ان من الخطأ ان يترك التنظيم كل هذه الفترة طليقا ً في الموصل وغيرها وان الأمكانيات متوفرة للحكومة لبدء حرب استنزاف على كل الجبهات مع تعيين جبهات بعينها ذات اولوية عسكرية . ويمكن ان يحدث هذا بعدة طرق مثل الأستفادة من العراقيين في داخل الموصل والمدن الأخرى في توفير المعلومات الأستخبارية وفي تنفيذ العمليات المخطط لها من بغداد ،وكذلك في فتح جبهات دائمة الأحتكاك مع العناصر الأرهابية وتنفيذ طلعات وضربات جوية مدعومة بالجهود الأستخبارية وعدم تركهم يلتقطون الأنفاس . ان ما اثير عبر منافذ التواصل الأجتماعي عن ان التوقف الحالي في تكريت بسبب وجود شخصيات بعثية او من عائلة صدام هناك ،لااساس لها من الصحة كونها بعيدة عن المنطق ،غير انه وعلى ما يبدو ان هناك درجات من الصحة لما سرب حول اجتماعات ووساطات قطرية لتأمين ممر آمن لخروج عناصر داعش من الأجانب (غير العراقيين ) من حصار تكريت ،ومغادرتهم عن طريق الأراضي التركية لقاء تعهدات قطرية ب : - عدم عودة هذه العناصر الى العراق ثانية . - قيام قطر بأعادة إعمار المناطق المحررة . ويدعم ذلك تمرس قطر وتمرغها في وحل الأرهاب في سوريا ومصر والعراق وغيرها من المناطق ،حيث أصبحت ذراع منفذة للأفكار الصهيونية المدمرة لدول العرب . ووفقا ً لتصريحات المسؤولين العراقيين فأن هناك العديد من الأسباب لتأجيل إقتحام تكريت ،منها ان عناصر الأرهاب محاصرة بالكامل والوقت في صالح الجيش العراقي الذي لايريد إعطاء خسائر بدون معنى ،كما أنه لايريد ان يعطي المتقولين حجج لأثارة الحساسيات الطائفية والمذهبية التي يعزف على أوتارها المتصيدين للوحدة العراقية التي ظهرت بأحسن حالاتها في مواجهات التحرير الأخيرة . التهويل الأمريكي : ان ماصدر عن الجانب الأمريكي من تهويل لعملية تحرير تكريت ووصفها بالعملية المعقدة والتي تحتاج الى وقت ، هو استمرار للأستراتيجية الأمريكية باللعب الطويل في المنطقة وعدم رغبتها في عودة الأستقرار السريع الى العراق ،وخصوصا ً إذا كان هذا الأستقرار ينفذ على ايدي العراقيين . ان من الواضح ان امريكا تريد لداعش ان يظهر قوة اسطورية يضطر الجانب العراقي بعد صعوبة مواجهتها الى اللجوء الى الجانب الأمريكي الذي يشتهي ان يفرض وقتها الشروط التي تحلو له ،وخاصة تثبيت قواعد أمريكية في العراق . على الحكومة العراقية الموازنة بين تحرير الأراضي المحتلة بجهود العراقيين وبين رهن ارادة البلاد لقاء بعض المساعدات العسكرية الأمريكية وايضاح ذلك للشعب العراقي بصورة لالبس فيها ليتبين العراقييون من الذي وقف الى جانبه في محنته وسانده بدون شروط مسبقة أو طلب امتيازات تمس السيادة .
|