تقترن المشاعر الجميلة والمحبة والحنان بالمرأة بصورة عامة والأم بصورة خاصة ,فهي نبع المحبة وشجرة الأمان التي تنمو بظلها العائلة فهي نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الآخر التي جعل الله الجنة تحت إقدامها , وتغنى بها الشعراء وكتبت فيها القص والروايات استذكاراً لمآثرها وصبرها وأهميتها , فيقول أمير الشعراء احمد شوقي (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ). أما الأم العراقية فتحتل مكانة تستحق رفع القبعة لها احتراماً وإجلالا لصبرها وتحملها كل الظروف المأساوية التي عاشتها ولازالت تعيشها من قهر وحزن فأي عيد تحتفل به وهي حزينة مجروحة فالموت سرق منها فرحتها ورؤية ابنها عريسا ترى فيه ثمرة شبابها وتعبها وسهر الليالي , فهاهي تشيخ فجأة في وحل الأحاسيس الإنسانية وأصبحت امرأة طاعنة في الصبر . كان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما أنشئت آنا جارفيس (الجمعية الدولية ليوم الأم ) ذكرى لوالدتها في أمريكا , وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة وبرغم من نجاحها في عام 1014 ألا أنها كانت محبطة في عام 1920 لأنهم صرحوا لها بأنها فعلت ذلك من اجل التجارة ,اعتمدت المدن عيد جارفيس واصب حالان يحتفل به في جميع إنحاء العالم . وفي العالم العربي فأول من فكر في عيد الأم كان الصحفي المصري الراحل علي أمين _مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين ,حيث طرح على أمين في مقاله اليومي (فكرة) فكرة الاحتفال بعيد الأم ليكون عيداً قومياً في بلاد الشرق , وقرر أن يكون 21 مارس ليكون عيد الأم , وهو أول أيام فصل الربيع,ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة . وفي هذا التقليد يقوم كل فرد باختيار هدية مناسبة ويقدمها ذكرى للأمهات .
|