتْ!!

 

وتناهتْ كرمادٍ صامتٍ

نبضاتُ الروح مِنه انْبثقتْ!!

 

عِلّةُ المصفودِ , أنسٌ أسرُهُ

كلّ نفسٍ لهواها أذعنتْ

 

فرُعِبنا وارْتعبنا حالما

غادَر العزُّ ديارا أقفرتْ!!

 

يا هدى الإنسانِ في جَمر اللظى

ألهبَ الجمرُ نفوسا أُخْمِدَتْ

 

فاعْطني كأسا لذيذا سائغا

إنّما الروحُ بنورٍ إنْتَشتْ!!

  

*مهداة إلى الأستاذ العالم الجليل الدكتور يحيى الرخاوي مع التقدير.