الكلاب الدانماركية

رَوى لي الزميل رعد اليوسف في زيارته الأخيرة إلى بغداد جوانب عن الحياة العصرية والمتحضرة والمتقدمة في الدانمارك التي اتخذها منذ سنوات وطنا ثانيا بعد خروجه من العراق قبل عقدين.. قال لي اليوسف: سأختصر لك انطباعاتي  بالحديث عن "حقوق الحيوان" لا "حقوق الإنسان" في الدانمارك وما تتمتع به الكلاب الدانماركية من حقوق ورعاية وخدمة تفوق كثيرا خدمات الحكومات "الديمقراطية!" في آسيا وأفريقيا!
الكلب الدانماركي "مؤدب!" جدا  و"متحضر" جدا عندما يسير في الشارع العام ويقف عند الإشارة الحمراء ويواصل سيره عند الإشارة الخضراء وهو يستحم  بشكل دائم في حمامات خاصة وله خدم وحشم من أجمل نساء الأرض واشطر رجالها يقومون على خدمته!
الكلاب الدانماركية تتنقل في سيارات فارهة تعود لأصحابها ويفسح لها الطريق بالسير بأعصاب هادئة إلى أي فندق أو دار استراحة فليس ثمة ما يثير الكلاب الدانماركية أو يستفزها!
عندما يقرر الزوجان الدانماركيان السفر للسياحة بالطبع يتركان الكلب المفضل والعزيز في فندق!
للكلاب الدانماركية فنادق من أربع وخمس نجوم وفيها كل ما تشتهيه الكلاب التي تترك في العاصمة بعد سفر أصحابها.. غرف مكيفة.. حاضنات.. مناشف راقية.. حمامات ساونا.. خدمات تقوم بها جميلات وحسناوات دانماركيات!
حقوق الكلب الدانماركي – كما روى لي اليوسف -  كما تبدو من تلك الرعاية الفذة والنادرة تفوق حلم.. نعم مجرد حلم.. مواطن من البلدان العربية أو الآسيوية أو الأفريقية.. كلاب تتمتع بدنياها على أحسن ما تريد وترغب وتشتهي!
عندما نعقد أية مقارنة بين كلابهم المدللة و"كلابنا" السائبة و"المؤدلجة" ستتفوق كلاب الدانمارك على كلاب الشرق الأوسط في عقر دارها!
من حقوق الكلب الدانماركي أن يعتنى به أيما اعتناء ويحصل على أرقى رعاية في أرقى المستشفيات!
وللكلاب الدانماركية "سوبر ماركات" و"مولات" تفوق "مول المنصور" في بغداد و"مول ماجدي" في أربيل.. 
ولكلاب الدانمارك "قواطي" من كل شكل ولون.. أطعمة يسيل لها لعاب "الإنسان" في آسيا وأفريقيا قبل حيواناتهم العجفاء!!
وكلاب الدانمارك لا تنبح بمناسبة أو من دونها كنباح "كلابنا" الذي لا يتوقف حتى في الهزيع الأخير من الليل!
كلاب الدانمارك "نازكة" و"ترفة" وعندما تتزاوج لا احد يتدخل في حياتها أو يمنعها أو كما نفعل في بغداد نرمى المتزوجين الجدد من "الكلاب الدايحة" في اقرب نهر لـ"فك الاشتباك"!
آه وألف آه على كلابنا في سوق الغزل!
وكلاب أخرى أحط بكثير من الكلاب "الدايحة" في عراق اليوم.. كنت أتمنى أن "المعارضة" العراقية التي عاشت في الغرب والدول الاسكندنافية وعادت لتحكم العراق بعد عام 2003 أن تنقل لنا – في الأقل – تجربة الكلاب الدانماركية وليس التجربة الديمقراطية في الدانمارك.. وسخم الله وجوه الكلاب غير النافعة في حراسة ممتلكات صاحبها!