قصة أم عراقية ثكلى |
خلال أمسية أقامها إتحاد إدباء وكتاب كربلاء أحتفالاً بنصر جيشنا العراقي وحشدنا الشعبي في تكريت كانت لي مداخلة حكيت فيها للحضور هذه القصة العراقية المؤلمة :
كان أحد أبطال الحشد الشعبي وقبل أن يأتي بأجازته كل مرة من هناك يقوم بزيارة مرقد الإمام علي الهادي (ع) في سامراء .وكان في كل زيارة يشاهد إمرأة مسنّة وهي تجلس في زاوية من زوايا الصحن الشريف وهي دائمة الحزن والبكاء والندب ..فلما أستفسر من الجالسين بقربها عن قصتها قالوا بأن هذه المرأة هي والدة أحد ضحايا (إسبايكر) وهي لاتعرف مصيره حتى الآن فتأتي لوحدها من مدينتها (الديوانية) كل خميس وتبقى هنا أكثر من أسبوع وهي تتطلع إلى معرفة أخبار إبنها الوحيد الذي لم يبلغ من العمر سوى 18 عاماً ..وقد مضى 10 أشهر على جريمة إسبايكر ولم تعرف عنه شيئاً هل هو في الحياة أم لا ..وكانت أحياناً تذهب إلى شاطيء دجلة وتجلس هناك ساعات طويلة وهي تتأمل أن ترى جثة ولدها طافية كما حصل في الأشهر الماضية لبعض الشهداء ..
يقول هذا الشاب : وكنت عندما أذهب في إجازة إلى البيت وأقص القصة على والدتي تبكي لحال تلك المرأة الفاقدة فتصنع لها الكليجة وخبز اللحم وترسله معي عند الإلتحاق لأعطيه لتلك الأم الفاقدة ..
وعندما بدأت عمليات تحرير تكريت وحررنا العديد من المناطق ومنها المقابر الجماعية والقصور الرئاسية هناك ..رأينا جماعة من المدنيين من أهالي المفقودين وضحايبا سبياكر وهم يبحثون عن مصير أولادهم ..وكم كان المنظر محزناً ومؤلماً عندما رأيت تلك المرأة وهي تنحني على أكمة (تراب صغيرة) في منطقة ( آل بوعجيل) وهي تندب ولدها المغدور بعد أن وجدوا هويته على قبره ..!!
وهنا جادت قريحة الشاعر الشعبي ليصف لنا ذلك الموقف المؤلم ويعبر عن حال هذه الأم العراقية المنكوبة :
………………….
هله يبني …جمر كَلبي برد …بحرورة الملكه…
هله يبني ..شوسع هالكون .. أنه بلياك مختنكه..!!
تعال لحضني يوليدي ..صار أسنين ..منّك فارغة الشبكهَ…
تدنه لصدري يالخدك ……..يحط ميزان للخفكه ..
تدنالي يبعد أمك ………أبوسك بوسة الحركه..
.. أريدن عرك من كـصتك…رشيح الورد للوركه..
خلص كلبي يبعد أمك ……..أنه بلياك مختنكه..!!
|