كم خطأ فادحاً ارتكبتم ؟ |
دون شك ، أنتم تتذكرون ذلك العسكري الأمريكي الفاشل (كولن باول) في العدوان على العراق، كان رئيساً لإركان الجيوش الأمريكية. وألقى به الفشل العسكري على شواطئ السياسة، حين أصبح وزيراً للخارجية الامريكية ومرة أخرى أثبت باول أنه فاشل في السياسة كما هو فاشل في العسكرية.. الوثائق الكاذبة هذا السياسي الفاشل، توجه لمجلس الأمن كي يعرض ما اسماه (وثائق دامغة) تدين العراق بإنتاج أسلحة دمار شامل واستخدمت هذه الاكذوبة لتبرير غزو العراق وتدميره، وفي المقدمة من ذلك: تدمير الدولة العراقية والقاعدة التصنيعية وتدمير الجيش العراقي أيضاً، واجتاحوا العراق، وفتشوا كل زاوية فيه، ولم يجدوا أثراً لسلاح كيمياوي أو ذري.. لكن الامريكان لم يعترفوا بالجريمة، بل بقوا مصرين على صحتها. لكن الجنرال الامريكي ذا الأصل الجامايكي، اعترف بالحقيقة ، بعد أن غادر المسؤولية كوزير للخارجية الامريكية، وأعلنها صراحةً:بأن ما قدمه من وثائق أمام مجلس الأمن الدولي حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل كان مفبركاً ولا صحة له على الاطلاق. والملاحظ أن المسؤولين الامريكيين لا يعترفون بما ارتكبوه من أخطاء إلاّ بعد مغادرتهم المسؤولية. وهكذا ما فعلته مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية الامريكية السابقة. النموذج الليبي وكانت المواجهة مع نظام القذافي، مثلاً آخر على الحماقة الأوربية الامريكية. كان المسؤولون الغربيون يتوافدون على ليبيا، ويحلون ضيوفاً على القذافي فقد استضاف القذافي (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الامريكية السابقة وحلت ضيفة عليه، وباتت في خيمته بينما المرتشي الكبير (ساركوزي) صديق القذافي المفضل، وضيفه الدائم، بل ان النظام الليبي قد موّل حملة ساركوزي الانتخابية. لقد وقعت المعارضة الليبية في خطأ جسيم، حين استعانت بالشيطان وارتكب الغربيون أفدح الأخطاء حين استعانوا بالقاعدة من أجل اسقاط نظام القذافي، وكانت الإدارة الحقيقية للشعب الليبي غائبة بشكل خطير وأجهزوا على نظام القذافي، وسارعوا الى قتله لكي يطمسوا الحقائق عن الرشاوي التي استلموها. والحصيلة :فُتحت باب جهنم؟! رحل القذافي، وأُسقط نظامه ولكن ماهي الحصيلة؟ الاعترافات تترى.. والضحية الوحيدة هي الشعب الليبي: أمن مفقود، حاضر مؤلم، ومستقبل غائب وربيعهم أمطرتْ سماؤه صواريخ ومتفجرات ولم يحصل الرأي العام العالمي، إلاّ على اعتراف من قيادة حلف الأطلسي مضمونه: أنهم ارتكبوا خطأً فادحاً باسقاطهم نظام القذافي وقال مسؤولون أوربيون أن ليبيا أصبحت نقطة جذب للإرهاب.. والاعترافات عديدة.. لكننا نتساءل ونوجه أصابع الاتهام للمسؤولين في الغرب الاوربي والامريكي:كم خطأً فادحاً إرتكبتم؟
|