طحين أبو عزرا .. خارج سرب الحشد الشعبي المقدس ... هل هو ظهور ساذج ؟ ام ظهور مُمنهج لأيصال رسائل داعشية الى الغير



 الحشد الشعبي يمثل جذوة نور لنفق طويل مظلم لسنوات عجاف مرت بتهميش وتسقيط وظلم طائفة مساحتها كبيرة ونفوسها الأكثرية وقد جاء بفتوى الجهاد الكفائي بدون إعداد عسكري أو تدريب بدني تحدوهم الرغبة , التحم فيه الكهول والشيوخ والشباب استجابة للنداء وعشقا للتضحية..في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات وتحرير الارض العراقية من هذه الهجمة البربرية الوحشيــة فتحركات وتصرفات الحشد الشعبي اليوم هي صورة انعكاس للتشيع فهو يختار أي صورة يرسلها الى العالم وليس الى العالم الإسلامي فقط بل الى الإنسانية بأجمعها التي تعاني الظلم والقتل والتشريد وان كانت الحصة الأكبر من هذه المأساة موجودة في الساحة الإسلامية والعربية ... وعندما يُسلَّط الضَوء على هذا المَشرُوع وبطبيعته يكون مُضاد لمشاريع وأجندة عملاقة تمت حياكتها بنسيج الخيانة والغدر في ليل بهيم ،تبدأ مواجهته بكافة الإمكانيات المتاحة والوسائل المتوفرة والمعدة سلفا من قبل هذه الأجندة ...وهذا يحتم علينا وقفة جادة وإدراك ما يجري وما يحدث فأن صناعة الوعي ترتبط الى حد كبير بالمسؤولية الإعلامية في عصر صار الإعلام هو المسيطر على صناعة العقول ويلوي مصائر الشعوب فيكون كل مشروع او هدف بين يديه كالدُمية يقلبه كيفما يشاء وحسب أجندته.. الاعلام الغربي المرتبط بتلك المشاريع يبحث عن (أسامة بن لادن ) او (زرقاوي) او (بغدادي ) شيعي يحمل السكين ويظهر للعالم جرائم شيعية بحق اهل السنة فظاهرة ابو عزرا التي انتشرت مؤخرا على وسائل الاتصال الاجتماعي مرورا بالصحف العراقية الى الصحف العالمية الى ترديد كلمته "الا طحين" في مختلف البلدان الاوربية والاسيوية تثير الشك والريبة وتجعلنا نفكر بعقلية المؤامرة ضد الحشد الشعبي ... وان اعتقدنا ان ظهوره لم يكن مدروساً ولكن وسائل الإعلام الغربي تستغل الصور والمشاهد الغبية التي نتبجح بإظهارها على وسائل الاعلام بعد أن اصطبغ أهل السنة بصبغة الارهاب بفضل داعش وقبلها تنظيم القاعدة لابد الآن من إعطاء صورة إرهابية عن الشيعة خصوصاً بعد أن أثبت الشيعة أنهم مسالمون ومظلومون وبعيدون عن المفخخات والأحزمة الناسفة وبالتالي فالمطلوب هو إعطاء صورة مشوشة وأرهابية عن كل الاسلام ومنع تعاطف المجتمع الغربي مع أي طائفة (مسلمة) ...وبذلك احراق ورقة التشيع وركوبه سكة الاسلام الارهابي الذي لا يعرف الا الدماء وقطع الاعناق سواء كان انتصارا او ثأرا لمظلوميتهم وحتى لو كنا على حق في قرارة انفسنا .. وهذا السيناريو قد تم تنظيره على يد المفكر الصهيوني البريطاني المولود سنة 1916 ولازال حيا الى يومنا هذا فقد جنّد نفسه لدراسة المجتمع الاسلامي من الداخل والخارج ونظّر بشراسة تجاه الكيد له بأعتبار العرب والمسلمون مجاميع من البربر لا يستحقون الحياة وانهم الخطر الحقيقي على الغرب وحضارته وان استعمارهم وتفتيت بلادهم هدف لا يقبل المساومة ..ومن ثم الانتقال الى الغرب لأعطاء صورة مشوشة ومنتهية الصلاحية عن كل الاسلام بعد زج اسم التشيع واظهاره بفأس وتهديد ابو عزرا واظهار الصورة الكاملة عنه بأطلاق لحيته ومصطلحات تهديده ووعيده وذلك لسد الباب امام أي طائفة من الغرب او الشرق لتتعاطف مع أي طائفة اسلامية لماذا نساعدهم في اعطاء مقارنة بين الداعشي والشيعي المقاتل وتشويه صورة المقاتل الشيعي الذي انطلق من الجنوب ليدافع عن تكريت وديالى والموصل المقاتل المقدس الذي يحمل الانسانية ويحمل توصيات مرجعيته وقادته وتعاليم اهل البيت سلام الله عليهم لماذا لم تنتشر صور الرأفة بالسكان والحفاظ على ممتلاكتهم وصور سقي تلك المزارع التي كادت ان تموت عطشا لماذا لم تنتشر صور التلاحم والترحيب بمقاتلي الحشد الشعبي وان من ثوابت المقاتل الشهم تعذيب الاسير واذلاله ليس من الرجولة في شيء ولا من اخلاق الشجعان الابطالوبهذا يجب التفريق بين صورة السفاك المجرم الجبان والذي يحمل طباع الوحوش وبين الشجاع النبيل المغوار والذي يحتفظ بإنسانيته وحتى لو كان ابو عزرا وغيره لينشر انسانيته وان يطبق تعاليم اهل البيت والابتعاد عن هذه الترهـــات التي تجرّ النار الى الحشد والدفاع المقدس والى المذهب وما تبقى من اسلام محمدي اصيل