بول البعير.. داء أم دواء؟

 

 

بول الإبل او ما يسمى بالدارج بول البعير . اختلف عليه الكثير وتقاسم المختلفون الفائدة منه . فهم مابين مستخدم له كعلاج لامراض مستعصية وبين من اتخذ هذا الدواء هزوا وسخرية ؟ . السعوديون كانوا ولازالوا من المدافعين عن هذا ” البول الدوائي  ” حيث فتحت جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز مختبراتها البحثية من اجل اثبات صحة التعافي بهذا العلاج . وهنا لابد ان نعرف لم كانت المملكة تصر على نجاح هذا الدواء مع علمها ان غالبية العرب المسلمون لايتعاطون مع هكذا مادة خارجة من احليل حيوان ثدي وهو مخلف لاحدى العمليات الفسيولجية يطرح خارج جسم الحيوان كي يبقى بصحة يجوب الصحراء كسفينة . وقبل الإجابة لابد ان نذكر ان ليس جميع شرائح المجتمع السعودي تتناول هكذا علاج . وان غالبية من يؤمن بفعاليته الدوائية هم اما من المتدينين ” خصوصا جماعة هيئة الامر بالمعروف … ” او من البدو . كذلك مايثير الاهتمام ان الديوان الملكي هو ايضا من الداعمين والمدافعين عنه !. فلم هذا الاصرار على احتساء بول البعير ؟ لنرجع قليلا الى الوراء وتحديدا حيث الزمن الرسالي المحمدي وما نقل من روايات من اهل السنة والجماعه والتي اكدها كلا من ابن تيمية وابن عثيمين وحسب ما ورد في كتبهم  تدل على ان الرسول محمد كان قد نصح احد المرضى بشرابه ! . اذن الرسول نصح بشرابه والعلاج يقينا كان ذا فعالية بشفاء المريض بطبيعة الحال وكيف لا ومحمد رسول البشرية لاينطق عن الهوى . ومع ان تلك الرواية لايوجد لها تواتر عند كتب المسلمين ولا حتى السنة منهم الا ان المملكة ابت الا ان تستمر في بحوثها والنتيجة ماذا ؟ تقول  د . فاتن عبد الرحمن خورشيد وهي استاذة في جامعة الملك عبد العزيز عضوة لجنة الثقافة والانسجة . ”  على مدار سبعة اعوام من البحوث والدراسات توصلنا من خلالها الى نتائج جدا طيبة تفيد مرضى السرطان ” !!!! . حصلت الدكتورة فاتن ونتيجة بحثها على ” الميدالية الذهبية للابتكار في المملكة عام 2008 ” . وكذلك تم اختيار ابحاثها لتكون ضمن افضل 6 ابتكارات في عام 2009 في المعرض الدولي للابتكار والتكنلوجيا الذي اقيم في ماليزيا في حينه . اذن لماذا لم تعط الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية مزيدا من الاذونات للتجارب على المرضى ؟ . الواضح ان جميع تلك التجارب كانت فاشلة بإمتياز ، والا لكانت بحوث السيدة فاتن نشرت في المجلات العلمية الدولية المختصة في الابحاث الدوائية ولكانت منظمة الصحة العالمية ربما رشحتها لنيل جائزة نوبل للابحاث . ولنذكر هنا بعضا من ردود الافعال التي قيلت من قبل الكثير من العلماء والأطباء في المنطقة مستنكرين علنا ممارسة  احتساء بول الابل .منهم محاضرين من جامعة صنعاء في العاصمة اليمنية ، حيث قالو بأن quaffingالبول هو سيء للجهاز الهضمي ويسبب مشاكل جمة في جسم الانسان ، في حين  قال الدكتور رضا الوكيل ، وهو أستاذ في كلية الطب في مصر لصحيفة  الراي الكويتية ، أن الإعلانات لعلاج التهاب الكبد ببول الابل كانت …مضللة ويحتمل أن تكون خطرة. ومع كل هذا نشاهد ظهور الاعلانات التجارية لماركات تحمل شعار ” بول البعير ” لتسويقه والحث على احتسائه لما يملك من فعل سحري كان اخرها انه ” يعتبر منشطا جنسيا قويا  !!! .