وعدوني بالجنة – داعش أم مفاتيح الخميني ؟ |
إن الجنة التي وعد الله سبحانه وتعالى آدم وحواء بالبقاء فيها كانت مهداة لهم منذ البداية لأنهم كانوا بلا ذنوب ، ولكن حينما حدثت المعصية ، حيث وقع آدم وحواء بفخ إبليس فأكل التفاحة المحرمة ، تمت معاقبتهما على فعلتهما بالعصيان ، فأنزلا للأرض ، ولا زال النسل البشري يخطأ ويخطأ ، ويتحمل المعاصي ، ويدفع الثمن قسطاً بعد آخر . ولكن السؤال المهم الذي يخطر ببال أي أحد ، وهو أن في الجنة ملك من ملائكة الجن أسمه إبليس خالف ربه ولم يسجد لخلق الله الجديد ( آدم ) وأتخذه عدواً منذ البداية فأغواه حتى أوقع به ، وحصل ما حصل ، ولكن نحن البشر جميعنا في الأرض التي كانت ولا تزال محلاً للعقوبة بالأصل حتى قيام الساعة ، فما بال البعض يضع نفسه بديلاً عن الخالق عز وجل ويعطي لنفسه الصلاحية بأنه مكلف من الله تكليفاً مباشراً بالرغم من علمه وعلم الجميع إنه لا نبي بعد النبي الأكرم محمد (ص) ولا رسول جديد فقد أكتفت السماء بما أرسلت ، وتركت لنا الخيار والاختيار . والأدهى من كل ذلك أن يصدق البعض بفتاوى وتعليمات وأوامر تصدر من بشر يشبهنا ، وقد يكون أقل قدرة بالتفكير والتمحيص في جوانب كثيرة بحياة الناس ، فعلى من تقع المسؤولية في نهاية المطاف ؟؟ نشرت صحيفة ABC الأسبانية اعترافات خطيرة للمجرم التركي محمد علي أغا الذي قام بعملية اغتيال فاشلة لبابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني سنة 1981 وذلك من خلال كتاب أصدره في شهر شباط 2013 والذي أثار ضجة كبيرة ، بكبر الفضيحة التي حملها وأسماء المتورطين فيها . وقد أكد علي أغا إن الزعيم الروحي للثورة الإيرانية ( الخميني ) كان هو من أمره باغتيال البابا حينما تلقى تعليمات من الخميني الذي تعرف عليه بعد هروبه من أحد السجون التركية بعدما كان معتقلاً على خلفية مقتل صحفي . وقال أغا التركي أن الخميني قال له في أحدى الليالي ( عزيزي علي إنها رغبة الله ، فلا ترتب ولا تشك ، ويجب عليك أن تقتل البابا باسم الله ، يجب عليك أن تقتل الناطق باسم الشيطان في الأرض ، فاتيكان الشياطين ) . لقد قام زعيم الثورة الإيرانية في نهاية سنة 1979 بالأشراف على تدريب التركي أغا عسكرياً ضمن جماعة يمينية متطرفة أسمها ( الذئاب الرمادية ) وهي المسئولة عن العديد من أعمال العنف التي صاحبت فترة نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات ، فقال له الخميني ( حسب ما جاء بنص الاعترافات ) أقتله من أجل الله ، أقتل الدجال ، أقتله بدون رحمة ، وبعدها أستشهد كي ترقد في سلام مع الأبرار . يقول علي أغا إن هذا ما حثه الخميني عليه ، مضيفاً أنه قد أكد له أن ( إراقة هذا الدم سيكون مقدمة لانتصار الإسلام في جميع أنحاء العالم ، وسوف يكون لاستشهادك مكافأة خاصة في الجنة مع المجد الأبدي في ملكوت الله ) وكان هذا الفعل والتحريض يأتي ضمن أبجدية الثورة الإيرانية التي قامت على شعار تصدير الثورة . تجدر الإشارة إلى أن التركي محمد علي أغا كان قد التقى الخميني وعمره آنذاك لم يتجاوز 23 عاماً وقد حكم عليه بفترات أحكام تجاوزت أل 30 سنة متفرقة بين السجون التركية والإيطالية نظراً لارتكابه العديد من الجرائم ، وقد أصدر كتابه الذي حمل الاعتراف الخطير تحت عنوان ( وعدوني بالجنة.. حياتي والحقيقة ) الصادر عن دار نشر و مطبعة Chiarelettere يصف فيه علي أغا أيضاً تفاصيل اللقاء التاريخي الذي جمعه بالبابا الذي لم يسامحه فحسب ، بل ذهب أيضاً لزيارته في سجنه بمدينة ريبيبا سنة 1983 وسأله البابا في حينه ( من أمرك بقتلي ؟؟ ) ووعده بعدم الكشف عن السر الذي بقي مخبأ لسنوات حيث قال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي ، أن أغا لم يكشف للفاتيكان حينها أن الخميني هو من كلفه بقتل الباب ، وبقي محتفظا بهذا السر ، حتى أعلنه بكتابه المشار أليه . وهذا الأمر يذكرنا أيام الحرب الإيرانية العراقية في حقبة الثمانينات ، حينما حمل العديد من الجنود الإيرانيون ، وحرس الثورة مفاتيح وضعت على شكل قلادة برقابهم ، تمثل لهم مفتاح للجنة ، حينما يقتلون بالحرب ستكون مفاتيحهم معهم ، ومنذ نشأت منظمة القاعدة على يد الأمريكان وأل سعود ، بعدما تشبعوا بالفكر الوهابي التكفيري ، ونحن نسمع ونلمس إن جميع أولئك اللذين قاموا بالعمليات الانتحارية في الأسواق والشوارع لقتل الأبرياء في دول عديدة ومنها العراق ، كانوا يصورون مقاطع فيدوا قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية تلك ويقوم من كلفهم لاحقاً ببثها بعد التنفيذ ، يتكلم فيها هؤلاء الانتحاريين على أنهم سيلاقون الرسول الأكرم ( ص ) والصحابة الكرام بعد تنفيذ العملية مباشرة ، والبعض ممن وقع بأيدي الجهات الأمنية قبل تنفيذ عمليته ، وهو يحمل الأحزمة الناسفة ، يعترف أنه كان يسعى للغداء مع النبي . من يراجع خيوط اللعبة الدرامية في تجنيد المغفلين من أجل سفك الدماء ونشر ثقافة الرعب والموت والدم ، يجدها تنتهي بمرجعية واحدة ، ولها رأس واحد بالرغم من اختلاف الأشخاص والطوائف والمرجعيات ، وهذا يؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك ، أن المؤامرة أولاً وأخيرا هي ضد الإسلام ، كي تتم إسقاط صورته ، وتشويه تعليماته السمحاء ، وتخويف الشعوب منه ، كي يصبح ويظل الخطر الدائم الذي يزعج حياتهم ومدنيتهم . هي دعوة عامة ومخلصة بأن تقوم ثورة حقيقية ضد أولئك المحرضين من مرجعيات الفتنة المكلفين تخريب الدين باسم الدين نفسه . |