الجنانُ تفتحُ أبوابَها* بقلم شاكر نوري الربيعي

 

عبثاً حاولنا ترتيبَ أوراقَ مدينتنا

وعبثا ًحاولنا لمامَ شتاتَها

وعبثا ًحاولنا ترميمَ ماخربته النفوس التي رضَتْ الذُلَ والهَوان

جميع محاولاتِنا باءَتْ بالفشل

لَمْ نجني منها غيرَ الشتمَ والسُباب

ولَمْ نَرُدُ شتما ًبشتم ولاسُبابا ًبسُباب

غيرَ إنا

حاولنا مراراً تزكيةَ النفوس

وتطهيرَ الجباهَ من السجودِ لغير الله

لكنهم أبَوْ إلا أن يغوصوا في قعر الذنوب

ومستنقعاتِ العُهرِ والرذيلة.

 

 

صوتُك القادمُ من أعماقِ الإنسانية

ويداكَ المبسوطتان لكل الذين غُـلَت أيديَهم

روحُك الكبيرة الممتلأة نوراً ومحبة

لم تتعب صوتَك أبواقُ الأراذل

كانوا فسقا ًوفجورا

وكُنتَ عفة ًوسدادا

كانوا قردةً خاسئين

وكنتَ الإنسان الإنسان

حاولوا إسدال ستائرَ العتمة والرذيلة وإطفاء نور الله

فأبى الله إلا أن يتم نوره

قد لاأجد ماأصفك فيه,فأنت أكبر من وصفي

لا لإني لاأعرفك ,ولاأعرف الى روحِك سبيلا

ولكني لإني أعرفك معرفة الحقيقة

ومعرفة النور الساطع

قَدْ تعجزني الكلمات ,وقَدْ يَجِفُ قَلمي

لكنك في روحي جزءاً منها

ومن عيني نورها

 

برحيلك قد إستيقظت كُلُ جِراحاتي

وآلام مدينتي التي تكاد لولا رحمةُ ربي أن تموت

لاأظن أن رصاصات الغدر قد مزقت جسدك المتعب حسب!!

لكنها مَزَقَتْ أجسادَنا وأدمتْ قلوبَنا,وأبكَتْ عُيونَنا

فجرحُك لايَندَمِل

وبُعدُك لايُحتمَل

فراقُك يَعُـز علينا

يامن لاتعرف الفراق يوماً حتى مع الذين سعوا في تقطيع أوصالَك

رصاصاتُ الخيانة التي مَزَقتْ جَسَدَك

مَزَقتْ صوتُ الحنين في داخلي

فَلم أعُد أَحِنُ إلا إليك

صوتُك المُتعب لاأزالُ أذكرُه

قبلَ الوداع كان مُتعباً جداً

ولحظتُها ظَننتُ إنك بحاجةٍ الى راحةٍ طويلةٍ , راحةٍ أبديةٍ

فَقدْ آنَ للجسدِ المٌتعبِ أن يستريح

وآنَ للنفسِ المُطمئنةِ أن تَرجعَ الى بارئِها

ولم أعلم إن القدر الذي لابُدَ مِنهُ ينتظر

فَقدْ فتحت الجِنانُ أبوابَها لقادمٍ يؤرقـُنا بِعاده

ولاأظنُ إلا إن اليوم الأخير كانَ قدراً أيضاً

فقربٌك مني ساعتَها,وبُعدُك عني بساعاتٍ بعدَها

لابُدَ للقدر يَـدٌ فيه

أو قُلْ لَه ُرأي آخر!!

.........................................

*الى روح الشهيد ياسين عبد العزيز الحديثي