في ضيافة ياسمينة خضرة.... د. تارا ابراهيم |
كثيرون هم الكتاب والادباء الذين يتخذون باريس منفى لهم، سواء كان ذلك باختيارهم أم بسبب ظروف سياسية تمنعهم عن الكتاية بحرية مطلقة في أوطانهم، من بين هؤلاء الكتاب الذين ذاع صيتهم عربيا وعالميا الكاتب الجزائري الاصل ياسمينة خضرة. وهو الاسم المستعارالذي أتخذه الكاتب المغترب (محمد مولسهول ) أثرماضي عسكري دام 36 عاما في الجيش والانتقال الى باريس عام 2000 تدور روايات ياسمينة خضراء عن واقع المجتمعات العربية حيث يدين فيها كل ماهو حري بأن يعيد هذه المجتمعات الى التخلف والتراجع تحت أسم الدين والعنف والارهاب، السبب الذى أدى به الى الكتابة من أجل نقل صورة حية لهذه المجتمعات الى الغرب خصوصا أنه يعيش في باريس. فأسلوب ياسمينة خضرة في الكتابة هو أسلوب رائع ومختلف تماماعن كل ماكتب و يكتب من قبل الكتاب الجزائريين وحتى العرب منهم وخصوصا فيما يتعلق في تعاملهم مع الاحداث العصرية التي تواجهها المجتمعات العربية، لهذا السبب حظيت الكثير من أعماله على جوائز من الاكاديمية الفرنسية مثل خريف الوهم و سنونوات كابول والكاتب وحصة الموت، الخ. ياسمينة خضرة هو الان مدير المركز الثقافي الجزائري في باريس، ثاني أكبر مؤسسة ثقافية عربية في فرنسا بعد معهد العالم العربي ، طلبنا من مقابلة حية فكانت أجابته سريعة لنا بقوله أنه مشغول كثيرا ولكن يمكن لنا أن نرسل اليه الاسئلة بالبريد الالكتروني، ولم يمض يومين حتى وأجابنا عن طيب خاطر وأرسل لنا أجاباته بلغة موليير. صوت الاخر : السؤال الكلاسيكي الذي يطرح نفسه دائما هو لماذا أختياركم لاسم أنثى لنشر أعمالكم ؟ ياسمينة خضرة : الامر لايتعلق باسم واحد بل بأسمين وهما أسمين مزدوجين لزوجتي، فلقد خدمت في الجيش الجزائري منذ التاسعة من عمري بدخولي الى مدرسة عسكرية تخرجت منها برتبة ملازم عام 1978) ) وانخرطت في القوات المسلحة. خلال فترة عملي في الجيش قمت بإصدار روايات موقعة باسمي الحقيقي ولكن بسبب كتاباتي الجريئة تم أخضاعي للرقابة من قبل السلطات العليا في الجيش عام 1988) ) الامر الذي رفضته بالطبع. فأسم زوجتي هو الذي شجعني على الكتابة بسرية وخفاء شديدين لمدة 11) ) سنة. هذا الاسم أطلقته على نفسي تكريما لزوجتي التي ساندتني طوال حياتي ومن دونها لما حققت النجاح الذي وصلت اليه اليوم. فهذا الخيار في أقتناء هذا الاسم يدل على احترامي الكبير للمرأة وهو طريقتي للتعبير عن قتالي الى جانبها فاذا كانت مجتمعاتنا متخلفة الى حد الان ذلك لاننا أستبعدنا دور المرأة فيها وقللنا من شأنها. صوت الاخر : هل من السهل الانتقال من قسوة العالم العسكري الى رقة عالم الادب ؟ ياسمينة خضرة : ان عالم الكتابة هو عالم أشرس من العالم العسكري والاستقصاء فيه أشد ضراوة و قسوة.، فعلى الرغم من جمهور القراء العالمي الذي أتمتع به ألا أنني أواجه ضغوطات و معارضات وعدوانية لامثيل لها ، فليس سهلا للكاتب العربي أن يقرأ له في مختلف أنحاء العالم وفي نفس الوقت يرفض الاستسلام للابتزاز والمعارضة المستمرة لكتاباته من قبل بعض الشبكات. فالسبيل الوحيد لاثبات المصداقية لهذه الشبكات هي ان نكون ضد بلادنا وديننا وانفسنا ولكن بالنسبة لي الكرامة يجب أن تفوق على الشهرة والمهنة. صوت الاخر : لماذ اختيار اللغة الفرنسية في كتاباتكم عوضا عن اللغة العربية ؟ ياسمينة خضرة : منذ صغري كنت أحلم بأن أصبح شاعرا باللغة العربية كالمتنبي، فقد كنت أنال التشجيع المستمر من قبل أساتذة اللغة العربية، ولكن ما أن تعرفت على اللغة الفرنسية حتى وقعت تحت سحرها وخصوصا أنني كنت معجبا بأستاذي في اللغة الفرنسية الفرنسي الاصل الذي شجعني على القراءة المستمرة بهذه اللغة، فبفضل هذه اللغة ترجمت أعمالي الى (43 ) لغة ولدي الان 7) ) ملايين قارئ في العالم كله، ( 3 ) ملايين منهم في فرنسا . صوت الاخر : لماذا تترجم أعمالكم الى كل اللغات قبل اللغة العربية ؟ ياسمينة خضرة : في الحقيقة لا أعرف، فقد ترجمت أعمالي الى اللغة الهندية والاندنوسية قبل ترجمتها الى اللغة العربية, أعتقد أن السبب يعود الى قلة ألاهتمام بالادب في العالم العربي. ولكن الاوان لم يفت بعد لتدارك الامر فاليوم أغلبية رواياتي مترجمة الى اللغة العربية في لبنان والجزائر وباتت تأخذ طريقها الى المراكش في المغرب العربي. صوت الاخر : ما هو دافعكم الذاتي في كتابة رواية صفارات أنذار بغداد ؟ ياسمينة خضرة : كتبت هذه الرواية للتعبير عن أشمئزازي للحرب في العالم كله، فهي تدور حول تحول شاب عراقي خجول إلى إرهابي يستعد لتنفيذ عملية انتحارية. فرواية صفارات انذار بغداد كتبتها لعدم قدرتي على فعل أي شي ضد الارهاب الذى جرى في العراق، فهذه الرواية كتيتها احتجاجا على الأرهاب وتأكيدا بأن الشعب العراقي ليس عدوا لأي انسان ، هذه الرواية تم أستقبالها بنحو سيء في الولايات المتحدة بعد ترجمتها، فأي من أعمالي لم تترجم الى الانكليزية الامريكية بعد ذلك.
عن مجلة صوت الاخر |