علي بين محنة أقواله ,وأفعالنا وسلوكنا

فكر الإنسان العظيم يصنع القلوب والنفوس العظيمة ,لقد ترك فينا علي العدل والمحبة والتسامح والموقف والتضحية والفداء والإباء والعلم ,شواخص كبيرة ,وشواهد كثيرة ,غرس فكره بعمق في وجداننا وضميرنا ,علي الذي تكالب عليه الطغاة على شتمه وقذفه بكلام بذيئة على منابر الدين ,منابر الرحمة التي كان رسول الله يوصي المسلمين بمحبة اهل بيته ركن من أركان الهدى والاسلام ,علي الذي قتل في محرابه وهو يقول فزت ورب الكعبة ,وأهل الشام يقولون عنه أو كان يصلي في المحراب ,علي الذي يبكي ويقول لقد أنزلني الدهر وأنزلني وأنزلني حتى قالوا علي ومعاوية ,علي الموقف ,والصبر,واعني الموقف ذلك الذي تحدى العالم به وقاتل كل من خرج عن الدين الإسلامي وأراد ان يأتي بدين جديد (خوارج ) وتعاليم ليس لها علاقة برسالة السماء والصبر صبراً على أقزام قوم لا يطيعونه ,وإذا أردت ان تطاع فطلب المستطاع ,يطيعون علي في حال أغدق عليهم بالمال وفرقهم عن الاخرين في الخراج ,وجعل هنالك طبقية في المجتمع ,يقرب سين ويبعد صاد من المسلمين ,هذه وغيرها لا توجد في قاموس ومنهجية علي, نحن نكتب عن مآثر الأمام علي (ع) ومقولاته ,في كتاباتنا ,ونتحدث عنها في ندواتنا مؤتمراتنا ولقاءاتنا ,وماذا بعد ؟ علينا ان ننتقل من القول للفعل ,فعل في محبتنا وصدقنا وتسامحنا ,وشجاعتنا في موقف الحق لا نساوم ولا نهادن عليه,حكماء في قرارنا ,الصبر عنوانا ,والبساطة والتواضع منهجنا وسلوكنا,ووووو,بما فيهم حتى أنا المتكلم انه صراع بين أن نثبت للعالم أننا ننتمي لعلي وعلي ينتمي للإنسانية جمعاء ,صادقين في أقلامنا مؤتمنين عليها غير مستعدين لأن نلوثها في الكتابة بأن نمتدح طغاة ومستبدين ومنافقين ,فهم أكثر خطراً من المشركين ,فالمشركين واضحين لا يخفون تحت عباءتهم أي نوع من المراوغة والتلون في خطابهم فطريقهم واضح فهم أصحاب كلمة واحترام الكلمة جزء من هويتهم ,والمنافقين يظهرون لنا النصر ونبتلي بالهزيمة ,يدعون الأيمان بالله وهم

عبيد لأشخاص ,وأفعالهم منافية لكل الأعراف والقيم الإنسانية ,المشركين لا يعرفون ثقافة سكاكين الطعن من الوراء ,المنافقين سجيتهم الغدر,حبنا لعلي يجب ان يتحول لسلوك فعلي نعمل به في حياتنا ونجعله سلاحنا ,صادقين مع ذاتنا متصالحين معها ,وفي معاملاتنا مع الناس دون النظر لهوية المتعامل ولونه وانتماؤه ,ان التصرف بشكل غير حسن بإعمالنا ,هو إساءة لعلاقتنا مع هذا العملاق والرمز الشاهق , ولعل الأهم في هذه العلاقة هو الابتعاد عن الازدواجية في سلوكنا وقراراتنا ,علي كان لا يحب المكر والخداع والغدر بالآخرين وأن كانوا الأعداء فما بالكم بالأصدقاء ,قول الإمام الصادق (عليه السلام): (معاشر الشيعة كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، أحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول) ,متسامين فوق الأحقاد والضغينة محبين للخير كما نحبه لأنفسنا .