اعترافات داعشي متمرد

كنت قد قرأت قصة قرة العين، وقرأت قبلها الحركات الاخرى التي رافقت الخلافة الاسلامية المتعددة، وقررت انني لايمكن ان استمر بايماني هذا بدون تجديد، الكثيرون يقولون انها حركات متطرفة ، لكنني اعتقد انها حركات يجب ان تظهر، لتعيد للدين القه الذي اختفى بسبب عوامل الوقت، وربما لم تكن حركات التاريخ متطرفة، وانما بدأت كثورة ومن ثم تدرجت نحو التطرف حالها حال الدين، واي فكر آخر، لا ادري لماذا اخترت داعش، لانني علمت ان القاعدة انتهت، وقد سحبت اميركا يدها منها، ولا اعلم بعد ان داعش صناعة من، ولذا كنت اؤثر ان ادخل في خلال فكر متطرف للاطلاع وربما الانجذاب، حدت بي فكرة ان اكون حشاشا من الحشاشين، او درويشا من الدراويش اذهب الى الله، ولاتهمني الوسيلة كثيرا.

القتل ليس سيئا، وكأنك تمتهن مهنة الجزارة وتذبح وفق الطريقة الاسلامية بيدين نظيفتين، ترى احلاما مزعجة في بداية الامر فينصحك الشيخ الاكبر بان تتوضأ وتنام وينتهي كل شيء، عشت في اوربا ورأيت حجم التشوه الاخلاقي، حتى انني كنت جالسا مرة في حديقة عامة، وجاءت فتاة مع صديقها، وبدأ الاثنان يمارسان الجنس امامي، وبمجرد اني نظرت باتجاههما، ارادت ان تتصل بالشرطة، وهذا الامر يعد جريمة انا ارتكبتها، كانت تجلس على ركبتيه وتلهث كأنها بقرة اتعبها الجري، انفها يتخذ عدة حالات انفتاح وانغلاق، وكنت في النهاية انا من اساء الادب لانني نظرت باتجاههما.

كنت ابحث عن مخرج من هذه الحياة البليدة التي يحياها الشعب هناك، وكانت داعش هي نقطة انطلاقي نحو عالم حر رحب، يوفر لي الايمان الذي كنت ابحث عنه في طيات التاريخ السحيقة، نزلت في تركيا وترددت على مسجد معين، حتى اتصل بي احدهم، ونقلني الى نينوى، لم اكن معجبا بالمذهب الجعفري، فقد راقبت هذا المذهب عن كثب ورأيت انه لم ينتصر منذ قضية الحسين وحتى الآن، وازعجني كثيرا استعانته بالحركات الخارجية التي طالما نشأت في ايران، لم اكن معجبا بصمت هذا المذهب تجاه احداث تاريخية كثيرة، لكنني مع هذا لم اذهب بعيدا في ابادة هذا المذهب كما اراد ان يفعل صلاح الدين الايوبي.

وجدتهم سلبيين في مواضع كثيرة، سلبيين حتى في دفاعهم عن انفسهم، المعتزلة كذلك، كانوا سلبيين يبحثون عن العقل والتعقل، وانا ارى ان هذا العالم مجنون، اردت ان اتعرف على حركة تبيح لي ان انتقم من الحضارة الاوربية والاميركية ،

اردت ان اغير شكل خارطة وطني بخلافة اسلامية كبرى، اعيد ماضاع منه على مر التاريخ، والخلافة الاسلامية افضل مشروع لاعادة ماضاع ولاندماج من تفرق من هذا الوطن الكبير، لكنني مع هذا لم ارد العودة الى الاساليب الاولى في القتل والقتال، حضرت الخطبة الاولى للخليفة، وطلبت ان اناقشه في امر الخلافة، وانقياد الحركة باتجاه السلف وماكان عليه، واول هذه الامور كانت الازياء التي جعلت من الحركة موضع تندر ونكتة.

كنت اود ان يكون اللباس الرسمي، لباسا عسكريا، يوحي اننا ننتمي الى وطن بعينه ونحمل رايته، وكنت اتمنى ان تتمتع الحركة بروح اسلامية حقيقية وترفض الاعمال التي قام بها البعض في مرحلة الرسالة الاولى، لا ان تكون سنة ثابتة يحاول تقليدها الآخرون، لم يكن الخليفة متفهما، وحاول انهاء الحديث بسرعة كبيرة، فغادرت احمل على كاهلي، حجج الخليفة الواهية والتي تصب في اننا نسخة اخرى للسلف، وعلمت ان هذه الدولة لاتقوم مهما قدمت من تضحيات، كنت قد سئمت من القاعدة وطالبان، كرهت منصب ابن لادن، واكره دور المرشد الذي يتربع فوق عرش البلاد بلا منصب محدد، وكأنه نبي او رسول.

كان اشد حرجي من سلوك داعش في تحطيم شواخص الشعوب القديمة، واكثرها ايلاما الآثار والقبور، ازاحة شواخص القبور التي اعتمدها داعش تقليدا لمحمد بن عبد الوهاب، وهذا يعني انك تتنازل عن كل معاصرة في سبيل العودة الى ازمان متخلفة، لم اكن متخلفا بهذا الشكل، اما القشة التي قصمت ظهري، فهي الاحاديث المتداولة ماقبل النوم، جميعها تنمي انني انضممت الى مجموعة من قطاع الطرق، يشبهون اللصوص والقتلة بزي قديم وفكر قديم غير قابل للنقاش، هذه السبية لي وساتمتع بها الليلة وابيعها غدا، اهذا مانريد ان نثبته للعالم، ونحارب به الحضارات الاخرى، اختصرت شهرين حذفتهما من عمري واقفلت ذاكرتي بوجه التاريخ.