سندريلاّ




كان لديها 5000 " صديق " ، و 50000 " مُتابِع " ، في مقهى الـ FACE BOOK .. الذي يشبهُ مقاهي محلتنا في الكرخ القديمة ، أيام زمان : نفس الزبائن .. ونفس " الجايجي " .. ونفس " الدَخَل " .. ونفس " الطاولي .. ونَفْس " الماعون " . . ونَفْس " الأستكان " .. ونَفْس " اللغوة ".
وعندما كانت تكتبُ ، أو تضَعُ ، أو " تلصِقُ " ، أو تبصقُ ، أيّ شيءٍ على " حائطها " هناك .. حتّى لو كان على شاكلة : أنا " مصخنَة " هذا اليوم . أو " عيع " . أو " تفو عليهم " . أو " لاأدري ما بي " أو Feeling sad . أو تعرض " بروفايل " كارثي لها ، وقد استيقظتْ تواً من كابوسٍ مُفزع .. فقد كانت تحصل على 4800 LIKE ، و 1500 SHARE .. و 2200 COMMENT ، على شاكلة : منورة . رائعة . حلوة . يبو فدوة . نزول . مبدعة . متألقة كالعادة . خخخخ . هههههههع . ههههه . أييييييييي . فديتج . لماذا انتِ حزينةٌ هكذا ؟ . مو عوايدج . منو مضوجج ؟ اتركيهم فهم لا يستحقّون . سندريلاّ . مو خوش وكت . أويلي يابه . القافلةُ تنبحُ .. والكلابُ تسير . 
ولكنّها عندما ماتتْ .. لم يحظر مجلس العزاء أحدٌ من هؤلاء " الأوغاد " ( كما كانت تسمّيهم عندما تختلي بنفسها ، أو عندما كانت تلتقي بقلّةٍ من صديقاتها المقرّبات) .
كانت أمّها ، التي لم تكن تعرفُ ماهو الـ FACE BOOK ، وتعتقد أنّهُ احد انواع الدجاج الهندي الذي يُباع في " سوق الغَزِل " ، هي الوحيدة التي تفتقدُ دفء حضور ابنتها في البيت .. وتبكي .
( ملاحظة هامة : السندريلاّ هنا ليستْ شخصيّة نسائيّة فقط . فالكثير من الرجال أضاعوا أيضاً " فردات " أحذيتهم في هذا المقهى .. وعادوا إلى بيوتهم بـ " فردَةٍ " واحدة ) .