ايها الولد الرسالة الأولى

 

تذكرّ في بداية امرك، انك جزء صغير من هذا الكون العظيم المحيط بك. في الوقت نفسه، لاتنسى ان مكونات هذا الكون قد تلبست فيك من حيث تدري ام انك لاتدري.

 

انت تعرف جيداً، انك مركب من ماء وطين فانت اذاً ابن هذه الارض التي تدرج عليها ليل نهار والارض هي الاخرى جزء من هذا الكون الذي قد تغرق فيه او قبل يستغرقك.

 

اعرف نفسك جيداً، واذا ماعرفت نفسك يسهل عليك معرفة كل شيء حولك، من اناس وحيوان ونبات وجماد.

 

ارجو الا اثير حفيظتك، عندما اصارحك القول، انك مجرد ضيف طارئ على هذا العالم الذي وجدت فيه.

 

وكما انك قد اطللت على هذه الدنيا ذات يوم، سوف تحترق في دورة الطبيعة ذات يوم، انت نفسك تجهل عنه كل شيء على انه آت لاريب فيه.

 

في هذه الحالة عليك ان تعرف قدر نفسك، هو انك جزء من كل، ولا مناظرة في هذا ولا جدال.

 

ان ما هو مطلوب منك، ان تحيا حياة عميقة، بقدر ماتريدها ان تكون واسعة طويلة.

 

اعلم انه ليست العبرة في طول العمر، بقدر ما تملأ حياتك بالعمل الجاد المثمر على الدوام.

 

يكون هدفك اذاً المشاركة مع ابناء جنسك، بكل ما هو نافع و مفيد، واذا استطعت ان تؤدي عملاً مميزاً تتفوق به على الاخرين، فهذا هو الفتح العظيم.

 

هل لاحظت اذاً، كيف انك تحيا بين مدوجزر، وانك الموجة في وسط النهر، كما ترتفع في لحظة معينة، سوف تتلاشى في لحظة مباغته، لتحل محلها موجة جديدة وهذا هو قانون الحياة.

 

أعفني اذا ذكرت كلمة لحظة في السياق، ولم اعبر عن ذالك بالزمن، فان الزمن ذاته هو عبارة عن ذرات متتابعات متلاحقات.

 

لاخيار لكولا اختيار في المكان الذي نبت فيه على الارض  ولا في الزمن الذي جئت فيه.

 

هذا شيء مقدر عليك، وكل ما هو مطلوب منك ان تتقبل ذلك برحابة صدر وارتياح.

 

ان ما عليك فعله في هذه الحالة، ان تملأ سني حياتك بالعمل الجاد المثمر، الذي تثبت فيه أنك اهل للحياة.

 

لا يفيدك البكاء على الاطلال، ولا التساؤل غير المجدي، مثل: لماذا؟ وكيف؟ وما أشبه فيه من الاستفهام الذي لايعود عليك الا بالتوزع والضياع.

 

اعلم ان الانسان الطبيعي من يجد ويجتهد، ليثبت امام الملأ، انه اهل لإنسانية الانسان، وانه جدير بالمشاركة بكل فعل ايجابي في هذه الحياة.