عاهرة تجتث الوطن !

إنه شهر الاحتلال وليس التحرير، شهر ميلاد القائد الضرورة وليس شهر مقتله، شهر موت العلماء وليس إحيائهم، شهر الكبت والموت والخراب وليس شهر الحرية والحياة والازدهار، شهر بزوغ شمس السيطرة والتمدد وليس شهر أفولها، شهر ولادة عقيدة الموت وليس دفنها شهر تسلط العربان وليس انتكاستهم، شهر موت العقيدة والدين وليس إحيائهما، شهر موت الأحياء وليس إحياء الأموات، شهر استدعاء الظلام في التاريخ وليس استدعاء النور فيه، شهر الكفر بالجغرافية والتاريخ والدم، شهر شطب آية تعايش الشعوب والقبائل، وشطب كل آيات لا إكراه في الدين والانتماء وتغييب معرفة الرشد من الغي، وإحياء آيات الحرب والموت.

نعم إنه شهر العاهرة؛ ,اعرف أن حضيرة خنزير أطهر من حضرتها، ولكنها ومنذ 68عاماً على ولادتها ترفض الانصياع لقانون الله وقانون الطبيعة، لأنها لاتزال بعمر الشباب وحماسة الشباب وعنفوان الشباب وقوة إرادة الشباب، إنها تتمسك بصدارتها للنزال وتأبى أن تخسر في أي جوله منه.

عاهرة وحرباء، ولا تملك الرحمة في طريق مسيرتها، توزع المتعة للبعض من دون مقابل، وتأخذها من البعض من دون مقابل، لعبت على كل حبال الموت ولم تستثن جثة، وبعد أكثر من 68 عاماً في السلطة وخارجها؛ لكنها باقية وتتمدد، وهي أقوى من الأمس! فاليوم هي موجودة في كل بقاع العالم بعنوان داعش والإسلام، وفي العراق موجودة بقوة في الحكومة العراقية وفي البرلمان وفي المعارضة، وفي العشائر، ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني، موجودة في الجيش والقوات الأمنية، والاستخبارات، والمخابرات، موجودة في أغلب وسائل الإعلام وتمتلك أهمها وأكثرها انتشاراً، موجودة وسط الأغنياء والفقراء موجودة بين المتزوجات، وبين المطلقات، بين المترفات وبين الأرامل، إنها موجودة بين العفيفات من النساء وموجودة بين العاهرات، إنها سرطان باق ويتمدد، ولا يمكن الفكاك والشفاء منه إلاّ باجتثاث الوطن.