"الوحي" لعائشة عجينة.. إعادة حصر للظاهرة الدينية
  • سؤال طالما حاولت تذكره استعدادا للإجابة في حال وجه أليَ، إيُّ الكتب كانت أكثر تأثيرا عليك؟، في رحلة قراءة متنوعة تناهز 12 عاما، بين الرواية والتراث والتاريخ والفلسفة والإعلام، سيكون جوابي قبل نهار أمس السبت، كتابين وثالثهما هو "الوحي/ بين شروط وجوده وتحولاته" للباحثة والكاتبة اللبنانية الشابة عائشة عجينة، طبعة دار الجمل 2015.

     

    هذا الكتاب بما يحملهُ من بحثٍ شيقٍ في الصيرورة الدينية وبقاء المقدس متحولاً من الوثنية الى الشرك (آلهة منطقة الجزيرة العربية) ومن ثم التوحيد، يضع القارئ أمام قراءة مفادها أن التحولات "للمقدس" لا زالت تمرّ بإنتاج وإعادة إنتاج في الوعي الجمعي للمجتمعات الدينية التي تصنع المقدس لما له تأثير وقوة خفية، وطاقة لا مرئية في كل جزئيات الحياة.

     

    تضع الباحثة الكثير من علامات الاستفهام للنص القرآني بما هو مقدس ومتعالي خاليا من الشوائب والتحولات او الحذف والإضافات، بقراءة ناسوتية (تاريخية)- معتمدة على الروايات المعتبرة والمعتمدة في كُتب السنّة كصحيح مسْلم والمسند لأحمد بن حنبل وكتب الشيعة كالكافي للكليني وبحار الأنوار للعلامة المجلسي- أبرزها:

    1- التشابه الغريب للكثير من الآيات القرآنية وسجع الكهان في الجزيرة العربية.

    2- القراءات السبع للقرآن لما لها من تغيير على الصورة والمعنى في قراءة الآيات.

    3- المسائل الخلافية بين السنة والشيعة حول جمع القرآن في زمن الخليفة وأيضا شواهد التحريف والقطع لدى الفريقين.

    إجمالا، هذا الكتاب هو بمثابة إعادة حصر لما قالته المصادر في حقبة تكوّن المقدس والنص القرآني، وما يتصل بشروطها القَبْلية المختلفة، لأن القليل من الإضاءة تبقى أفضل من الظلام.