العالم يتقدم والعرب واقفون عند الحلال والحرام

 

 

 

 

 

حققت الامم، في شرقي الارض وغربيها، منجزاتٍ علميةً، بلغت حد الاعجاز، بينما العرب ما زالوا يناقشون اداءات حياتية بديهية، لا تقدم ولا تؤخر، ولا دخل جوهري لها في مجريات الاحداث، انما تستهلك الجهد وتستنفد الطاقة على حافة البناء وليس في اساساته.

الفتاوى ما زالت تتناقض، بين مذاهب الاسلام الخمسة: الجعفري والجنبلي والشافعي والمالكي والحنفي، بشأن الاغتسال من الغائط، هل هو باليد اليمنى أثوب؟ ام باليسرى حرام؟ واي القدمين اقرب الى قضاء الحاجة، عند الله ورسوله والمؤمنين وأولي الامر منكم.. اليمنى ام اليسرى؟

يتجادلون في سبيل اثبات مصافحة المرأة، تدخل الرجل، الى وادي (سقر) يوم القيامة، أم (وادي) ويل، في جهنم؟ والجدل يستحيل قتالاً، تنتظم خلاله احزاب وقوى في صف تلك المملكة وهذه الامارة وسواهما من دول عربية، تتآكل.. كل واحدة تنسف الثانية، وكلما سيطرت دولة لعنت اختها.

ولحين توقف القتال، يكون العالم، من حول العرب، اكتشف علاجات للامراض المستعصية، واخترق اقطاب السماء، بالاسباب التي شرعها الله، في آيات بينات من قرآن المسلمين نفسه، تأمل فيها غير المسلمين.. الذين يسميهم العرب كفاراً انجاساً،...

افاد غير العرب بعقلهم، من آيات قرآنية، أهملها العرب، منشغلون عنها بتنفيذ فهم خاطئ لأحكام الآيات التي تحث على العدوان ومداهمة سلام الآخرين: "إقتلوهم حيثما ظفرتموهم" و"دمروهم تدميراً".

فتصاعد العالم رقيا متحضرا، وانتكس العرب يضيعون الوقت، في تبني ما كان فاعلا في عهد الرسول، ونبذ.. بل قمع ما لم يكن متداولا في عهده.. صلى الله عليه وآله وسلم.

يقحمون ما عفى عليه تطور الزمان، في راهن متسارع الادهاش من حيث الانجاز المريح للانسانية باسرع وادق ما يمطن احتياجاتها.

في حين شرع الاسلام العلم، من خلال قوله تعالى: "وما اوتيتم من العلم الا قليلا" و"فوق كل ذي علم عليم" وحثت احاديث الرسول على الاستزادة من العلم، بدءاً بالمهد وانتهاءً باللحد، ولو في الصين.

حتى بات المقتدرون ماليا من العرب، يشيرون بالضمير (هم) الى كل من يحاول ان يكون ايجابيا، فيوظفون الآيات المبيحة للقتال ضده.. من كان مسلمان او حارج حظيرة الاسلام!

الفتاوى تطلق جزافا، تحت هواجس انفعالية، من على المنابر، واحيانا تساق مع تصاعد الكلام، من دون حسابات جدوى، تتحاشى ان تصيب معطى ما بجهالة.

فتاوى تطلق عفو السياق اللغوي، فتتعطل ميادين معرفية كبرى وتنهار حيوات انسانية راقية، بأثرها يتحول زهو العلم والطبيعة الى بلقع...

موقف المرجعيات الشيعية الاحادية والسنية الرباعية، ما زال غير محسوم، بشأن السينما، والموسيقى والغناء والمسرح والتشكيل والفوتوغراف، وهي موضع تداول.. حرام ام حلال!؟

بينما إسرائيل حققت وجودها وكسبت تعاطف العالم مع حقوقها، من خلال الفنون والآداب والتعامل المتوازن مع الآخر.. تبادل منفعة، ما لله لله وما لقيصر لقيصر، فدالت في اسرائيل، حضارة إنموذجية آن للعرب ان يفيدوا من وجودها بينهم، في سبيل انتشال ذواتهم من تخلفها، الى مراتب راقية، تقترب بهم من اليوتوبيا التي تعدهم بجنة على الارض.