الحزن يستيقظ مع الفجر "أورورا".. بقلم/ فراس الوائلي |
ليتك لا تركبي تلك العربة فتلك الساعات تمتص عمري وتحولني الى حطب وبقايا رماد ..... تيثونوس أيها البائس الجميل من علمك عشق الآلهه ومن أعطاك الخلود مستقر ستقول هي من أعتقلت الليل في عينيها خيولا من الصباح تطارد الاحلام في خيال الوسن هي من اهدتني النجم قنديلا وزرعت النسيم في روحي روحا وريحانا وجنات يتقاطر فيها النور كتقاطر المطر ….. هي من علمني أن أغترف البدر من مقلة الفجر وأن أغازل الضجر بنرجسية الظفر … هي من ايقظت أعاصير الاشواق في أوردتي وأضرمت القلب حبا ونباتا وحدائق واعنابا وجنات ألفافا
وقالت إن يوم الحب كان ميقاتا .... ميقاتا..ميقاتا للحب للفجر للشعر ولكل افواج الفصول التي تتقافز عشقا وطربا لتعانق الحقول بلهفة الشجر ..... هي من علمني أن أتوضأ بالضياء وأن ألبس الفجر خاتما وأغمس البدر في أحداق السهر وأقتسم القمر رغيفا مع عاشقين على سرير السهر وأن أتوسد أنفاس الربا كونا يتيما لا كالبشر …. هي من أودع النهر في مخيلتي كواكبا تغفو على ضفافها جداول السماء ليصحو قوس قزح ملكا للقرية العذراء وللمرافئ التي ارهقها السفر
...... هي من أمطرت قوافي بلون الزهر يكتبها البحر بحبر الشجر هي الهة الفجر وسيدة الشرر
بشعرها الغجري.. وبحرفها الاسطوري.. أطلقت جيوش الورد كلها أمطارا وأغرقت البرق والرعد وكل اعاصير البحار في قصر انوثتها وزرعت اللؤلؤ والمرجان في قلوب الأنس والجان
..... هي من علمني أن أمشط جدائل البحر بكف الريح وأن أتهجى النجمات في عينيها أوطانا لنوارس البحار ولوشوشة العصافير وهمس الشطآن وللربيع حين يدخن الصيف على وسائد العشب المبتل حالما بالشتاء …… هي من علمني كيف أكتب بالمدى أحجية الاسرار وأن أؤسس لغة ترسم ترانيم المطر بحناجر الشجر …..
هي من علمني أغتراف البرق من فيضان النور وأن أغرس الريح في كف وردة ترملت وجاء الخريف يطلب يدها وأن أرمي الوقت على طاولة الضجر وأن أنثر المنحدرات فوق السهول واحفر الوديان بأنفاس الصخر
...... تعالي ..تعالي سيدة الشرر وأنغرسي في القلب شمسا بكرا وانبسطي في الروح سماء يخرج من غيبها محار يطير ومراعي الدرر وعصفور نار وغزال شارد ونخيل وضفاف وكمنجة وخيول عشق وزرقة شفافة يلبسها البحر خاتما ..... تعالي ..تعالي وأمطري برقا وأزرعي البريق بكف الحجر ..... تعالي وأحصدي بوراق الروح بنظرة تهوي فيها الحقول والفصول وانسجي بماء الروح جمرة عشق وكوني انهار التيه وامنحي عيني الارق وارسمي بالزبد موج حبنا ودعيني احتسي القمر على انغام وتر هارب من قيثارة المطر …… تعالي ..تعالي وأقطفي الغسق من ثغر الصباح ودعي الندى يغفو قليلا فقد اضناه السهر
............... تيثونوس أيها البائس الجميل ستشيخ خالدا ولن تموت كالنار في ذكريات الرماد .فأصبر على عشق إلهة دمعها الندى وتمتطي المطر أسفارا للعشق ولبوح مؤجل على سرير الغد
….. ياشعرا رتب الاكوان في الروح بساتين حب وينابيع زهر وشلال بوح وطيور غرام وبرق ورعد وزلازل صمت وعواصف واعاصير شوق وخسوف وكسوف لعشق يكتحل بالبريق ويغفو على جناح القدر ….. هي من علمني الهذيان والابحار في طوفان عينيها على اشرعة العشق الفيروزي وأن أكتب بالشعر قصة بوح صامت لحروف مشتهاة وأن أسرق الشفق من ثغر الضياء وأن أسير على حبال الوقت محتضنا سنابل الريح وأبراج النار من احداق زهرة نائمة في أحضان الغسق وأن أرفو خاصرة المطر ..... هي من علمني أن ارسم بالقمر عينيها وبالزهر شفتيها وأغفو في قواريرها عطرا مقدسا ومعبدا لعشتار وفينوس ولكل ربات الجمال …. هي من علمني أن أفك وثاق الريح وأن أسافر في اوراق الشجر وأن أطارد الليل في عيون السحر على خيول السمر وأن ارسم الحقل في خيال النهر ……… هي من علمني أن أعصر الليل نبيذا وأن أعتق القمر ليصلي الخمر في محراب الشعر على أكف القدر ... في طوفان عينيها نهر يحري وغزال شارد وعازف كمان وحقول تهذي وجبال تمشي وسواقي عشق وعشب أخضر يحتضن الندى بعلاقة سرية مشبوهه ..... أورورا لازال قلبي بكرا يخاف التورط فيك والتوحد فيك ولا زلت اغفو على انفاس قوافيك قصيدة مؤجلة هل انت الهة الفجر حقا أم ان الندى في مقليتك ارهقه السهر وكل ابتهالات المطر …… يا قيثارة الشجر قد غادر الصباح حزينا وحيدا يودع المساء بكف السحر ويعلن بأن الحب حكاية يقصها السراب على سرير الضجر |