المحامون والمواقف الحقيقية

 

 

ما اسهل الكلمات وما اصعب المواقف ، فالجميع يمكنهم الجلوس والتكلم لساعات دون فعل ، اما المواقف فان لها رجالها من الذين ينهضون بها ويحملون اعباءها ، ونحن دائما كنا حريصين على ان تسبق افعالنا اقوالنا لان غاياتنا ليست في التنظير وإنما في بناء العراق وبناء الانسان العراقي على اسس سليمة عمادها المساواة وتحقيق العدالة ، ولان المحامين ابناء نجباء لهذه الارض وصوت مدافع عن حقوق ابناء شعبهم حينما يكون للكلمة صداها وقولها الفصل ، نراهم اسياد الساحة امام القضاء في الدفاع عن الحقوق ، ولكن حينما تتعرض ارض العراق الى الدنس تحت قوة السلاح والإرهاب ، حينها لابد ان تظهر المعادن الحقيقية للرجال في الشجاعة والإقدام ، وهذا ما جسده مئات الابطال من المحامين الذين لبوا استغاثة الوطن ونداء المرجعية وتركوا المال والعيال خلف ظهورهم ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء ويسكنوا في العراء ملتحقين في صفوف الشجعان من مقاتلي الحشد الشعبي واضعين نصب اعينهم احدى الحسنيين ، النصر او الشهادة ، متآزرين مع اخوانهم في قواتنا المسلحة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، ورغم ان مشاركة المئات من المحامين في القتال هي اوسمة عز وشرف نحملها على صدورنا جميعا ، ورغم كل مواقفنا المعلنة في تأييد ودعم قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ، الا اننا كنقابة محامين لم نكتف بذلك ، وحرصنا على ان يشارك جميع محامي العراق في شرف مساندة اخوانهم من ابطال الحشد الشعبي من خلال اطلاقنا لحملة التبرع المالي الكبرى في كافة انحاء العراق وعبر غرف المحامين لشراء ما يلزم من مؤن وإيصالها الى خطوط المواجهة الامامية لتكون عونا للمقاتلين على اعدائهم حتى يتحقق النصـــر بأذن الله .