رفقا بموظفيكم .... يا وزارة النفط ؟ |
القائد الناجح : يتحلى بصفات عديدة تميّزه عن غيره من القادة والمسئولين، وكلما تجلت تلك الصفات بذلك القائد ازداد نجاحه وتميّزه وإرضاؤه لمعيته، إن أخلص النيّة بعمله لله سبحانه وتعالى. ولقد حثّ الإسلام على التحلي بهذه الصفة النبيلة، خاصةً من قِبل القائد والمسئول ، فلقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من تولى من أمر الناس شيئًا وشقّ عليهم، كما دعا لمن رفق بالناس أن يرفق الله بهي، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فأشفق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فأرفق بهي". فأمرك أيها المسئول بين يديك، ولقد وجّه الله سبحانه وتعالى نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن يلين ويرفق بالمؤمنين، حتى يكسب قلوبهم ولا ينفضّوا من حوله، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). فالرفق يجلب محبة الخلق والخالق، وبالرفق يجمع المسئول الناس حوله، ويكونون قريبين منه مُخلصين متفانين بعملهم، وهذا لا يعني أن يرفق ويلين مع كل الناس . واليوم تمارس وزارة النفط ((عاصفة التقشف)) على موظفيها وهي عملية تقنيين على الايفادات والمكافآت وساعات العمل الإضافي وكل شيء يخص الموظف المنتج المبدع الذي يقطع عشرات الكيلومترات من مسكنه إلى موقع عمله في الحقول النفطية النائية التي اغلبها محاددة لإيران ,حتى الإعلام اليوم يتعرض إلى التقنيين لان الصحف والمجلات تشكل خطر على الموازنة العامة للدولة على الرغم من قلة عددها. بينما يوجد في وزارة النفط ( 11) نادي رياضي تصرف سنويا ( 55) مليار دينار سنويا أي ما يعادل ( 43) مليون دولار أمريكي... هل يشملها التقشف أم أنها تعمل خارج الحدود المسموح بها في بلدان العالم الثالث ؟. رسالتي إلى كل مدير عام ومدير تنفيذي في وزارة النفط ، أن يرفق بموظفيه ويُراعي أحوالهم وظروفهم، فلا يتعسّف بالقرارات والأحكام، ولا يُعمّم التعليمات بشكل قسري على الموظفين ويتمتع هو والأقربون بالامتيازات ، والقائد الناجح هو من يسهل على الناس تسهيل المُسيطر الواثق من نفسه ومن قراراته, وكفى الله موظفينا شر التقشف.
|