نوّاب أم دُعاة فتنة؟

 

 

من اهم واجبات البرلمانيين هو تشريع القوانين، إضافة الى مراقبة أداء الحكومة٠ والبرلماني باعتباره يمثل صوت الشعب، يجب أن يكون نموذجاً يُقتدى به، لا أن ينسى أو يتجاهل مسؤولياته ويتحول الى إنسانٍ فوضوي، يركض تارة وراء الشائعات أو يخلقها بنفسه تارة أخرى، أو يكون سبباً في إثارة الأزمات والفتن في المجتمع٠لكن يبدو ان بعض البرلمانيين العراقيين لاشاغل لهم سوى التهريج وبث الفتن بين أبناء الشعب،دون التفكير بالعواقب السلبية لتصرفاتهم٠ حديثي هنا عن بعض النواب وعلى رأسهم النائبة عالية نصيف والنائبة حنان الفتلاوي٠

بالنسبة للنائبة عالية نصيف، فان شغلها الشاغل هم الاكراد٠ تصرف معظم وقتها في نشر الشائعات والأكاذيب عنهم٠ كلّما سمعت شائعة عن السياسيين الاكراد، راحت تُطبل وتُزمّر وتطلق التصريحات الاستفزازية والنكرة والتسقيطية ضدهم٠ كلنا يعرف ان الانسان العاقل يتأكد من أي خبر يسمعه أو يقرأه قبل أن يبدي رأيه أو يتخد موقفاً إذا أقتضت الضرورة٠

قبل فترة نُسب الى السيد فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة قوله:(( كركوك لن يدخلها المعدان)). السيد الاتروشي نفى إدلائه بذلك التصريح وطلب تحديد الجهة التي صرّح لها،إلا ان النائبة نصيف وفور سماعها بالخبر، أقامت الدنيا وأقعدتها، بل وجدتها فرصة للتهجم على الاكراد والنيل من رموزهم السياسية٠كما ان العنصرين من الكُتّاب الذين يدورون في فلكها، وجودوها بدورهم فرصة ذهبية للتشهير بالسيد الاتروشي وبالشعب الكردي أيضاً٠

يقول سبحانه وتعالى: ياأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا٠فالفاسق منحرف، لاينبغي أن يُأخذ بكلامه على انه صحيح٠هذه الآية الكريمة يحتاجها أكثر مايحتاجها أصحاب المناصب، ولكن لاحياة لمن تنادي٠

لنفرض جدلاً ان الاتروشي صرّح بذلك التصريح٠ ألم يجدر بعالية باعتبارها عضوة في البرلمان وتفهم الدستور حسب ادعائها، أن تتأكد من صحة الخبر قبل أي شيء؟ لو كان الخبر صحيحاً، فكان عليها إن شاءت تقديم شكوى ضد الاتروشي في المحاكم، سالكةً بذلك الطرق القانونية، لا أن تذهب الى الصحافة وتثير مشاعر الناس ضد الاكراد وتبث الفتنة في المجتمع٠ عالية لم تسلك السلوك القانوني وذلك لعدم توفر الدليل على التصريحات المنسوبة للاتروشي٠ ثم لماذا تثيرها وتستفزها كلمة المعدان؟ أو ليسوا عرباً وعراقيين؟ المعدان كثيرون في العراق وهم يفتخرون بمعدانيتهم ولاينزعجون أبداً من هذه التسمية٠ لكن السيدة عالية تريد أن تتجرد من أصلها٠ ليس عيباً أن يكون الانسان من المعدان، لكن العيب لمن ينكر أصله٠

