نعود اليوم لتكملة هذه السلسة حول عملية أسقاط الولاية الثالثة للمالكي ووصلنا الى أن المالكي أستبق ألاموروحاول أن يكسب ود ألاميركان وبعد فشله في طلب موعد للقاء مع الرئيس ألاميركي أوباما طلب بألحاح موعدا أخر لكي يلتقي الرئيس ألاميركي أوباما وبعد طلبين رسميين تم تحديد موعد للمالكي كي يزور واشنطن زيارة خاصة وليست رسمية وألامر يختلف للذين يعرفون ألامور الدبلوماسية وطريقة التعامل بين الدول وفعلا وصل المالكي لواشنطن وألتقى نائب الرئيس ألاميركي جو بايدن على طاولة ألافطار الصباحي في منزل بايدن وكل هذه ألامور من مكان وزمان اللقاء هي أشارات يفهمها حتى الغشيم في السياسة ويومها أضطر المالكي لقطع زيارته وألغاء موعد اللقاء مع الجالية العراقية في واشنطن وخصوصا بعد أبلاغ الفندق الذي يقيم فيه الوفد العراقي بدفع نفقات ألاقامة لكون الزيارة ليست رسمية وليست على حساب حكومة الولايات المتحدة ألاميركية ويومها ركب العناد في رأس المالكي وقرر أظهار تصميمه على الفوز في ألانتخابات بأي ثمن وأجبار ألاميركان على التعامل معه كمرشح قوي جدا لمنصب رئيس الوزراء كونه هو الفائز ألاول في الانتخابات ومتسلحا بالدعم ألايراني المضمون أصلا والذي كما تذكرون كان موقف الايرانيين هو انهم مع خيار الاغلبية الشيعية في العراق متمثلة بالتحالف الوطني وطبعا هذا الموقف كان بناء على نصيحة من أحد المستشارين الاذكياء جدا والذين أوصلوا المالكي والبلد لما وصل أليه الان
أتذكر جيدا أن أحد الاشخاص الذي كانت يعتمد عليه المالكي ألتقى بأحمد المالكي وطلب منه أن يقنع والده بأن يعلن للجميع أنه سينزل للانتخابات ولن يرشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء مهما كانت النتيجة وكان الجواب المفاجئة من أحمد المالكي هو وبالحرف الواحد (أنا لاأستطيع أبلاغ والدي بذلك لانه سيعلقني في ساحة اللقاء) والغريب في الامر أنه لم يقل ساحة التحرير كما يقول أغلب العراقيين في مثل هذه الحالات ولااعرف السبب في أختياره لساحة اللقاء
في شهر كانون الاول من عام 2013 كتبت مقالا معناه أن الاميركان أختاروا للعراقيين رئيسا للوزراء غير المالكي وأن من المحتمل جدا أن يتم أختيار رئيس وزراء مستقل كي لايحدث نزاع شيعي شيعي ويومها أنتفض أبراهيم الصميدعي وهاجمني سياسيا وكتب مقالا لايزال موجودا في صفحته وعنوانه (أكبر أخطاء المرجعية ) ومن خلال المقال ناشد المرجعية بعدم ترويج فكرة المرشح المستقل وتم تأجيل البت بنوعية وشكل المرشح لمنصب رئيس الوزراء بناء على بعض ألاتصالات التي جرت بين أطراف سياسية داخلية وهي شيعية طبعا وكل ذلك جرى قبل ألانتخابات بأشهر ولكن متى تم حسم ألامر لمنصب رئيس الوزراء ولحلم الولاية الثالثة للمالكي؟
في شهر شباط وتحديدا بعد قمة دافوس في سويسرا من عام 2013 تم أتخاذ القرار بين ألاميركان والمرجعية علما أن ألاتصالات بين الطرفين كانت تتم عبر الوسيط الذي نستطيع أطلاق أسم الدكتور وهذا الدكتور لعب دورا كبيرا جدا لايوصف في حرمان المالكي من الولاية الثالثة بل ولعب جهدا جبارا في أقناع ألايرانيين بسحب تأييدهم للمالكي وكانت نتيجة كل الاتصالات تقول أنه من المستحيل تولي المالكي لولاية ثالثة حتى لونال 300 مقعد ومن هنا كنت أصر وأعاند جميع الناس ألذين كانوا يقولون عني أني أحلم أو أني قارئة فنجان أو قارئة للبخت بل وقال البعض أني عجوز مخرفة والحمد لله رب العالمين ووصلت نتيجة ألاتصالات أن المرجعية تعهدت بالتدخل الغير مباشر لحث الناس على عدم أنتخاب المالكي فكانت التلميحات تصدر عن المرجعية ووصل ألامر بقيام المرجع الباكستاني ألاصل بألقاء خطبة تحث الناس على عدم أنتخاب المالكي ويومها قامت وسائل ألاعلام التابعة للمالكي بتخرصات وادعاءات حول الطلبة الباكستانيين ألذين يغتصبون الفتيات في النجف ويجبرونهن على زواج المتعة وذلك بغية أسقاط هذا المرجع وأعتقد أنكم تتذكرون هذه الفترة جيدا وتعرفون من أقصد من قنوات التلفاز ومن هو المرجع الديني المقصود
وخلال هذه الفترة كثف الاميركان من مراقبتهم للمالكي وتحركاته وبمن يلتقي وماهي ترتيبات المالكي وكانت المراقبة الدقيقة والاخبار تأتي من أحد ألاشخاص الذي كان قريبا من المالكي وهذا الشخص يدعى(هيثم شغاتي) وهذا الشخص كان قريبا جدا من المالكي وكان ينقل للاميركان كل أفكار المالكي وخططه وخصوصا في فترة تشكيل الحكومة بل وكان ينقل لبعض دول الجوار كل المعلومات والتطورات المتسارعة في عملية تشكيل الحكومة بل ووصل ألامر أنه طلب من المالكي أن ينضم للوفد الذي يتفاوض مع الكتل ألاخرى وخصوصا السنية منها وأقنعه أنه يستطيع أن يجلب له جميع القوى السنية عن طريق المال وأغرائهم بوزارات معينة وأطلاق يدهم في تلك الوزارات من عقود ومقاولات وغيرها وفعلا صدقه المالكي وجعله ضمن الوفد التفاوضي ويومها أصبح للرجل صيت مابعده صيت وهو الان من المحسوبين على سليم الجبوري ويقدم له خدمات جمة لايقدمها أحد لسليم الجبوري وهيثم شغاتي قام بزرع أخوه يونس شغاتي في مكتب سليم لكي ينقل له كل مايدور في مكتب سليم الجبوري وسبق لي أن حذرت سليم الجبوري منه في مقال كتبته قبل عدة أشهر وهو ليس من أقارب طالب شغاتي ولايمت له بصلة ألا في تشابه ألاسماء والله هو الشاهد والوكيل على ماذكرت وهو خير العالمين ببواطن الامور
وفي الحلقة القادمة سنفصل لكم مرحلة مابعد ظهور نتائج ألانتخابات وألاتصالات الدولية والعربية والداخلية وألاقليمية وكيف تم حرمان المالكي من ولايته بشكل حاسم وقاطع وحمى الله العراق والعراقيين