العرب .. الكرسي قبل الكرامة |
يثبت العرب وعلى مدى تاريخهم ان حب السلطة لديهم يفوق كل الأعتبارات الأخرى ،ولابأس ان تمس كرامة البلاد وحرمتها ويهدر اقتصادها وتغيير الأهداف العظيمة لها ويجوع شعبها وتتأخر البلاد ،مادام الرئيس القائد أو القائد المفدى أو جلالة الملك سالما ً ويجلس بأطمئنان وهدوء على كرسي الرئاسة وان شابته شائبه من علة او مرض فيمكن ترقيعه وأبقاءه على قيد الحياة عن طريق الأنابيب الى الأجل الذي يمكن التمسك به حيا ً عسى ان يكتشف أفيون الحياة الأبدية فيبقى الرئيس ولابأس ان يحصل ما يحصل للشعب ،وليمت من يموت منهم فالمهم حياة الرئيس . قيل لهم يا عرب تغيرت الدنيا من حولكم وبدأت الناس من حولكم تمحو نظم الحكم القبلية المهترئة القديمة وبدأت تستخدم انظمة حديثة لايدوم الرئيس فيها اكثر من ثمانية سنوات حتى ولو كان شجاعا ً ومقداما ًو مبدعا ً ، ولكنهم ابوا ان يسمعوا هدير الحياة من حولهم ،وحتى بعض دولهم التي ادخلت النظم الديمقراطية الحديثة اليهم بالقوة واستخدام السلاح ،فأنهم أخذوا بالتدريج يستوعبون الصدمة المفاجئة و يحولون النظام الجديد الى صورة من القديم الذي اعتادوا عليه ،وعادوا الى البحث عن سبل تمهد لهم التغني بأمجاد الرئيس الذي لم تلد حرة مثله ابدا ً وعادوا للبحث عن سبل مبتكرة للأبقاء على الرئيس الذي يذكرهم بشيخ القبيلة الذي كان يوفر لهم قضاء اوقات فراغهم بابتكار قصص شجاعته وبطولاته وعدد خيوله وانواع اسلحته وتفننه بالزواج من النساء واستخلاف اعداد من البنين بحيث يصل به الحال انه لايعرف اسماء احفاده لكثرتهم .
الموزين الذي تعرفه احسن من الزين الذي ما تعرفه :
تجد من يردد هذا المثل بكثرة ليقنعك بتمسكه بالرئيس مهما كلف الثمن ورفضه أي فكرة لأستبداله ،وبالمقابل فذلك الرئيس عنما يجد من يجاهر بتمجيده والتمسك به رغم كل مساوءه فأنه يحس بنفسه عظمة خاصة وتبدأ مرحلة الهلوسة التي تنتهي بمآسي على طول البلاد وعرضها ويبدأ يعتقد ان الله تعالى قد اختاره ،وبعضهم يدعي ان الله قد أوحى له ،وعلى طول البلاد العربية نجد ان التغيير الرئاسي لايجري الا ّ بأنقلاب او بمساعدة عزرائيل عندما يؤخذ روح الرئيس ويخلص العباد منه .
حكام العرب :
الحكام العرب الذين كانت أمريكا تساندهم بالسلاح والمعلومات وتقويهم في وجه شعوبهم ، لم يكن في واقع الحال أي وزن لهم لدى الأمريكان بقدر ماكانوا وكلاء للحفاظ على مصالحها وقد اجادوا الدورالذي رسم لهم وبكفاءة عالية و عمقوا الواقع المر والأليم للأمتين العربية والأسلامية ، وأصبحوا حاجزا" بين الصهاينة والعرب وصاروا أدوات تنفذ الأطماع اليهودية وتحميها وتردد دعايتها المظللة ، وقد اجادوا حماية كراسيهم بقدرة عجيبة فهذا مكث عشرة وذاك عشرين وغيره ثلاثين وهلم جرا ،ولسحر الكرسي العجيب فقد انقلب الابن على ابيه والرفيق على رفيقه فأزاحه عندما توفرت الفرصة وجلس مكانه ،وقد اشاع بعضهم ان الجلوس في كرسي الحكم عبادة لله تعالى ولهذا فهو يرغب في ان يزيد تلك الفترة الى اطول فترة ممكنة،غير ان ما لايعلمه الا ّ الله سبحانه هو مقدار الدماء التي سالت لحفظ تلك الكراسي ،حيث يستسهل القتل حتى على الشبهه ،و يمكنك ان تشير الى أي شئ ولكن الى ذلك الكرسي غير مسموح ،وما اكثر من فقدوا حياتهم دون ان يتركوه لغيرهم، فالأنسان لايعتبر بغيره ،فلو دامت لأحد ما وصلت اليهم
|