أما النائبة المهرجة والسيئة الصيت، حنان الفتلاوي٠٠٠٠الله ليكثّر من أمثالها وأمثال عالية نصيف، فانها لاتترك مناسبة إلا وهاجمت الاكراد وقادتهم، لانهم أصبحوا شوكة في عيونها ومن هو على شاكلتها من العنصريين٠ أحد الكُتّاب وصفها بالقرج٠ وكان في الواقع وصفاً مناسباً ﻹمراةٍ مثل حنان٠ أشد مايحزنها أن تسمع شيئاً ايجابياً عن الاكراد٠ والويل اذا وصلت مسامعها شائعة ضد الاكراد، فانها تباشر باستخدام مابجعبتها من شتائم، وهي متفننة بذلك٠

هذه النائبة التي تذرف دموع التماسيح على الفقراء والمحرومين وتجيد التمثيل على الشعب وتستغل قضاياه، مثل مجزرة سبايكر، إنفضح سرها أخيراً٠ هذه النائبة البسيطة والمتواضعة، تبيّن انها تملك عقارات كثيرة في أربيل التي تهاجمها يومياً في تصريحاتها المتكررة والمملة٠

ليس جريمة أن يملك الانسان عقارات أو تكون له أموال في البنوك إذا كان قد حصل عليها بطرق مشروعة يجيزها القانون٠ السؤال هو: كيف استطاعت الفتلاوي أن تجمع كل هذه الثروة في غضون سنين قليلة؟ فمن أين لك هذا ياحنان؟ ولماذا تلتزمين الصمت حيال هذا الموضوع؟

يكفي ياحنان متاجرتك بالمحرومين! يكفيك المتاجرة بدماء الناس ومشاعرهم من أجل مصالحك وأهدافك الشخصية٠ يكفيك كل هذه الثرثرات الفارغة٠

المصيبة ان بعض الكتاب الذين يعيشون في خارج العراق وبالتحديد في الدول الاوربية أصبحوا أبواقاً لحنان الفتلاوي٠ يفتحرون بعلاقاتهم الشخصية معها وهم على اتصال دائم معها لتزودهم بالشائعات والاكاذيب عن الاكراد، أذكر من هؤلاء المدعو أياد السماوي الذي يكيل بالشتائم للسنة والاكراد، بل لايرى شريفاً على حد قوله بين السياسيين الشيعة إلا المالكي وحنان الفتلاوي!!!! يالهذه المصيبة٠ والاخرون على شاكلة السماوي هم صائب خليل، حسين حامد وعبد الصاحب الناصر الذين يبثون سمومهم من خلال صحيفة الاخبار والذين تجمعهم ثلاثة أشياء: الدفاع عن الفتلاوي والتغني بها وذلك لارتباطهم بها ومصلحتهم معها٠ يعني بالعامية٠٠٠انطيني ونطيك،التباكي على سيدهم نوري المالكي، وأخيراً حقدهم الكبير على الاكراد٠

لماذا لم نسمع من عالية وحنان وهؤلاء الكُتّاب الذين أشرت اليهم، أي ردة فعل تجاه تصريحات مستشار الرئيس الايراني لشؤون القوميات الدينية علي يونسي الذي قال علانية: ان العراق ليس جزءاً من نفوذناالحضاري فحسب، بل من هويتنا وحضارتنا ومركزاً وعاصمة لنا؟

أين أختفت أصوات هؤلاء المخانيث الذين يتحدثون عن السيادة وقدسيتها؟ المسألة واضحة ولاتقبل الشك٠لان التصريحات آنفة الذكر صدرت من أسيادهم٠ هؤلاء لايعارضون أن يقود الحشد الشعبي والقوات العسكرية الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري الايراني، وكأن العراق يخلو من القادة العسكريين! لكنهم في نفس الوقت يستاؤون من ذهاب البيشمركة لمساندة اخوانهم في كوباني٠ يعني عليَ حلال وعليك حرام!!

هؤلاء ينادون بالحق ويقفون مع الباطل٠يدافعون بشدة عن الدكتاتور بشار الاسد الذي دمّر بلاده وشعبه٠ يالهذا الانحطاط الاخلاقي والسياسي٠ هؤلاء ليسوا نواباً أو كتّابا، وإنما في الواقع دعاة فتنة٠