لبيك يا رسول ...على الفساد

في تكريت هنالك تجسدت معركتين ,معركة الفكر ,ومعركة الموقف ,بين فكر مستقيم ينير الطريق ,فكر يقوده الحشد الشعبي والقوات المسلحة والأمنية وكل الأحرار الذين يرفضون منطق الذلة والهوان ,يؤمنون بالقيم الإنسانية ويريدون تحرير الناس من براثن الظلم والجور والطغيان ,فكر يريد الخلاص للمجتمع من العبودية والاستعباد ,يريد بناء دولة تحترم الإنسان لإنسانيته لا للونه ومعتقده ودينه ,وفكر في الطرف الآخر هو الإرهاب تمثل بداعش ,ينتهج القتل والدمار واستباحت الدماء وانتهاك الأعراض وسيلة وغاية للوصول لإقامة الخلافة الدموية الإسلامية ,خلافة قائمة على الموت الذي ينتشر في الطرقات والأزقة وبين الشوارع ,انها الشريعة الجديدة التي جاؤا بها ونحن نعيش في القرن الواحد وعشرين ,اي منطق هذا الذي يسمح بقتل الناس لأنهم لا يؤمنون بأن بهذه الخلافة الخرافة ,وأي دين هذا الذي جاء ليعيد العبودية ويحقر من قيمة الإنسان , لقد سجل العراقيين الانتصارات والبطولات والملاحم في معركة لبيك يا رسول ...الله ,لأن هنالك صفاء في الموقف والرؤى وتناسي للخلافات والسجالات السياسية ,الهدف المهم والاهم هو كيف يمكن إيقاف هذا الإعصار المدمر ,كانت الانتصارات تؤكد جميعها ان النصر يأتي عندما تتحق الإرادة والإصرار والعزيمة وهذا هو الدرس الذي استفدنا منه ,فبدون الإرادة لن يكون هنالك نصر,والإرادة هنا التضحية بالنفس والجود بها ,والثبات على الموقف دون النظر للمكاسب والمغانم ,والتاريخ موجود وحاضر سيكتب بدون خوف وتردد لمن باع قيمه ومبادئه ,لقاء ثمن بخس ,ثمن سيلحق العار بأهله وبأولاده وبتاريخه ,الموت في سبيل قضية تستحق الموت والشهادة أفضل من الموت في سبيل قضايا كثيرة ومتعددة ليس لها قيمة ومعنى ,لقد كسرت شوكت الإرهاب ب(14) يوم في تكريت ,والعالم والمجتمع الدولي ,والتحالف الدولي يقول ان الحرب تستغرق (3-4) سنوات والساعة والحسابة بتحسب كم من المال سيستنزف العراق طيلة هذه المدة ,نريد معركة جديدة اسمها (لبيك يا رسول الله ...على الفساد) معركة يخوضها المصلحين على المفسدين والمرتشين والبيروقراطيين في الوزارات والمؤسسات والدوائر ,هنالك داعش آخر يختبئ بلثام وبوجه جديد هو الفساد ,حتى تستمر الانتصارات علينا ان ننتصر ضده ,وباليات

حديثة ومهنية وموضوعية ,نحاسب ,ونتابع ,ونراقب ,ونتحقق ,ونرصد الخلل ,أينما وجد ,ونغير ,ونصلح المنظومة الإدارية والمالية وبطرق بعيدة عن النمط التقليدي,ونقدم للعدالة اي مسيء مهما كان انتماؤه السياسي والحزبي ,فالمعركة ليست بسهلة ,فهو الجهاد الأكبر بعد الانتهاء من الجهاد الأصغر,هذا الجهاد هو الذي يبقي الانتصار ويجعلنا نستشعر بلذته وبعنفوانه شموخه ,العدو يغير إستراتيجيته طبقاً لطبيعة النصر المتحقق في ارض المعركة ,التراخي والتباطىء سيدفع بالإرهاب لأن ينتهز الفرصة ,اليقظة والحذر هما العاملان اللذان يبقيان رصيد النصر مرتفعاً .